أظهرت دراسة حديثة أن استخدام الواقع الافتراضي قد يمثل بديلاً فعّالاً وغير دوائي لتخفيف آلام مرضى السرطان، وذلك عبر دمج التقنيات الترفيهية مع تطبيقات علاجية متقدمة. وأفاد المرضى المشاركون في التجربة بانخفاض ملحوظ في مستوى الألم بعد استخدامهم سماعات الواقع الافتراضي التي عرضت مشاهد طبيعية مريحة مثل أعماق البحار.

وبيّنت نتائج الدراسة التي أجراها باحثون في مركز روزويل بارك للسرطان بنيويورك، أن تخفيف الألم لم يكن مجرد انطباع ذاتي، بل دعمه تصوير وظيفي للدماغ أظهر تغيّرات في النشاط العصبي المرتبط بمعالجة الألم. وأكدت الباحثة الرئيسية سمية بشارات شافعي أن هذه النتائج قد تمهد لعصر جديد في معالجة الألم دون الاعتماد الكامل على الأدوية، خاصة المواد الأفيونية.

واستخدمت الدراسة تقنية التحليل الطيفي الوظيفي للأشعة تحت الحمراء لتتبع استجابات الدماغ لدى 93 مريضاً بالسرطان و13 شخصاً سليماً، بعد تعرضهم لتجربة الواقع الافتراضي لمدة 10 دقائق. وقد أبلغ أكثر من 75% من المرضى عن تحسن يتجاوز العتبة السريرية المعتمدة لتقييم فعالية أي تدخل علاجي.

وفي ظل معاناة نسبة كبيرة من مرضى السرطان من آلام مزمنة وغير مُدارة بالشكل الكافي، يفتح هذا الابتكار الباب أمام اعتماد الواقع الافتراضي كأداة جديدة تُسهم في تحسين جودة الحياة، عبر تحويل الانتباه عن الألم وتعديل استجابات الدماغ له دون أي تدخل جراحي أو دوائي.