هل سيكون لروسيا تأثيرا حقيقيا على نجاح حوار أميركا وإيران؟

sky news arabia 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل سيكون لروسيا تأثيرا حقيقيا على نجاح حوار أميركا وإيران؟, اليوم الخميس 10 أبريل 2025 09:51 صباحاً

ومع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لفترة ثانية، يتجدد الحديث عن المسار الذي ستسلكه هذه المفاوضات النووية، في وقت باتت موسكو تلعب دور الوسيط الرئيسي بين الطرفين.

فبينما تحاول واشنطن الضغط على طهران من خلال العقوبات، تظهر روسيا كطرف له مصالح جيوسياسية واضحة، ولكن هل سيكون لهذا الدور الروسي تأثير حقيقي على نجاح أو فشل هذه المفاوضات؟

موسكو وساطة مع مصالح استراتيجية

يرى الباحث في مركز الإمارات للسياسات، محمد الزغول، خلال حديثه الى غرفة الأخبار على "سكاي نيوز عربية" أن الدور الروسي في المفاوضات بين واشنطن وطهران يتجاوز مجرد الوساطة؛ فهو يعكس استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تعزيز النفوذ الروسي في المنطقة.

ويقول الزغول: "روسيا تدرك أن بقاء إيران في دائرة النفوذ الروسي يصب في مصلحتها على المدى البعيد، خاصة في ظل النفوذ الأميركي المتراجع في بعض أجزاء من الشرق الأوسط".

ويشدد على أن موسكو تسعى لإنشاء فضاء حوار بين الولايات المتحدة وإيران بشكل يسمح لها بالاستفادة من هذا التوازن، حيث يمكنها المساهمة في عملية التسوية بدلاً من الهيمنة عليها.

واشنطن وتحديات الحوار مع طهران

يشير المحلل الخاص لـ"سكاي نيوز عربية" محمد صالح صدقيان في السياق ذاته إلى أن الوضع الحالي للمفاوضات يحمل العديد من التحديات. فقد أظهرت تصريحات واشنطن استعدادًا للتفاوض، ولكن في ظل استمرار الضغوط الداخلية الموجهة ضد طهران، قد يكون من الصعب على الحكومة الإيرانية قبول أي تسوية تُعتبر "تضحية" بمصالحها الأساسية.

يقول صدقيان إن "الولايات المتحدة تسعى إلى احتواء طهران دون تقديم تنازلات كبيرة، وهو ما سيشكل تحديًا كبيرًا في الجولات المقبلة من المفاوضات".

ويضيف: "موسكو قد تكون المفتاح للتوصل إلى نوع من التسوية التي توازن بين المطالب الإيرانية والضغوط الأميركية".

موسكو وسياسة متعددة الأبعاد في المنطقة

من جانبه، يؤكد سمير التقي، الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، أن روسيا لا تقتصر في مواقفها على دعم طهران فقط، بل تسعى أيضًا إلى إنشاء نوع من التوازن في الشرق الأوسط، بما يتيح لها تعزيز دورها كقوة فاعلة في المنطقة.

ويشير التقي إلى أن موسكو تستغل حالة الجمود بين واشنطن وطهران لتقوية موقفها، مشيرًا إلى أن "روسيا تدرك أن الحفاظ على النفوذ الإيراني هو جزء من استراتيجية أكبر تهدف إلى تقليص تأثير الولايات المتحدة في المنطقة."

ويرى التقي أن روسيا قد تستخدم دورها كوسيط لتحقيق أهدافها على المدى الطويل، حتى وإن بدا الأمر في البداية وكأنه مسعى لدعم طهران فقط.

تحليل جيوسياسي للعلاقات المعقدة

يضيف الكاتب والباحث السياسي الروسي، يفغيني سيدروف، بعدًا آخر للتحليل، حيث يرى أن روسيا تسعى إلى تعزيز مكانتها كقوة مؤثرة في مفاوضات الشرق الأوسط.

وفي حديثه عن الدور الروسي، يقول سيدروف: "روسيا تدرك أن نجاح المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران سيتطلب توافر بيئة مستقرة في المنطقة، وهو ما قد يعزز من حضورها في ملفات أخرى مثل سوريا وليبيا."

ويضيف سيدروف أن موسكو "تسعى إلى الحصول على مكاسب استراتيجية من خلال ضمان دورها المحوري في ملف إيران النووي، ما يسمح لها بموازنة القوى في المنطقة."

الاستراتيجيات الأميركية والإيرانية: مفترق طرق في المسار النووي

تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب، تواصل الولايات المتحدة الضغط على إيران عبر سياسة العقوبات المتواصلة، غير أن التحديات الداخلية الأمريكية قد تحول دون حدوث تغييرات جذرية في السياسة تجاه طهران.

وبينما تبدي الإدارة الأميركية استعدادًا للدخول في مفاوضات جديدة، فإن الانقسامات الداخلية بشأن كيفية التعامل مع طهران قد تعرقل التوصل إلى تسوية دائمة.

يقول الزغول: "السياسات الأميركية تميل إلى اتخاذ طابع العقوبات، ولكن إذا استمرت الضغوط الداخلية، قد يضطر ترامب إلى إعادة النظر في الاستراتيجية الحالية."

إيران: الفجوة بين الرغبة في التفاوض والمطالب الوطنية

من ناحية أخرى، تزداد الضغوط على إيران نتيجة لاستمرار العقوبات الأميركية، ومع ذلك، فإن طهران تبدي استعدادًا لدخول مفاوضات شريطة أن تتاح لها الفرصة للحفاظ على مصالحها الوطنية.

بحسب تصريحات صدقيان، "إيران تتوقع من المفاوضات أن تؤدي إلى رفع بعض العقوبات وتحقيق مكاسب اقتصادية ملموسة، لكن هذا لا يعني أنها ستتخلى عن طموحاتها النووية."

النتائج المحتملة: روسيا بين وساطة استراتيجية وتحقيق أهداف جيوسياسية

في ظل التحولات الحالية، يبدو أن الدور الروسي كوسيط في مفاوضات واشنطن وطهران سيؤثر بشكل كبير على مسار المفاوضات في الأشهر القادمة.

لكن يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن موسكو من التوصل إلى اتفاق يجمع بين المصالح الأميركية والإيرانية، أم أن السياسة الدولية ستظل عالقة في حلقة مفرغة من التوترات؟

في النهاية، تشكل هذه اللحظة نقطة تحول حاسمة في العلاقات الدولية، وسيبقى مراقبو الشأن الدولي في حالة ترقب لنتائج هذا التفاعل المتعدد الأبعاد.

مفاوضات حافلة بالتحديات والفرص

بغض النظر عن مواقف كل من الولايات المتحدة وإيران، فإن دخول روسيا كطرف فاعل في المفاوضات النووية بين الطرفين يعكس تغيرًا مهمًا في ديناميكيات السياسة الدولية في الشرق الأوسط. الأيام المقبلة ستكون محورية في تحديد ما إذا كان هذا الدور الروسي سيسهم في تسوية شاملة أم سيزيد من تعقيد الأوضاع؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق