العدو يعود إلى ارتكاب فعل الإبادة في غزة بهدف تهجير أهلها… والمقاومة تحمّله مسؤولية تداعيات العدوان

قناة المنار 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

عاد العدو إلى فعل الإبادة مجدداً. باغت الآمنين العزّل في شهر الصوم شهر رمضان المبارك، باعتهم في دورهم التي ظنوا أنها باتت آمنة، وألقى عليهم أطناناً من حقده. أما العالم، فأيضاً يمارس الصمت مجدداً مكتفياً بالإدانة والقلق والاستنكار، أمام هول المشهد: مئات القتلى والجرحى من الأبرياء، وأصوات لعالقين تحت الأنقاض تطلب الخلاص ولكن المعدات المتوفرة قليلة جداً، إذ إن المعابر قد أقفلت من قبل العدو عقب أسابيع قليلة من بدء سريان اتفاق وقف اطلاق النار في 19 كانون الثاني/يناير.

وفي التفاصيل، استأنف الاحتلال عدوانه على أنحاء عدة من قطاع غزة فجر اليوم الثلاثاء بسلسلة من الغارات العنيفة التي أسقطت 356 شهيداً فضلاً عن مئات الجرحى، فيما حمّلت حركة حماس رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو المسؤولية كاملة عن تداعيات العدوان على غز، داعية “أبناء الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم للنزول إلى الشوارع لرفض استئناف حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني”.

وفي بيان لها فجر اليوم نتنياهو وحكومته المتطرفة يأخذان قرارا بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، ويعرّضان الأسرى في غزة إلى مصير مجهول”.

وحمّلت الحركة نتنياهو وحكومته “المسؤولية الكاملة عن تداعيات العدوان الغادر على غزة والمدنيين العزّل الذين يتعرضون لحرب متوحشة وسياسة تجويع ممنهجة (منذ الثاني من مارس/آذار الماضي حينما أغلقت إسرائيل المعابر أمام المساعدات الإنسانية)”.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن القوات الجوية شنّت موجة من الهجمات في جميع أنحاء قطاع غزة، وقالت إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يسرائيل كاتس أصدرا تعليمات للجيش الإسرائيلي “بالتحرك بقوة ضد حركة حماس في غزة”، حسب تعبير إعلام العدو. كما نقل “موقع أكسيوس” الأميركي عن مكتب نتنياهو أن الاحتلال استأنف عملياته العسكرية في غزة “بعد رفض حماس مرة تلو الأخرى إعادة مخطوفينا ورفض عروض ويتكوف والوسطاء”، حسب زعمه.

وفي وقت أعلن فيه قيادي في حركة حماس لصحيفة “العربي الجديد”، مقتل أسير صهيوني بغزة، وإصابة اثنان آخران بجروح، إثر العدوان الإسرائيلي المتجدد على القطاع، دعت المعارضة الإسرائيلية إلى “تصعيد الاحتاجاجات والتظاهر ضد قرار حكومة بنيامين نتنياهو استئناف الحرب”، في حين قالت عائلات الأسرى الصهاينة إنها “تشعر بالصدمة والغضب والرعب بسبب التفكيك المتعمد لعملية إعادة أحبائنا من الأسر”.

وقال رئيس حزب “تحالف الديمقراطيين” يائير غولان “يجب أن تندلع الاحتجاجات بغضب لإنقاذ الرهائن والجنود و”إسرائيل” من أيدي نتنياهو الفاسد والخطير”. وأضاف غولان أن “الجنود على الخطوط الأمامية والأسرى في غزة مجرد أوراق في لعبة نتنياهو للبقاء في السلطة”، مؤكدا أنه “ينبغي ألا نسمح للجنون بالانتصار”.

وتابع غولان “نتنياهو يستخدم حياة مواطنينا وجنودنا لأنه يرتجف خوفا منا ومن الاحتجاجات على إقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار”. أما عضو الكنيست عوفر كاسيف فقال إن “ما يجري ليس انهياراً لوقف إطلاق النار، بل تعمداً من سيد القتلة للحفاظ على حكومته الفظيعة”.

بدورها، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن قادة الاحتجاج ضد نتنياهو قولهم إن “تحركاتهم الاحتجاجية ستتواصل ضد نتنياهو الذي يخاف من الشعب ويدرك أن أيام حكومته معدودة”. وأكد قادة الاحتجاج أن “من يعتقد أن “إسرائيل” تواجه تصعيدا أمنيا، لا يجب أن يقيل رئيس الشاباك أو ينفذ انقلابا سياسيا”.

وفي سياق متصل، قالت هيئة عائلات الأسرى إنها “تشعر بالصدمة لأن الحكومة اختارت التخلي عن المخطوفين في غزة”. وأضافت عائلات الأسرى في بيان أنها “تشعر بالصدمة والغضب والرعب بسبب التفكيك المتعمد لـاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، الذي كان يضمن عملية إعادة أحبائنا من الأسر”.

ودعت عائلات الأسرى “للعودة فوراً إلى وقف إطلاق النار لأن حياة الكثيرين على المحك”، كما طالبت الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمواصلة العمل على إطلاق سراح جميع الأسرى. وتابع البيان “لن يكون هناك أمن ولا نصر ولا نهضة حتى يعود آخر مختطف إلى “إسرائيل””، مطالبة عائلات الأسرى بعقد اجتماع عاجل مع رئيس الوزراء ووزير الحرب ورئيس فريق المفاوضات.

كما نقلت إذاعة جيش العدو عن والد الجندي أومير نوترا الذي قتل في الأسر قوله إن “تجدد الحرب يخدم الحكومة، وإن المختطفين قد يكونون الضحايا”.

وأعلن جيش الاحتلال في وقت سابق أن 100 طائرة شاركت في استئناف الغارات على قطاع غزة، وقال إن “الهجوم سيستمر ما دام ذلك ضروريا وسيتوسع إلى ما هو أبعد من الغارات الجوية”. أما وزير الحرب فربط وقف القتال “بعودة جميع المحتجزين وتحقيق أهداف الحرب”.

من جهتها، زعمت وزارة خارجية الكيان أنه “لا يمكن أن تكون حركة حماس جزءاً من مستقبل غزة”،  قائلة إن “حماس رفضت مقترحين للإفراج عن رهائننا، ومن الآن فصاعداً سنعمل ضدها بكل قوة”،  مضيفة أن “الضربات على غزة تهدف إلى تحقيق أهداف الحرب وإطلاق سراح الرهائن وتفكيك البنى العسكرية لحماس”، على حد قول الاحتلال.

يُذكر أنه مطلع مارس/آذار الجاري انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، التي استمرت 42 يوماً، وتنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب التي راح ضحيتها أكثر من 48 ألف شهيد منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

تطورات العدوان

في تطورات العدوان المستمر، استشهد 6 فلسطينيين من عائلة واحدة إثر قصف مركبة مدنية في بلدة عبسان شرقي مدينة خان يونس جنوبي القطاع. وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ارتقاء أكثر من 322 شهيدا ومفقودا ووقوع عشرات الإصابات في  غارات العدو على القطاع.

وفي تصريح لـ “قناة الجزيرة”، أكد مدير عام صحة غزة أن “الاحتلال غدر بالسكان وهم نيام”، وأن “معظم ضحايا المجازر نساء وأطفال”، داعياً “جميع المواطنين إلى التبرع بالدم بشكل عاجل في أنحاء القطاع”. وأكد أن “العديد من الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض”، مشيراً إلى أن “هناك نقص كبير في الإمكانيات الطبية بكل أنواعها”، وأن “عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب غياب الإمكانيات الطبية”.

وقال إن “الوضع الصحي كارثي مع خروج 25 من أصل 38 مستشفى من الخدمة”، مع التأكيد على الحاجة إلى مستشفيات ميدانية.

وبدأ العدوان بشنّ طائرات الاحتلال شنت فجأة غارات على رفح وخانيونس وغزة وشمال غزة ونفذت أحزمة نارية عنيفة.

وشنت طائرات الاحتلال غارات جديدة على دير البلح وجباليا بعد هدوء استمر دقائق بعد الموجة الأولى من القصف التي طالت كل القطاع.

ووفق وسائل إعلام عبرية، فقد شاركت 100 طائرة حربية معادية في الهجوم على القطاع.

الأونروا: مشاهد مروعة لمدنيين قتلوا بينهم أطفال في غزة

من جهته، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني إن “هناك مشاهد مروعة لمدنيين قتلوا بينهم أطفال في غزة إثر موجات قصف عنيف شنتها “إسرائيل” ليلاً”. وأكد لازاريني أن “تأجيج الجحيم لن يجلب إلا مزيداً من اليأس والمعاناة ويجب العودة إلى وقف إطلاق النار فوراً”.

المصدر: مواقع إخبارية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق