عادات وتقاليد المغاربة في الأعياد.. خصوصية مفقودة أجهزت عليها رسائل "الواتساب" وعوامل أخرى

أخبارنا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

يظل عيد الفطر في المغرب مناسبة دينية واجتماعية غنية بالعادات والتقاليد التي تأصلت عبر الزمن، غير أن السنوات الأخيرة شهدت تغييرات جذرية أثرت على هذه الطقوس، حيث أصبحت بعض الممارسات القديمة أقل حضورا لصالح ممارسات جديدة فرضتها التحولات الاجتماعية والتكنولوجية.

وكان التحضير لعيد الفطر في الماضي يبدأ قبل أيام طويلة من موعده، حيث كانت الأسر المغربية تشتري المواد الأساسية لصناعة الحلويات المنزلية مثل "الشباكية" و"كعب الغزال"، وتعد البيوت لاستقبال الزوار، عبر صباغتها وتنظيم أثاثها، خاصة في ظل وجود تقاليد موروثة حول العناية بجميع التفاصيل، ما جعل هذه التحضيرات علامة فارقة تظهر العناية والاهتمام بالمناسبات الدينية، غير أن الأمور اليوم ومع السرعة التي تسير بها الحياة وتزايد الانشغالات اليومية تغيرت وأصبح من المعتاد أن تشتري الأسر الحلويات الجاهزة من المحلات التجارية، كما أن عادة "تجيير" واجهة البيوت اندثرت ولم يعد لها وجود، ما يزيل بعضا من ذلك الطابع التقليدي الذي كان يميز عيد الفطر.

وأصبحت التهاني مع تزايد استخدام التكنولوجيا وظهور تطبيقات مثل "واتساب" و"فيسبوك" تنتقل عبر الرسائل النصية بدلا من اللقاءات المباشرة، ما قلل من الزيارات العائلية التي كانت تجمع الأهل في المساجد أو البيوت، حيث يبدو أن الأثر الأكبر لهذه التغيرات هو أن الكثير من المغاربة أصبحوا يعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعي لتبادل التهاني بدلا من إحياء تقاليد اللقاءات الشخصية وصلة الرحم مع العائلة.

وانعكست هذه التغييرات على الملابس التقليدية أيضا، فبعدما كانت الأعياد تمثل مناسبة لارتداء الجلباب المغربي والقفطان، حيث يعبر هذا الزي عن فخر المغاربة بثقافتهم وامتدادها عبر الأجيال، أصبح العديد من الشباب يفضل ارتداء الملابس العصرية في الأعياد، ما أدى إلى غياب جزء من تلك الهوية الثقافية التي كان يحملها الزي التقليدي.

ولا يمكن تجاهل تأثير العادات الغذائية في عيد الفطر، حيث كان المطبخ المغربي يقدم أطباقا خاصة مثل "الرفيسة" و"المروزية"، وهي أطباق كانت تعكس الثراء الثقافي والتنوع الغذائي في البلاد، إلا أن تغير أسلوب الحياة والاهتمام بالأطعمة الجاهزة قد أثر على هذه العادة، فأصبح بعض المغاربة يفضلون تناول الطعام في المطاعم بدلا من تحضيره في المنزل سواء بدعوى تنظيم خرجة أسرية أو بسبب ضيق الوقت أو نقص الرغبة في تحمل عبء التحضير.

وتغيرت صورة العيد في المغرب، حيث أصبح البعض يقضي يومه في العزلة، إما أمام شاشة التلفاز أو وهو يتصفح الإنترنت، ما يعكس تغيرا في معنى الاحتفال والفرحة بهذه المناسبة، بعدما كان في الماضي يتميز بطابع جماعي دافئ، وكان الشارع المغربي يعج بالأطفال وهم يحتفلون بالألعاب الشعبية، التي عوضتها بوحات "الطابليط".

رغم هذه التغييرات، لا تزال الأعياد في المغرب تحتفظ بجوهرها الروحي والاجتماعي، حتى وإن تباينت مظاهر الاحتفال، حيث وبالرغم من أن بعض العادات قد تراجعت أو تغيرت، فإن العيد يظل فرصة للفرح والاحتفال وتوطيد الروابط العائلية والاجتماعية، سواء كان ذلك عبر طرق تقليدية أو حديثة، مما يضمن الحفاظ على روح العيد في قلب كل مغربي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق