يواجه قطاع الغاز في أوروبا مرحلة حاسمة بعد استنزاف المخزونات بنسبة ثلثي الطاقة التخزينية خلال فصل الشتاء، مع نهاية موسم التدفئة وبداية مرحلة إعادة ملء المرافق.
وأوضحت شبكة بلومبرج أنه من المتوقع أن تتم إعادة ملء المخزونات خلال الصيف، مستفيدةً من انخفاض أسعار الوقود في هذه الفترة، مما يتيح فرصة لتحقيق أرباح عبر تخزين كميات كبيرة وإعادة بيعها عند ارتفاع الطلب في الشتاء المقبل.
ورغم ذلك، حذرت الشبكة من أن هناك عوامل هذا العام قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار الغاز في الصيف، من بينها استنفاد الاحتياطيات بوتيرة أسرع من المعتاد، وتوقف التدفقات المتبقية عبر أوكرانيا في يناير الماضي، وانكماش السوق، مما قد يضعف الحافز المالي لعمليات التخزين.
وأشارت الشبكة إلى أن دور الحكومات الأوروبية في ضمان إعادة ملء المخزونات لا يزال محل تساؤل، لا سيما مع ارتفاع التكاليف المحتملة. فدخول الشتاء دون تخزين كافٍ قد يجعل المنطقة عرضة لارتفاعات حادة في الأسعار، خاصة في حال حدوث موجات برد شديدة أو أي عوامل غير متوقعة.
وفقًا لقواعد المفوضية الأوروبية، يجب أن تكون مواقع التخزين ممتلئة بنسبة 90% بحلول الأول من نوفمبر المقبل. ومع ذلك، هناك حالة من عدم اليقين بشأن آليات التنفيذ، ما أدى إلى تقلب الأسعار وإرباك التجار.
وأشار التقرير إلى أن ضعف الطلب الصيني على الوقود قد يكون عاملًا إيجابيًا لأوروبا، حيث يمنحها فرصة أفضل لجذب شحنات الغاز المسال.
من التحديات الإضافية التي تؤثر على السوق، حاجة أوكرانيا إلى استيراد ما يصل إلى خمسة أضعاف كمية الغاز التي كانت تستوردها في السنوات السابقة، بعد الأضرار التي لحقت ببنيتها التحتية جراء الحرب مع روسيا.
بحسب توقعات الخبراء في بلومبرج، من المتوقع أن تصل مستويات تخزين الغاز في أوروبا إلى 87% من السعة الاستيعابية بحلول الأول من نوفمبر، وذلك بناءً على افتراضات رئيسية، منها، عدم استئناف تدفقات الغاز الروسي عبر أوكرانيا، وزيادة واردات الغاز الطبيعي المسال بنسبة 40% على الأقل خلال الصيف، واستمرار أهداف التخزين دون تغييرات كبيرة.
في المقابل، قد تساهم درجات الحرارة المرتفعة في الربيع، إلى جانب مرونة أكبر من بروكسل في قواعد التخزين، في تسريع عمليات ملء المخزون، وهو ما تسعى إليه بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
0 تعليق