وكأن العدو يعمد إلى تكرار الجرائم نفسها في كل مرة، وفي هذا إعلان واضح بأنه لا يأبه بكل ما صدر ويصدر من بيانات وتصريحات الإدانة ولا حتى بقرارات الجنائية الدولية. هنا في غزة وفي كل يوم فعل تأكيد على ارتكاب الإبادة.
ففي اليوم الـ27 من استئناف العدوان على قطاع غزة، استهدفت غارة معادية فجر الأحد المستشفى المعمداني في مدينة غزة، مما أدّى إلى خروجه عن الخدمة، في حين افترش المرضى والجرحى الشوارع المحيطة.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن الاحتلال استهدف أكثر من 4 آلاف منزل ومنشأة مزوّدة بأنظمة الطاقة الشمسية ضمن سياسة ممنهجة لتدمير مصادر الكهرباء البديلة في القطاع.
هذا واستشهد 9 وأصيب آخرون في قصف معادي استهدف سيارة مدنية كانوا يستقلونها غرب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، في حين دانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ووزارة الصحة في غزة استهداف جيش الاحتلال المستشفى المعمداني.
واستهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية السيارة بشكل مباشر بأكثر من صاروخ.
وسبق هذه الغارة سلسلة غارات للعدو على المناطق الغربية لمدينة دير البلح والمناطق الغربية لمدينة خان يونس. كما سُجلت غارة جوية على منطقة المواصي الساحلية بعدة صواريخ قبيل فجر اليوم الأحد استهدفت خيمة تؤوي نازحين ومنزلا مأهولا بالسكان، مما أدى لسقوط شهداء وجرحى.
وأفادت مصادر طبية باستشهاد امرأة في إطلاق نار من مسيرة إسرائيلية في جباليا البلد شمالي قطاع غزة. كما استشهد مدير مركز شرطة غرب مدينة خان يونس محمد الدرباشي إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزله في المخيم الغربي للمدينة.
كذلك، قصفت مدفعية الاحتلال، فجر الأحد، محيط محطة الكهرباء شمالي مخيم النصيرات وسط القطاع. وشنت طائرات الاحتلال غارة على حي التفاح شرقي مدينة غزة.
كما شنت طائرات الاحتلال غارة استهدفت مدرسة الرازي، التي تأوي نازحين، بعد قليل من إنذارها هي ومدرسة سعد بن معاذ بإخلاء النازحين بحي التفاح شمال شرقي مدينة غزة. من جانبها، أعلنت سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) سيطرتها على مسيرتين إسرائيليتين من طراز “كواد كابتر” خلال تنفيذهما مهام استخبارية وسط قطاع غزة.
استهداف المستشفى المعمداني
في الأثناء، استنكرت وزارة الصحة بغزة استهداف الاحتلال المستشفى المعمداني فجر اليوم الأحد، وذلك بقصفه مبنى داخل حرم المستشفى وتدميره بالكامل، مما أدى إلى إجلاء المرضى والعاملين في المستشفى.
واستهدفت غارة إسرائيلية بصاروخين مبنى الطوارئ في مستشفى المعمداني في مدينة غزة فجر اليوم الأحد مما أدى إلى تدميره بالكامل وخروج المستشفى عن الخدمة.
وإثر العدوان، افترش عشرات الجرحى والمرضى شوارع محيطة بالمستشفى بعد القصف الإسرائيلي.
وفي هذا السياق، أعلن مدير مجمع الشفاء الطبي أن “الاحتلال يواصل المزيد من القتل بحق شعبنا”، مضيفاً أن “الاحتلال ارتكب جريمة إنسانية باستهدافه مستشفى المعمداني”، وأنه “بعد إخراجه مستشفى المعمداني عن الخدمة يوصل رساله بأنه لا مكان آمن”.
وقال مدير الشفاء إنه “لدينا مئات الجرحى والمصابين مكدسون خارج المستشفى بسبب استهدافه من قبل الاحتلال”.
وطالبت صحة غزة المؤسسات الدولية والجهات المعنية بضرورة حماية القطاع الصحي في غزة بما كفلته القوانين والاتفاقيات الدولية والإنسانية، والعمل الفوري على وقف الانتهاكات المستمرة بحق القطاع.
من جهته، أكد المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة منير البرش أن العدوان الإسرائيلي على المستشفى المعمداني أخرج المستشفى الوحيد في مدينة غزة عن الخدمة.
وقال المدير العام للمستشفيات في قطاع غزة محمد زقوت إن خروج المستشفى المعمداني عن الخدمة يفاقم من معاناة المرضى في القطاع خاصة أن المستشفى هو الوحيد في منطقة غزة والشمال الذي به جهاز التصوير الطبقي.
وأضاف زقوت أن الاحتلال يواصل منع دخول أي أجهزة طبية رغم مناشدات منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر.
بدورها، قالت حركة حماس إن قصف المستشفى المعمداني بمدينة غزة وتدمير طائرات الاحتلال لمبنى الاستقبال والطوارئ، وتشريد المرضى والجرحى فيه، جريمة حرب جديدة يرتكبها جيش الاحتلال ضمن مسلسل جرائمه الوحشية التي يرتكبها في القطاع.
وأضافت الحركة في بيان أن هذه الجريمة تؤكد أن الاحتلال يعمل بغطاء وتواطؤ أميركيين في ظل تعطيل كامل لكافة أدوات المحاسبة الدولية.
وحمّلت الحركة الإدارة الأميركية المسؤولية كاملة عن جريمة الاحتلال الوحشية في المستشفى المعمداني، إذ إنها لم تكن لتقع لولا الضوء الأخضر الممنوح لها من واشنطن، وفق تعبيرها.
وبدعم أميركي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 166 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
المصدر: مواقع إخبارية
0 تعليق