تُعد العشر الأواخر من رمضان من أعظم الأيام في السنة، حيث تتنزل فيها الرحمات، وتُفتح أبواب المغفرة، ويُضاعف فيها الأجر أضعافًا كثيرة، ومن أفضل العبادات التي يُستحب الإكثار منها في هذه الأيام المباركة "الصدقة"، فهي من الأعمال التي يحبها الله، وتعود بالخير على الفرد والمجتمع، خاصة إذا صادفت ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر.
فضل الصدقة في العشر الأواخر
الصدقة في الإسلام لها مكانة عظيمة، ولكنها في العشر الأواخر من رمضان تكتسب أهمية خاصة، حيث إن الأجر فيها مضاعف، وتساعد المسلم على تحقيق البر والتقوى، وتكون سببًا في العتق من النار، فقد قال النبي ﷺ: "اتقوا النار ولو بشق تمرة" (متفق عليه)، مما يدل على أن الصدقة، مهما كانت قليلة، يمكن أن تكون سببًا في النجاة من العذاب.
كما أن النبي ﷺ كان أكثر الناس جودًا، وكان أجود ما يكون في رمضان، فقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما: "كان النبي ﷺ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله ﷺ حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة" (متفق عليه).
أنواع الصدقات في العشر الأواخر
يمكن للمسلم أن يؤدي الصدقة بأشكال متعددة، منها:
- المال: سواء بإعطائه للفقراء والمحتاجين أو التبرع للمؤسسات الخيرية.
- الطعام: إفطار الصائمين، وهو عمل عظيم، فقد قال النبي ﷺ: "من فطّر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء" (رواه الترمذي).
- الملابس والأدوات: التبرع بالملابس والأدوات المنزلية لمن يحتاجها.
- المساعدة بالجهد: كزيارة المرضى، ومساعدة كبار السن، وتقديم الخدمات للمحتاجين.
الصدقة وليلة القدر
إذا وافقت الصدقة ليلة القدر، فإن أجرها يتضاعف بشكل لا يُحصى، فقد قال الله تعالى: "ليلة القدر خير من ألف شهر" (سورة القدر: 3)، أي أن العمل الصالح فيها يعادل أكثر من 83 عامًا، لذلك فإن التصدق في هذه الليالي فرصة قد لا تتكرر، ومن الحكمة أن يحرص المسلم على إخراج الصدقات يوميًا في العشر الأواخر، حتى يصادف ليلة القدر.
كيفية ضمان الاستمرار في الصدقة
- التخطيط المسبق: تخصيص مبلغ معين للصدقة يوميًا.
- التنوع في الصدقات: بين المال والطعام والملابس والخدمات.
- التصدق سرًا: فذلك أكثر إخلاصًا وأقرب إلى رضا الله.
- تشجيع الأهل والأبناء: ليكون الصدقة عادة مستمرة في الأسرة.
0 تعليق