شهد الحليب كامل الدسم تحوّلاً في سمعته الغذائية خلال السنوات الأخيرة، بعد أن كان يُتهم طويلاً بالمساهمة في السمنة وأمراض القلب. وتُظهر أبحاث جديدة أن هذا النوع من الحليب قد يحمل فوائد غذائية أكبر مما كان يُعتقد سابقاً، ما دفع العديد من المختصين ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي للترويج له كخيار صحي متوازن.
فعلى منصة تيك توك وحدها، يوجد أكثر من 4.3 مليون منشور تحت وسم "تغذية الحليب كامل الدسم"، حيث يعرض مختصون في التغذية ومؤثرون فوائده ضمن نمط الحياة الصحي. ويأتي هذا التوجه مخالفاً لسياسات غذائية سادت منذ الثمانينيات، حين كانت التوصيات الرسمية تُشجع على اختيار الحليب قليل أو خالي الدسم للحد من الدهون والسعرات.
لكن وفق أبحاث حديثة، ومنها تقارير عن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، لا يرتبط الحليب كامل الدسم بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، بل يُوصى به للأطفال بين سن سنة وسنتين لدوره في دعم النمو. كما يُشير خبراء إلى أن محتوى الدهون في هذا الحليب يُعزز الشعور بالشبع ويساعد على إدارة الجوع بشكل أفضل مقارنة بالخيارات منخفضة الدسم.
رغم ذلك، يحذّر الأطباء من الإفراط، إذ ربطت إحدى الدراسات استهلاك كوب يومي من الحليب كامل الدسم بزيادة خطر الوفاة من السرطان بنسبة 12%. ويخلص الخبراء إلى أن الحليب كامل الدسم ليس "عدواً" غذائياً، بل خيار يمكن إدماجه بذكاء ضمن نظام غذائي متوازن، حسب احتياجات وأهداف كل فرد.
0 تعليق