قدّم الأب بنيامين صلاح، الكاهن بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، رسالة عميقة ومؤثرة، وصف فيها مشهد دخول المسيح إلى أورشليم بأنه “مشهد ملحمي يفيض بالروحانية والرمزية والجلال”، مؤكداً أن الحدث يحمل نداءً من الأرض إلى السماء، وهتافًا خالدًا: “هوشعنا”.
ملك السلام يدخل بلا سلاح.. ويُتوَّج بالصليب
وقال الأب بنيامين: “حين دخل ملك السلام أورشليم، لم يأتِ بقوة أو استعراض، بل بلغة الحب والرحمة، متواضعًا على جحش ابن أتان، لا يحمل سلاحًا ولا درعًا، بل قلبًا يفيض بالخلاص”. وأضاف أن أوراق النخيل المرفوعة كانت بمثابة أذرع تصلي، ترحب بالمسيح وتعلن رجاء شعبٍ كان ينتظر المخلّص.
من الهتاف إلى الصليب.. مشهد التحول العجيب
وأشار الأب إلى أن المشهد كان يحمل أيضًا بعدًا مؤلمًا: “الهتافات التي ملأت أورشليم، لم تكن تعلم أن هذا الدخول الملوكي سيقود إلى تضحية عظيمة على الصليب، حيث تتوج المحبة بالألم والفداء”، متسائلًا: “هل يمكننا تخيل الصمت الذي خيّم بعد الهتاف، حين أدركت الجموع أن المجد يمر عبر طريق الصليب؟”.
دعوة للتأمل والانفتاح على ملك المجد
وأكد الأب بنيامين أن أحد الشعانين هو دعوة مفتوحة لكل مؤمن، قائلاً: “المشهد يحمل معه دعوة أن نفتح قلوبنا كما فتح أهل أورشليم أبوابها، أن نستقبل ملك المجد ليس فقط في الاحتفالات، بل في عمق الحياة اليومية”.
نحمل أغصان السلام في عالم يمزقه الألم
وختم الأب بنيامين تأمله قائلاً: “أحد الشعانين دعوة لحمل أغصان السلام والرجاء، لنكون نحن أيضًا شهودًا لهذا النور، ولنستقبل ملك المجد في قلوبنا كملك سلام منتصر”.
واختتم برسالة محبة: “كل سنة وحضراتكم بنعمة وسلام، ليكن أحد الشعانين مناسبة مقدسة تفيض بالبركة للجميع”.
0 تعليق