نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الذكاء الاصطناعي الخارق.. انقلاب تكنولوجي يلوح في الأفق, اليوم الاثنين 24 مارس 2025 12:15 مساءً
وقريباً جداً، ربما في عام 2026 أو 2027 أو حتى خلال العام الحالي، قد تعلن إحدى شركات الذكاء الاصطناعي عن تحقيق إنجاز تاريخي وهو ولادة الذكاء الاصطناعي العام (A.G.I) أو ما يُعرف بالذكاء الاصطناعي الخارق، الذي سيكون قادراً على أداء جميع المهام المعرفية التي يقوم بها الإنسان، وربما بشكل أكثر كفاءة.
والذكاء الاصطناعي الخارق لن يكون مجرد إنجاز تقني، بل محركاً اقتصادياً مهماً يولّد تريليونات الدولارات، وسلاحاً استراتيجياً يُرجّح كفة الدول التي تسيطر عليه، حيث تدرك الحكومات والشركات الكبرى هذه الحقيقة، ولذلك نراها تُنفق مبالغ طائلة للوصول إلى هذا النوع من الذكاء الاصطناعي أولاً.
العالم غير مستعد بعد
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" واطلع عليه موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، فرغم أنه من السابق لأوانه الجزم بما إذا كان الذكاء الاصطناعي الخارق سيشكل نعمة أم نقمة للبشرية، إلا أن احتمال ظهوره على المدى القصير، يطرح تساؤلات جوهرية على عدة أصعدة، فالحقيقة الصادمة هي أن معظم الأفراد والمؤسسات في العالم، لا يزالون غير مستعدين للتعامل مع أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية، فكيف سيكون الحال مع التقنيات الأكثر تقدماً وقوة، مثل الذكاء الاصطناعي العام؟
في المقابل، تدرك كبرى شركات الذكاء الاصطناعي أنها على وشك إطلاق قوة لم يسبق لها مثيل، ولهذا تراقب نماذجها بحذر، بحثاً عن إشارات مقلقة، مثل قدرة هذه البرامج على التآمر والخداع، واتخاذ قرارات مستقلة، لأن هذه التقنية ليست مجرد أداة، بل كيان قادر على التفكير، والتخطيط، وربما إعادة تشكيل ميزان القوة في العالم.
وهذا الحذر بحد ذاته غير مسبوق، إذ لم يفكر أحد في عام 2010 عندما ظهرت وسائل التواصل الاجتماعي، في أن تلك التطبيقات قد تؤدي إلى فوضى اجتماعية، أو تُستخدم كأسلحة معلوماتية، ولم يكن مارك زوكربيرغ يختبر فايسبوك، بحثاً عن إمكانية تسخيره لشنّ هجمات إلكترونية للسيطرة على العالم.
خطورة عدم الاعتراف بالواقع
وما يثير الدهشة حقاً في سباق الذكاء الاصطناعي الخارق، هو مخاوف أولئك الذين يقفون في قلب هذه الثورة، أي المهندسون والمديرون التنفيذيون في المختبرات الرائدة، الذي يقرون أن ما يحصل داخل مختبراتهم ليس مجرد تقدم تقني، بل لحظة فاصلة قد تعيد رسم ملامح العالم، وتحمل في طياتها تحولاً لم يشهده البشر من قبل.
وبينما يشكك البعض في واقعية التقدم نحو الذكاء الاصطناعي الخارق، ويرونه مجرد خيال مبالغاً فيه، يؤكد خبراء مستقلون أن بوادر هذا التطور بدأت تتجلى بوضوح، حيث يحذّر هؤلاء من أن إنكار حقيقة وجود الذكاء الاصطناعي الخارق، قد يمنح البشرية شعوراً زائفاً بالأمان، في حين أن كبرى شركات وادي السيليكون باتت تتعامل مع بناء أنظمة أذكى من البشر، كهدف أساسي لا رجعة فيه.
ولكن رغم التقدم الحاصل، فإن ثورة الذكاء الاصطناعي الخارق قد تواجه عقبة غير متوقعة، تتمثل في نقص الطاقة اللازمة لتشغيل مراكز البيانات العملاقة التي تتطلبها هذه الأنظمة، ما يعني أن الوصول للذكاء الاصطناعي الخارق، قد يستغرق وقتاً أطول مما يُتوقع.
ومع ذلك، سواء تحقق هذا الاختراق في عام 2026 أو تأخر عقداً حتى عام 2036، فإن الاستعداد لظهور الذكاء الاصطناعي العام، يجب أن يبدأ من الآن، لأن تأثيره على العالم سيكون أعمق وأسرع مما يمكن تصوره.
هل يشهد العالم انقلاباً في المفاهيم؟
ويقول الرئيس التنفيذي لشركة Brain Digits جاك جندو، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن الكلام عن حدوث "انقلاب" في المفاهيم البشرية بسبب الذكاء الاصطناعي العام، قد يكون مبالغاً في بعض جوانبه، ولكنه ليس بعيداً عن الواقع، فالذكاء الاصطناعي التقليدي، كما نعرفه اليوم، قد نجح بالفعل في تجاوز الإنسان في عدة مجالات، أما الذكاء الاصطناعي العام AGI، فسيحاكي القدرات العقلية البشرية عبر مختلف المجالات، كما أنه سيكون قادراً على اتخاذ القرارات والتعلم الذاتي، ما يعني أنه لن يكون مجرد "أداة" في أيدي البشر، بل شريكاً لهم في صنع القرارات، مما قد يؤدي إلى إعادة هيكلة جذريّة في أسواق العمل، والتعليم، والاقتصاد العالمي.
هل العالم مستعد لهذا التحوّل؟
ويؤكد جندو أن مستوى الجاهزية الاجتماعية والسياسية، لظهور الذكاء الاصطناعي العام لا يزال قاصراً، فمعظم المؤسسات الحكومية غير مجهزة بالتشريعات التي يمكنها احتواء المخاطر الناشئة عن AGI، كما أن البنية التعليمية الحالية لا تزال تُخرّج أجيالاً بمهارات قد تصبح غير ذات صلة في المستقبل القريب، لافتاً إلى أن ظهور الذكاء الاصطناعي العام أسرع مما هو متوقع، يعني أن المخاطر لن تكون محصورة فقط في "من" يمتلك هذه التقنية، بل في "كيف "يدير هذه التقنية"، فالفجوة بين الجهات المتقدمة تقنياً وبقية العالم قد تتسع بشكل غير مسبوق، ما قد يؤدي إلى اضطرابات اجتماعية واقتصادية هائلة، في حين أن غياب الأطر القانونية والتنظيمية على صعيد عالمي، قد يفتح الباب أمام استخدام غير مسؤول للذكاء الاصطناعي في الحروب السيبرانية، والتلاعب بالأسواق، وحتى في تقويض الديمقراطيات عبر تقنيات التزييف العميق (Deepfake) والتأثير على الرأي العام.
ويشدد جندو على أن التحوّل القادم مع الذكاء الاصطناعي العام لا مفر منه، ولكن التحدي الحقيقي يكمن في ما إذا كنا سنواجهه ذلك بعقلية استباقية، عبر تطوير سياسات ذكاء اصطناعي مسؤولة، وتعزيز التعليم القائم على المهارات المستقبلية، وإرساء مبادئ واضحة لحوكمة التقنية، وإلا فإننا سنجد أنفسنا في سباق مع آلة لا قوانين تضبط مسارها.
كيف يعمل الذكاء الاصطناعي الخارق؟
من جهته يقول المحلل التقني جوزف زغبي، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إنه على عكس أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية، التي تحتاج إلى بيانات ضخمة وعمليات تدريب مكثفة، فإن الذكاء الاصطناعي العام أي الخارق، يعتمد على تقنيات متقدمة مثل التعلم المعزز والتعلم غير الخاضع للإشراف، ما يسمح له باكتشاف الأنماط والتوصل إلى حلول جديدة دون تدخل بشري مباشر، فمثلاً إذا تم تشغيل الذكاء الاصطناعي الخارق في مختبر فيزياء، دون تزويده بأي معادلات أو بيانات جاهزة، فإنه سيقوم بمراقبة الظواهر الطبيعية، ويجري التجارب بنفسه، ويعيد اكتشاف قوانين الفيزياء خلال أيام، مشيراً إلى أنه على صعيد الاقتصاد يمكن للذكاء الاصطناعي الخارق AGI، تحليل جميع الأسواق المالية العالمية لحظياً، والتنبؤ بانهيارات اقتصادية قبل حدوثها، وحتى ابتكار نماذج اقتصادية جديدة لمكافحة التضخم.
ابتكارات خارقة بلمح البصر
وشدد الزغبي على أن جوهر الذكاء الاصطناعي الخارق AGI، يكمن في منح الآلات قدرات معرفية، تعادل أو تتجاوز قدرات البشر في جميع المجالات، فهذه التكنولوجيا ستكون قادرة على التفكير والتعلم والتخطيط بمرونة، تماماً كما يفعل البشر، ولكن بسرعة وكفاءة تفوقهم بكثير، لافتاً إلى أن بعض شركات الذكاء الاصطناعي، تطور أنظمة قادرة على الابتكار العلمي، بنفس مستوى عباقرة التاريخ مثل آينشتاين أو نيوتن، ولكن خلال دقائق بدلاً من عقود.
فعلى سبيل المثال، يستغرق حالياً اكتشاف دواء جديد واختباره أكثر من 10 سنوات، لكن مع الذكاء الاصطناعي الخارق، قد يصبح هذا الأمر مسألة أيام، ما يعني إمكانية القضاء على أمراض مستعصية بوتيرة غير مسبوقة، وهو ما يمكن اعتباره بالفعل انقلاباً في مسار الأمور.
التحدي الأكبر
وأكد الزغبي أنه رغم الإمكانيات الهائلة التي تتمتع بها هذه التكنولوجيا، إلا أن هذا النوع من الذكاء الاصطناعي يستطيع تطوير نفسه بسرعة كبيرة، لدرجة قد يصل فيها إلى مرحلة يصبح من الصعب على البشر السيطرة عليه، ولذلك من الضروري تطوير قوانين وآليات رقابية، تتحكم في كيفية تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي الخارق، لمنع استغلاله بطرق قد تضر بالبشرية، كما يجب اجبار الشركات على تصميم أنظمة ذكاء اصطناعي تتيح تفسير قراراتها، بدلاً من أن تبقى "صندوقاً أسود" مغلقاً لا يمكن التدخل فيه.
كيف يمكن للبشر الاستعداد؟
وشدد الزغبي على أهمية رفع وعي المجتمع حول الذكاء الاصطناعي الخارق، فأحد أخطر السيناريوهات يتمثل بانتشار الذكاء الاصطناعي الخارق، قبل أن يكون لدى الناس وعي كافٍ بكيفية التعامل معه، لذلك يجب على الحكومات نشر المعرفة حول هذه التكنولوجيا، ليكون الجميع مستعداً لكيفية التفاعل معها بوعي ومسؤولية.
0 تعليق