تسعى ماليزيا لتأمين مكانة بارزة في صناعة أشباه الموصلات العالمية، مستفيدة من الطلب المتزايد بسبب تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وعلى الرغم من توقيعها صفقة مهمة مع عملاق الرقائق البريطاني “آرم”، إلا أنها تواجه تحديات كبيرة مثل نقص المواهب وضعف التمويل وثغرات في سلسلة التوريد.
وقعت ماليزيا اتفاقية مع شركة “آرم”، المملوكة لمجموعة “سوفت بنك” اليابانية، بقيمة 250 مليون دولار على مدى 10 سنوات لنقل التكنولوجيا.
بموجب الاتفاق، سيتم تدريب 10 آلاف مهندس محلي في تقنيات أشباه الموصلات، كما ستفتتح “آرم” أول مكتب لها في المنطقة بـكوالالمبور، مما يعزز مكانة ماليزيا كمركز إقليمي في هذا المجال.
تُعتبر جزيرة بينانج في شمال غرب ماليزيا مركزًا صناعيًا رئيسيًا، تُلقب بـ”وادي السيليكون الشرقي”. ومع ذلك، يقتصر دور البلاد حاليًا على تجميع الرقائق واختبارها وتغليفها، فيما تسعى للانتقال إلى مرحلة إنتاج وتصميم الرقائق عالية القيمة لمنافسة دول كبرى مثل كوريا الجنوبية واليابان.
رغم طموحات ماليزيا، يظل نقص المواهب عقبة رئيسية. أكد المحلل شفيق قادر من شركة “سي جي إس إنترناشونال” أن نظام التعليم في البلاد غير مستعد لتخريج مهندسين بمهارات تنافسية في هذا المجال.
بدوره، أشار رئيس جمعية صناعة أشباه الموصلات الماليزية، وونغ سيو هاي، إلى أن ماليزيا تفقد 15% من خبراتها سنويًا بسبب هجرة العقول، حيث يبحث المهندسون عن رواتب وفرص أفضل بالخارج.
رغم أن الحكومة خصصت 5.3 مليار دولار على مدار العقد المقبل لتطوير قطاع أشباه الموصلات، إلا أن هذا المبلغ يتضاءل أمام استثمارات الصين والولايات المتحدة.
تهدف جمعية الصناعة الماليزية إلى زيادة الاستثمارات إلى 270 مليار دولار، ما يمكن ماليزيا من الحفاظ على مكانتها العالمية كمُصدر رئيسي لأشباه الموصلات.
حذرت الخبيرة فارلينا سعيد، من معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في كوالالمبور، من أن بناء البنية التحتية وحده لن يكفي، مشيرة إلى أن نقل المعرفة وتطوير المهارات المحلية ضروريان لتجنب تحول القطاع إلى “فيل أبيض” — أي مشروعات ضخمة دون جدوى فعلية.
بحسب شركة بوش الألمانية، تُنتج ماليزيا 13% من الإنتاج العالمي للسلع النهائية المرتبطة بأشباه الموصلات. وتتوقع وكالة تنمية التجارة الماليزية أن تصل صادرات الرقائق إلى 87.4 مليار دولار بحلول 2024، ما يجعلها واحدة من أكبر 10 دول مصدرة للرقائق عالميًا.
0 تعليق