سلّطت دراسة حديثة الضوء على أهمية التوازن كمهارة حركية تتجاوز مجرد القدرة على الوقوف بثبات، مشيرة إلى ارتباطها الوثيق بصحة القلب والدماغ، خصوصاً لدى كبار السن. وأوضحت أن التوازن ليس وظيفة مستقلة، بل عملية معقدة تجمع بين الرؤية، والجهاز الدهليزي في الأذن الداخلية، والجهاز العصبي، مما يجعله مؤشراً محتملاً على الحالة العامة للجسم.
وأظهرت دراسات أجريت على آلاف المشاركين في السويد وكوريا الجنوبية أن ضعف التوازن، وخاصة التوازن الجانبي، قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وحتى الخرف. ففي إحدى الدراسات، كان كبار السن الذين يواجهون صعوبة في الحفاظ على الثبات أثناء نقل وزنهم من جانب إلى آخر، أكثر عرضة لمشاكل القلب والدماغ خلال السنوات التالية.
ورغم هذه النتائج، يشير خبراء إلى ضرورة الحذر عند تفسير العلاقة، موضحين أن ضعف التوازن قد لا يكون سبباً مباشراً لهذه الأمراض، بل أحد الأعراض أو المؤشرات الناتجة عن عوامل أخرى مثل نمط الحياة، أو الأمراض المزمنة، أو قلة النشاط البدني. ويرى الأطباء أن الحفاظ على التوازن يرتبط أساساً بالمشاركة المنتظمة في الأنشطة الحركية، وهو ما ينعكس إيجاباً على الصحة العامة.
وتوصي الإرشادات الصحية بدمج تمارين التوازن مثل الوقوف على ساق واحدة أو المشي للخلف ضمن الروتين الأسبوعي لكبار السن، لما لها من دور وقائي في منع السقوط، وتحسين اللياقة الوظيفية، وتقليل احتمالية الإصابة مستقبلاً بأمراض القلب أو الخرف، مما يعزز مفهوم التوازن كأداة مهمة للرعاية الوقائية.
0 تعليق