تسعى الشركات المدرجة بالبورصات لحماية أسعار أسهمها فى حال انخفاضات الأسواق، خاصة أن تدنى أسعار الأسهم عادة ما يدفع لتزايد عمليات الاستحواذ بقيم أقل من القيم العادلة، أو عبر عروض الشراء العدائية نظرًا لجاذبية الشركة التى تتداول بأقل من قيمتها العادلة.
وتلجأ الشركات عادة إلى حماية أسهمها سواء عن طريق شراء أسهم خزينة للحفاظ على سعر السهم فى السوق، وتبنى استراتيجيات أخرى للتصدى لعروض الشراء العدائية أو الاستحواذات بأقل من قيمتها.
وعرض الشراء العدائي هو محاولة استحواذ على شركة من دون موافقة مجلس إدارتها، حيث يقوم الطرف المستحوذ بتقديم عرض مباشر للمساهمين لشراء أسهمهم بسعر مغرٍ في محاولة للسيطرة على الشركة،ويحدث ذلك غالبًا عندما يرفض مجلس الإدارة الصفقة أو يراها غير ملائمة لمصلحة الشركة.
عبدالنبى: المشترى العدائي يمثل خطرا على مجلس إدارة الشركة
قال أحمد عبد النبى، رئيس قسم البحوث بشركة مباشر لتداول الأوراق المالية، أن من استراتيجيات الشركات لحماية أسهمها هى شراء أسهم الخزينة أو اتجاه بعض الشركات لحماية أسهم شركتها عن طريق استحواذ شركة تابعة للشركة الأم على حصة أكبر من أسهم الشركة الأم، وبالتالى تكون الشركة فرضت حماية على أسهم شركتها من محاولات الشراء العدائى عن طريق رفع حصتها بالشركة بطريقة غير مباشرة، مثلما حدث فى شركة “دومتى”.
وأوضح أن المشترى العدائي يمكن أن يمثل خطرا على مجلس إدارة الشركة فى حين وجود حصص مفتتة وليست بحجم كبير، على سبيل المثال ألا تتجاوز حصة المستثمر الأكبر نسبة 30%، ولكن حين يكون للمستثمر الرئيسى حصة تتجاوز 60%، لا يمكن أى يتم عرض شراء عدائى على الشركة.
وفى عام 2022 قامت عائلة الدماطى المساهم الرئيسى بشركة دومتي برفع حصتها في الشركة من خلال استحواذ شركة إكسبيديشن للاستثمار، المرتبطة بالعائلة، وبموجب ذلك الحصة الجديدة التي استحوذت عليها إكسبيديشن رفعت من نسبة ملكية عائلة الدماطي في الشركة، مما عزز سيطرتها دون أن تضطر دومتي نفسها لتنفيذ عمليات استحواذ مباشرة، فضلاً عن إمكانية تنفيذ استراتيجيات توسعية أو إعادة هيكلة الشركة دون تدخل مساهمين جدد.
وفى نفس العام أعلنت شركة “النساجون الشرقيون” المصرية قيام كل من ياسمين وفريدة محمد فريد خميس ببيع كامل حصتيهما في الشركة لصالح صندوق FYK Limited- الشركة الأوفشور التى أسسها الأختان لنقل أسهمها إليها.
وأوضح عبد النبى أن بعض الشركات يمكن أن تتبع أساليب أخرى لحماية أسهم شركتها من عروض الشراء العدائي، مثل استحواذ شركة تابعة للشركة الأم على حصة أكبر من أسهم الشركة، وبالتالى تكون الشركة فرضت حماية على أسهم شركتها من محاولات الشراء العدائى عن طريق رفع حصتها بالشركة بطريقة غير مباشرة.
شفيع: آلية تجزئة الأسهم المعكوسة وشراء أسهم الخزينة أبرز الحلول
ويرى مصطفى شفيع، رئيس قسم البحوث بشركة عربية أون لاين لتداول الأوراق المالية، أن الشركات لكى تحمى أسهمها من انخفاض القيم السوقية للأسهم، يمكن أن تستخدم عدة آليات منها أسهم الخزينة وذلك من خلال اتجاه مجلس إدارة الشركة لشراء أسهم خزينة مما يقلل من معروض الأسهم فى السوق وبالتالى ترتفع القيم السوقية للأسهم.
وتابع شفيع أن الشركة يمكن أيضاً أن تتجه لآلية تجزئة الأسهم المعكوسة مما يسبب أيضاً انخفاض عدد الأسهم المعروضة وهو ما ينعكس على القيم السوقية للأسهم بالإيجاب.
وفى حال تعرض الشركة لشكل من أشكال عمليات الاستحواذ العدائى، تتجه بعض الشركات لاستخدام آلية “حبوب السم”، وهي عبارة عن تكتيك تستخدمه الشركات لردع عمليات الاستحواذ من قبل الشركات غير المرغوب فيها، وغالبًا ما يطلق عليها خطة حقوق المساهمين، وهي تهدف إلى إحباط عمليات الاستحواذ الزاحفة للسيطرة، حيث يسعى المشتري إلى تجميع حصة مسيطرة أو مهيمنة دون التفاوض مع مجلس الإدارة أو تقديم نفس الصفقة لكل مساهم.
وأسهم الخزينة هي أسهم تشتريها الشركة المصدرة لها والمطروحة للتداول من خلال سوق الأوراق المالية بسعر السوق، لترفع نسبة ملكيتها من الأسهم المتاحة في السوق لتعزيز سعر السهم وإظهار الثقة في تحقيق النمو على المدى الطويل.
0 تعليق