شركات السيارات العالمية تسرع الشحن إلى الولايات المتحدة قبل “صدمة الرسوم”

البورصة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

“هوندا” تقدم موعد الشحنات.. ونقل مخزون “كرايسلر” و”جيب” عبر الحدود

تسابق شركات تصنيع السيارات العالمية الزمن لشحن سياراتها ومكوناتها الأساسية إلى الولايات المتحدة قبل دخول جولة جديدة من الرسوم الجمركية حيّز التنفيذ في أبريل، وهي الرسوم التي يُتوقع أن تُحدث فوضى في سلاسل التوريد الخاصة بصناعة السيارات.

واستجابةً لطلبات من شركات تصنيع السيارات، تم إرسال سفن شحن سيارات إلى آسيا وأوروبا، ضمن خطط لنقل آلاف السيارات الإضافية إلى الولايات المتحدة مقارنةً بالمعدلات المعتادة، وفقاً لما أفاد به مسؤولون في القطاع.

قال الرئيس التنفيذي لشركة الشحن البحري الرائدة “والينيوس فيلهلمسن”، لاسي كريستوفرسن، في تصريحات لصحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، إن “حجم الشحنات القادمة من آسيا يفوق ما نستطيع استيعابه من عملائنا”.

وأوضح أن الشركة عززت طاقتها الاستيعابية لتلبية الطلب، مضيفاً أن الزيادة كانت ستصبح أكبر لولا النقص في سفن نقل السيارات الذي يعاني منه القطاع.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن أن الرسوم الجمركية “المتبادلة” على شركاء التجارة للولايات المتحدة ستدخل حيز التنفيذ في الثاني من أبريل، وهو نفس اليوم الذي تنتهي فيه مهلة الثلاثين يوماً التي منحها الرئيس قبل تطبيق رسوم بنسبة 25% على الواردات القادمة من المكسيك وكندا.

وقالت مصادر في القطاع إن شركات صناعة السيارات الكورية الجنوبية مثل “هيونداي” و”كيا” من بين الشركات التي تحاول شحن مزيد من السيارات إلى الولايات المتحدة قبل حلول موعد الرسوم الجديدة.

ورفضت “هيونداي” التعليق على استراتيجيتها لكنها قالت: “نقوم باستمرار بتحسين خطط الشحن لدينا للتكيف مع ظروف السوق”.

وذكر مسؤول في شركة تصنيع سيارات ألمانية أنها تعمل على شحن مزيد من السيارات من أوروبا إلى الولايات المتحدة لمواجهة تهديدات الرسوم الجمركية.

وأدى هذا الإقبال إلى ارتفاع شحنات السيارات من الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة بنسبة 22% على أساس سنوي خلال فبراير، بينما زادت الشحنات من اليابان بنسبة 14%، ومن كوريا الجنوبية إلى أمريكا الشمالية بنسبة 15%.

وقال النائب الأول لرئيس منصة “إيسجيان” لمراقبة حركة سفن شحن السيارات، ستين أوملي، إن ثمة “زيادة ملحوظة” في عدد السفن المتجهة من أوروبا إلى الولايات المتحدة.

وأضاف: “نلاحظ زيادة في الشحنات الصادرة من أوروبا، وربما سنشهد قريباً زيادة من شرق آسيا أيضاً”، مشيراً إلى أن السفن تحتاج إلى إنهاء رحلتها ليتم احتسابها فعلياً.

وتابع قائلاً: “هناك عدد كبير من سفن شحن السيارات أبلغت أنها متجهة إلى الولايات المتحدة، وهو مؤشر واضح على نشاط متزايد”.

كما بدأت الشركات المنتجة للسيارات والمكونات في المكسيك وكندا الاستعداد لمواجهة الرسوم الجمركية على صادراتها إلى الولايات المتحدة.

وتسعى “هوندا” إلى تقديم موعد شحناتها من البلدين، في حين قالت “ستيلانتس”، الشركة المالكة لعلامتي “كرايسلر” و”جيب”، إنها تعمل على نقل مخزونها عبر الحدود إلى مصانعها الأمريكية، وتكثيف الإنتاج خلال فترة التهدئة الممتدة لشهر.

وقال دوج أوسترمان، المدير المالي في “ستيلانتس”، خلال مؤتمر صحفي عُقد مؤخراً: “عندما تنظر إلى السيارات التي ننتجها في كندا والمكسيك، نجد أن لدينا مخزوناً جيداً في السوق حالياً لدى وكلائنا، ربما يكفي من 70 ـ 80 يوماً لمعظم تلك الطرازات”.

وأفاد مسؤول آخر في قطاع الخدمات اللوجستية المرتبطة بسلسلة توريد السيارات، أن مصنعي الإلكترونيات المستخدمة في السيارات، مثل أنظمة “الستيريو” يحاولون أيضاً تخزين كميات أكبر داخل الولايات المتحدة.

لكن هذه الاستراتيجية ليست موحدة في جميع أرجاء القطاع. فقد قالت “تويوتا موتور” إنها “لم تقم بزيادة واردات السيارات إلى الولايات المتحدة من اليابان (أو من دول أخرى) تحسباً لرسوم جمركية محتملة في المستقبل”، بينما أفادت شركتان يابانيتان متخصصتان في شحن السيارات بعدم حدوث تغيرات كبيرة في الطلب.

ورغم أن التأجيل لمدة ثلاثين يوماً منح شركات السيارات مزيداً من الوقت لشحن مخزونها إلى الولايات المتحدة، إلا أن الرئيس التنفيذي لرابطة وكلاء السيارات الدولية في أمريكا ، كودي لَوسك، أشار إلى أن الغموض الأكبر لا يزال قائماً حول مدة سريان الرسوم والجهات التي ستُطبق عليها.

وقال لَوسك: “الجميع ينتظر ليرى. هل ستُعامل كل دولة بطريقة مختلفة؟ أم أن الجميع سيُعامل بنفس الطريقة؟”.

أما كريستوفرسن من “والينيوس فيلهلمسن”، فقال إن “السؤال الأكبر هو كيف ستؤثر هذه الرسوم على تجارة السيارات على المدى الطويل.. العملاء في حالة من عدم اليقين الشديد بشأن الاتجاه الذي ستأخذه الأمور”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق