نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سفير كازاخستان بالقاهرة : حجم التبادل التجاري الثنائي في عام 2024 حوالى 274 مليون دولار أمريكي., اليوم الأربعاء 26 مارس 2025 04:20 صباحاً
اكد سفير كازاخستان بمصر عسكر جينيس السفير فوق العادة والمفوض لجمهورية كازاخستان لدى جمهورية مصر العربية
فى مقال الترحيب بوسائل الإعلام المحلية :
أصدقائي الأعزاء!
مؤخرًا، وبموجب مرسوم صادر عن رئيس جمهورية كازاخستان، قاسم جومارت توقايف، تم تعييني سفيرا فوق العادة ومفوض لكازاخستان لدى جمهورية مصر العربية، وهو شرف خاص ومسؤولية كبيرة بالنسبة لي!
يصادف هذا العام الذكرى الثالثة والثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين كازاخستان ومصر. ومن المعروف أن الارتباط التاريخي والانسجام الروحي بين البلدين لها جذور عميقة للغاية. أود أن أتقدم بخالص الشكر إلى أصدقائنا الذين قدموا مساهمة لا تقدر بثمن في تعزيز التعاون الكازاخي المصري القائم على الثقة والاحترام المتبادلين.
لقد كانت دولة مصر من أوائل الدول العربية التي اعترفت بسيادة كازاخستان وسرعان ما افتتحت سفارتها في بلادنا. وكما هو معروف، تم افتتاح أول سفارة لكازاخستان في الدول العربية في القاهرة. واليوم أصبحت مصر شريكا مهما لبلدنا في العالم العربي.
يكنّ شعب كازاخستان احتراما خاصا للأرض المقدسة التي كانت على مدى قرون مركزا للعلم والتعليم ومهد الحضارات. إن اهتمامنا بتوسيع مجال التواصل والعلاقات الأخوية لم يتضاءل أبدًا. وقد أشار رئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توقايف: "تعد مصر اليوم أحد الشركاء الرئيسيين لكازاخستان في العالم الإسلامي والعربي. وقد أقيم حوار سياسي بنّاء. تم إبرام العديد من المعاهدات والاتفاقيات الثنائية. نحن مستعدون للعمل معًا لتعزيز التعاون دون إبطاء هذه الوتيرة"، مشيراً إلى أنه يعتزم تعميق العلاقات الودية الثنائية. من الواضح أن اهتمام رئيسي الدولتين بالحفاظ على الخيط الذهبي للتعاون وتعزيز علاقاتنا وتوافق المواقف حول القضايا الدولية والإقليمية سيعزز العلاقات بين البلدين.
رغم بعد المسافة بين البلدين إلا أن هناك قيما مشتركة تجمع بين بلدينا. الحاكم المجيد والشخصية التاريخية التي ساهمت في ازدهار العالم الإسلامي - السلطان بيبرس، والعالم الشهير أبو ناصر الفارابي هما فخرنا المشترك. أحد المواقع التاريخية الهامة في القاهرة، المسجد الذي يحمل اسم جدنا بيبرس، هو بمثابة رمز لصداقتنا.
وفي يونيو 2023، كان الافتتاح الرسمي للمسجد، الذي تم تجديده بالكامل والذي تم توقيته ليتزامن مع الذكرى الـ800 لميلاد السلطان بيبرس، حدثًا بارزًا في تاريخ البلدين. وقد شارك في هذا الحدث رئيس مجلس الشيوخ في البرلمان مولين أشيمبايف بتكليف من رئيس كازاخستان، مما عزز العلاقات الثقافية والروحية بين البلدين. في هذا الحدث الهام، تم تنظيم الأيام الثقافية لكازاخستان في مصر وأقيم حفل موسيقي بمشاركة فنانين بارزين من كازاخستان.
على مدار 33 عاما من العلاقات الدبلوماسية تمكنت بلداننا من بناء شراكة متبادلة المنفعة قائمة على علاقات ودية قوية. وقد أقيمت روابط اقتصادية وثقافية إنسانية مستدامة بين بلدينا.
لقد أصبح مؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية الذي يعقد في كازاخستان أحد الأشكال العالمية الرئيسية للحوار بين الحضارات الذي يهدف إلى السلام والوئام. وتجدر الإشارة بشكل خاص إلى أن مشاركة شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب بصفته رئيس وفد العالم الإسلامي وممثليه في هذا الحدث الهام أمر في غاية الأهمية. إن مساهمة الممثلين الدينيين للبلدين في تنمية العالم الإسلامي وتطوير العلاقات الروحية بين الدول هائلة.
يدرس اليوم حوالي 150 طالبًا من كازاخستان في الجامعات المصرية. كما تعد جامعة "نور مبارك" المصرية للثقافة الإسلامية في ألماتي (منذ عام 2001) مشروعًا مشتركًا مهمًا بين البلدين في مجال التعليم، حيث تتيح للطلاب الكازاخستانيين الحصول على تعليم ديني مؤهل دون السفر إلى الخارج.
أرض مصر هي المهد الذهبي للحضارة العالمية. فآثارها الثقافية والروحية منذ العصور القديمة وحتى يومنا هذا، وتراثها الغني هي الكنز الثمين والثروة التي لا تقدر بثمن للبشرية. إن من يريد أن ينغمس في الثقافة المصرية المليئة بالعجائب، ينتابه شعور خاص، وكأنه يستخرج حبات الذهب من جبال الرمال، وسيصل بالتأكيد إلى الكمال الروحي. يعد المسرح المصري دار الأوبرا المصرية مركزًا للثقافة العريقة، ومعقلًا روحانيًا للعالم العربي. يمكننا أن نقول بكل فخر أن الأعمال الفريدة من نوعها للفن الكازاخي معروضة هنا أمام الجمهور المحلي. على سبيل المثال، بمناسبة الذكرى الــ800 للسلطان بيبرس، قام مسرح الدراما الأكاديمي الكازاخي الذي يحمل اسم مخامبيت في منطقة أتيراو، بعرض أسطورة "بيباريس" للكاتب الكازاخي راخيمجان أوتاربايف في هذا المركز الثقافي. يزداد هذا التواصل الثقافي والتناغم الروحي بين البلدين تقاربًا وتناغمًا ثقافيًا وروحيًا. إن الحياة الثقافية في مصر اليوم، والتي تنبع من الحضارة القديمة، معترف بها من قبل محبي الفن الراقي في العالم. فنانون مثل المطربة المصرية صاحبة الموهبة الفريدة ”نجمة الشرق“ أم كلثوم، والمغني والملحن والممثل عمرو دياب، والممثل اللامع الشهير في صناعة السينما والتلفزيون والمطرب محمد ثروت مشهورون عالميًا.
كما أن الشعب الكازاخستاني الذي سكن السهوب الشاسعة الكبرى، هو أيضًا صاحب تراث ثقافي ثري يشمل آلاف السنين من التاريخ الإبداعي وكنز الحضارة العالمية. بلدنا الذي يحافظ مثل حدقة عينه على التراث الغني لنخبة الحضارة البدوية، لم يُحرم قط من المجموعات الفنية والفنانين المعترف بهم عالميًا. اسم المغني الموهوب ديماش قودايبيرجين، الذي سار على خطى المغني أميري، الذي غنى ببراعة على مسرح باريس، معروف للعالم اليوم. خلال الأيام الثقافية الكازاخستانية في مصر، قدم فنانون كازاخستانيون مشهورون مثل ألماصبيك ألماتوف، باتيرجان ميقتيبايف، عازفون منفردون في "أوبرا أستانا"، فرقة الرقص الوطنية "سلطانات"، "ألاشولي"، "سولو" في المركز الفني بالقاهرة وحظوا بدعم كبير من المجتمع المحلي. وإننا على يقين من أن مثل هذه الصلات الثقافية والروحية التي من شأنها أن تعزز التعاون بين البلدين ستستمر وتتسع في المستقبل.
ومن الناحية الاقتصادية، فإن إمكانات كلا البلدين عالية للغاية
يشهد حجم التبادل التجاري الثنائي بين كازاخستان ومصر نموًا سريعًا. في عام 2024 بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 274 مليون دولار أمريكي. بما في ذلك وصل الصادرات 137.2 مليون دولار أمريكي والاستيراد - 136.7 مليون دولار أمريكي. ويمثل هذا المؤشر وحده زيادة بنحو 1.7 مرة مقارنة بعام 2023 (161.2 مليون دولار أمريكي).
بطبيعة الحال، هناك إمكانات كبيرة لكلا الجانبين لتحقيق مؤشرات أعلى وتطوير العلاقات الاقتصادية وإنشاء مشاريع مشتركة والقيام باستثمارات وفيرة. في هذا الصدد، ومن أجل دعم الزخم الإيجابي للتجارة المتبادلة والاتجاهات المذكورة، فإن عقد الدورة السادسة للجنة الحكومية الدولية للتعاون الاقتصادي والعلمي التقني بين جمهورية كازاخستان وجمهورية مصر العربية في أستانا في المستقبل القريب يعد أحد القضايا المهمة على جدول أعمال الجانبين.
من المقرر عقد الاجتماع في المستقبل القريب واستكماله بوثائق وفعاليات مهمة. وهكذا، يتم بالفعل تنفيذ أعمال التوقيع على المستوى الحكومي الدولي والمشترك بين الإدارات في مجالات التجارة والصناعة ومصادر الطاقة الجديدة والمتجددة والسياحة وحرية حركة القوى العاملة والرعاية الصحية والعلوم الطبية والثقافة والرياضة وشؤون الشباب.
بالإضافة إلى ذلك، ومع الأخذ في الاعتبار إنجازات مصر في مجال الاستثمار والتطور الديناميكي للتصنيع في عدد من القطاعات، فمن المتصور أن يتم توجيه جهودنا إلى مشاريع مشتركة لإنتاج مختلف المنتجات عالية القيمة. ويجري حاليًا النظر في إنشاء العديد من المصانع والمنشآت الصناعية المتوسطة والصغيرة في كازاخستان مع ممثلي الشركات المصرية الكبرى.
ومن المقرر أيضًا التوقيع على اتفاقية ثنائية بشأن إلغاء الازدواج الضريبي. وفي المقابل، فإن مثل هذه الوثيقة أمر أساسي لتحقيق أهدافنا المستقبلية، مما يعطي دفعة حاسمة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين بلدينا، وتوسيع نطاق الأنشطة، وتهيئة الظروف المواتية للاستثمار. في المستقبل، ستخلق مثل هذه الوثيقة بلا شك الظروف الملائمة لتبادل المعلومات حول القضايا الضريبية، ومنع التهرب الضريبي، وإلغاء الازدواج الضريبي على الدخل للكيانات القانونية والأفراد.
إن مسألة تعزيز التعاون في مجال السياحة أمر ملح
أصبحت السياحة اليوم الاتجاه الرئيسي للتفاعل بين البلدين. وتعتبر مصر بما تتمتع به من معالم طبيعية وتاريخية فريدة من نوعها، إحدى الوجهات الأكثر شعبية للسياح الكازاخستانيين. ويزداد الطلب على وجهات العطلات على البحر الأحمر بشكل خاص. مع أخذ هذه الحاجة بعين الاعتبار، يتم بذل الجهود لزيادة النقل الجوي بين بلدينا. ونتيجة للمفاوضات التي جرت بين قيادات صناعة الطيران في البلدين في مايو من العام الماضي، اتفق الطرفان على زيادة إجمالي عدد الرحلات الجوية المسموح بها بين البلدين من 14 إلى 48 رحلة أسبوعيا. بالإضافة إلى ذلك، زاد عدد شركات الطيران المعينة. يتم تسيير رحلات جوية مباشرة إلى مدينة شرم الشيخ السياحية الشهيرة في مصر من مدن كازاخستان. وبعد ذلك فإن ربط عواصم بلداننا باستخدام إمكانيات مصر للطيران يعد مبادرة جيدة.
إلى جانب ذلك، توفر كازاخستان للسياح المصريين فرصًا فريدة للترفيه والسفر. من المؤكد أن الجبال والبحيرات والصحاري في أرض كازاخستان تجذب اهتمام السياح الأجانب. تجدر الإشارة إلى أن كازاخستان تولي اهتمامًا خاصًا بالتنمية النشطة للسياحة البيئية والسياحة العرقية وسياحة الأعمال وغيرها من المجالات.
لدى الشعب الكازاخي مثل جيد يقول: "العمل الودي يساوي أكثر من ألف كلمة عن الصداقة". ومما لا شك فيه أن كلا الجانبين مهتمان بتعزيز سلامنا الذي لا يتزعزع وصداقتنا التي لا تنفصل. إن الأهداف والخطط المطروحة للارتقاء بالعلاقات بين كازاخستان ومصر إلى مستوى جديد واسعة النطاق. وفي الوقت نفسه، فإنني على قناعة بأن شراكتنا في صيغ ثنائية ومتعددة الأطراف لصالح شعبينا وفي المستقبل سوف تستمر وتتطور بشكل ديناميكي بدعم من بلدينا، وفي تحقيقها أنا وأعضاء السفارة مستعدون لبذل كل جهد ممكن.
0 تعليق