قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في مقال نشره على أعمدة صحيفة "التلغراف" أمس السبت، إن العالم الذي كنا نعرفه قد انتهى، مشيراً إلى أن لا أحد يخرج رابحًا من حرب تجارية. 

وأضاف ستارمر أن العالم الجديد ليس كما كان من قبل، إذ لم يعد بإمكاننا الاعتماد على الافتراضات القديمة المتعلقة بالأمن القومي والاقتصاد العالمي، وبالتالي يتطلب الأمر نهجًا جديدًا لمواجهة التحديات.

وتابع ستارمر قائلاً إن بريطانيا مستعدة لما هو قادم، وأكد أن العالم الذي نشهده الآن يعتمد أكثر على الصفقات والتحالفات بدلاً من القواعد الراسخة. 

وأضاف أن بريطانيا بحاجة إلى التحلي بالهدوء البراغماتي والقدرة على فهم مصالحها الوطنية بشكل واضح. 

وأكد أن الدعم المستمر لأوكرانيا هو مثال على ذلك، حيث عززت المملكة المتحدة إنفاقها الدفاعي ليصل إلى أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة، وهو استثمار يهدف إلى تأمين المملكة المتحدة بشكل أفضل.

أما في ما يتعلق بالاقتصاد والتجارة، فقد شدد ستارمر على أهمية الحفاظ على الهدوء والسعي لإبرام أفضل الصفقات التجارية، مشيرًا إلى أن لا أحد يستفيد من حرب تجارية. وأوضح أن الأولوية في هذا الصدد هي الحفاظ على علاقات تجارية قوية مع حلفاء المملكة المتحدة مثل الولايات المتحدة، والعمل على تعزيز اتفاقية جديدة من شأنها تحقيق ازدهار اقتصادي.

وأكد رئيس الوزراء البريطاني أن الحكومة البريطانية لن تبرم أي اتفاق تجاري إلا إذا كان في مصلحة الشركات البريطانية وأمن العمال، مشيرًا إلى أن السياسة الصناعية ستكون جزءًا أساسيًا من خطط الحكومة لحماية الاقتصاد البريطاني من الأزمات الاقتصادية العالمية. ورغم الانتقادات التي قد تواجه فكرة التدخل المباشر من الدولة في تشكيل السوق، إلا أن ستارمر أشار إلى أن مثل هذه التدخلات أصبحت ضرورية في ظل التحولات السريعة التي يشهدها العالم.

وفي ختام مقاله، أكد ستارمر أن الحكومة ستواصل العمل على تحسين القدرة التنافسية المحلية لبريطانيا وتعزيز تحالفاتها التجارية مع الاقتصادات العالمية، مشددًا على أن هذه الأوقات تتطلب عقلية جديدة تؤمن الأمن الوطني والاقتصادي في آن واحد.