نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تريليون دولار.. خطة ألمانيا الكبرى لاستعادة مجدها العالمي, اليوم الثلاثاء 18 مارس 2025 09:27 صباحاً
تأتي هذه الخطوة في وقت تواجه فيه ألمانيا تحديات غير مسبوقة، بدءًا من الركود الاقتصادي الذي دخل عامه الثالث، وصولًا إلى الخسائر الفادحة الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية، والتي بلغت 280 مليار دولار كخسائر اقتصادية مباشرة، و40 مليار دولار كمساعدات عسكرية ومالية لأوكرانيا. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت 55 الف شركة ألمانية إفلاسها منذ بدء الحرب، مما يزيد من حدة الأزمة الاقتصادية.
ووفقًا للخطة، سيتم تخصيص 550 مليار دولار لدعم البنية التحتية الألمانية، بينما سيتم إنفاق 450 مليار دولار على تعزيز الصناعات الدفاعية وبناء الجيش الألماني. هذه الاستثمارات تأتي كرد فعل على التحديات التي فرضتها سياسات الولايات المتحدة، خاصة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي شهدت فرض رسوم جمركية وتوترات في العلاقات الأمنية بين الطرفين.
الانفصال عن أميركا أمر طبيعي في ظل المتغيرات العالمية
في حديث خاص الى برنامج بزنس مع لبنى على سكاي نيوز عربية ، قال ناصر زهير، رئيس قسم الشؤون الاقتصادية والدبلوماسية بالمنظمة الأوروبية للسياسات، إن "الانفصال عن أميركا أمر طبيعي في ظل المتغيرات التي حدثت بعد الحرب العالمية الثانية".
وأضاف زهير أن "التحالف الأميركي الأوروبي الذي نشأ بعد الحرب تحول إلى تحالف سياسي وعسكري واقتصادي، لكن التغيرات الكبيرة في العقدين الماضيين، خاصة مع سياسة 'أميركا أولاً' التي أطلقها ترامب، أدت إلى بدء هذا الانفصال".
وأشار زهير إلى أن أوروبا بدأت تفكر بشكل جدي في تعزيز استقلاليتها، خاصة في مجال الصناعات الدفاعية، حيث بدأت دول مثل ألمانيا وبلجيكا دراسة التخلي عن صفقات الأسلحة الأميركية، مثل طائرات F-35، والبحث عن بدائل محلية.
وأضاف: "هناك مؤشرات على أن أوروبا قد تتخلى عن صفقات الأسلحة الأميركية وتعزز صناعاتها الدفاعية، خاصة في ظل التصعيد الأخير لترامب".
أزمة قيادة وتحديات داخلية تعيق التحرك الأوروبي الموحد
رغم هذه الخطوات، فإن أوروبا تواجه تحديات كبيرة في تحقيق استقلاليتها الكاملة عن الولايات المتحدة، خاصة في ظل أزمات القيادة وضعف التنسيق بين الدول الأوروبية.
وأوضح زهير أن "أوروبا تعاني من أزمة قيادة، حيث لم يعد هناك قادة أقوياء مثل أنجيلا ميركل أو جاك شيراك، مما أضعف قدرة أوروبا على مواجهة الضغوط الأميركية".
كما أشار إلى أن "الاقتصاد الأوروبي، وخاصة الألماني، تأثر بشكل كبير بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، حيث شهدت ألمانيا ركودًا اقتصاديًا للعام الثالث على التوالي، مع ارتفاع عدد الإفلاسات إلى 55 الف شركة منذ بدء الحرب".
وأضاف أن "أوروبا تدفع فواتير باهظة في الحروب التي تخوضها الولايات المتحدة، مثل الحرب في أفغانستان، دون أن تحقق مصالحها بشكل كامل".
مستقبل العلاقات الأوروبية الأميركية: نحو فصل ضفتي الأطلسي؟
توقع ناصر زهير خلال تصريحاته أن "أوروبا تسير نحو فصل ضفتي الأطلسي، حيث بدأت الدول الأوروبية في البحث عن تحالفات استراتيجية جديدة مع الصين وروسيا، بدلًا من الاعتماد الكلي على الولايات المتحدة". وأضاف أن "هذا التحول سيستغرق من 5 إلى 10 سنوات، ولكنه ضروري لضمان مصالح أوروبا الاقتصادية والأمنية في المستقبل".
أزمة الطاقة والصناعة: التحديات التي تواجه ألمانيا وأوروبا
ألمانيا، التي كانت تعتمد بشكل كبير على الطاقة الروسية بأسعار تفضيلية، تواجه الآن أزمة طاقة حادة بعد انقطاع الإمدادات بسبب الحرب في أوكرانيا.
هذا الانقطاع أثر بشكل كبير على الصناعات الألمانية، التي تعتمد بشكل كبير على الطاقة الرخيصة.
وأشار زهير إلى أن "أوروبا تدفع ثمنًا باهظًا بسبب الحرب، حيث تكبدت خسائر اقتصادية فادحة، في حين استفادت الولايات المتحدة من بيع الطاقة والأسلحة".
دول أوروبية تبحث عن الاستقلالية الدفاعية
في سياق متصل، بدأت دول أوروبية مثل ألمانيا وبلجيكا دراسة التخلي عن صفقات الأسلحة الأميركية، مثل طائرات F-35، والبحث عن بدائل محلية.
وأشار زهير إلى أن "هذه الخطوة تأتي في إطار سعي أوروبا لتعزيز استقلاليتها الدفاعية، خاصة في ظل التقارير التي تشير إلى إمكانية تعطيل الأسلحة الأميركية عن بعد من قبل الولايات المتحدة".
أوروبا على مفترق طرق تاريخي
باختصار، ألمانيا وأوروبا بشكل عام تقفان عند مفترق طرق تاريخي، حيث تسعيان لتعزيز استقلاليتهما في مواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية، مع إعادة تشكيل تحالفاتها العالمية في ظل عالم يتجه نحو التعددية القطبية.
الخطة الألمانية الطموحة بقيمة تريليون دولار تمثل خطوة كبيرة نحو تحقيق هذا الهدف، لكن التحديات التي تواجهها أوروبا، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، تظل كبيرة وتتطلب جهودًا متواصلة لتحقيق الاستقلالية الكاملة.
0 تعليق