نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اشتباكات حدودية تهدد الاستقرار بين سوريا ولبنان, اليوم الاثنين 17 مارس 2025 02:51 مساءً
فقد أعلنت وزارة الدفاع السورية عن مقتل جندي سوري في اشتباكات عند الحدود، متهمة حزب الله بتنفيذ عمليات تسلل وقطع طرق عسكرية، وهو ما نفاه الحزب بشدة.
وأشار الجيش اللبناني إلى استمرار التنسيق مع السلطات السورية لضبط الأمن، مؤكدا تنفيذ تدابير استثنائية عقب مقتل وإصابة سوريين.
كما لفت إلى تعرض بعض البلدات اللبنانية لقصف من الجانب السوري، ما استدعى رد القوات اللبنانية وتعزيز انتشارها في المنطقة.
دور حزب الله ومسألة ضبط الحدود
يرى الباحث السياسي جورج العاقوري أن الاشتباكات تعكس محاولات القوات السورية لاستعادة السيطرة على مناطق لا تزال تشهد اضطرابات، مؤكدا أن غياب ترسيم الحدود يعقد ضبط الأمن.
كما أشار خلال حديثه لـ"سكاي نيوز عربية"، إلى أن "الطبيعة القبلية لهذه المواجهات تُخفي وراءها استخدامًا لأسلحة ثقيلة، ما يعكس تعقيد المشهد الأمني".
في المقابل، يرى الكاتب عبد الله زغيب أن المنطقة كانت تاريخيا مرتعا لعصابات التهريب، مشيرا إلى أن حزب الله استغلها لتأمين مصادر تمويله.
وأكد زغيب أن ضبط الحدود يحتاج إلى قرار سياسي لبناني حاسم يمنع أي تصعيد غير محسوب.
الخلفيات التاريخية للتوترات الحدودية
لطالما شكلت الحدود اللبنانية السورية نقطة نزاع مزمنة بسبب غياب الترسيم الواضح بين البلدين، وهو ما جعلها عرضة للتهريب والنشاطات غير المشروعة.
فمنذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، تحولت هذه المنطقة إلى مسرح لمعارك متقطعة بين القوات النظامية السورية والجماعات المسلحة المعارضة، ما جعلها بيئة ملائمة لظهور فاعلين جدد، بينهم حزب الله.
ومع تراجع حدة الصراع في سوريا، تحولت الأولويات نحو ضبط الأمن ومنع تسلل المسلحين، وهو ما وضع حزب الله في مواجهة غير مباشرة مع القوات السورية التي تسعى إلى فرض سيطرتها الكاملة على المناطق الحدودية.
المواقف الإقليمية والدولية
التوترات على الحدود اللبنانية السورية لا تقتصر على الأطراف المحلية فقط، بل تمتد إلى القوى الإقليمية والدولية. فإسرائيل تراقب التطورات عن كثب، إذ تعتبر أي تعزيز لوجود حزب الله قرب الحدود السورية تهديدا مباشرا لها.
من جهتها، تبدي إيران دعمها لحزب الله، في حين تحاول روسيا لعب دور الوسيط للحفاظ على استقرار الحدود ومنع أي تصعيد غير مرغوب فيه.
أما على المستوى الدولي، فإن المجتمع الدولي يدعو إلى ضبط النفس، حيث أكدت الأمم المتحدة ضرورة احترام السيادة اللبنانية ومنع أي انتهاكات للحدود.
فيما ترى الولايات المتحدة أن استمرار نشاط حزب الله في المنطقة يشكل خطرًا على استقرار لبنان وسوريا على حد سواء.
مخاوف من انفلات أمني واسع
يحذر العاقوري من خطورة استمرار التوترات، مشيرا إلى أن استخدام أسلحة متطورة في الاشتباكات يعكس وجود أطراف منظمة تدير النزاع.
من جهته، يرى زغيب أن حزب الله لا يرغب في فتح جبهة جديدة مع القوات السورية، لكنه حذر من أن استمرار التوتر قد يؤدي إلى تداعيات إقليمية أوسع.
وتشير تقارير إلى أن استمرار الصراع على الحدود قد يؤدي إلى تدفق المزيد من اللاجئين إلى لبنان، مما يزيد من الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها البلد بالفعل.
كما أن احتمال تصاعد العنف قد يجذب انتباه الجماعات المسلحة الأخرى، مما يعقّد المشهد الأمني.
الحاجة إلى حل جذري عبر ترسيم الحدود
يتفق المراقبون على أن الحل الأساسي يكمن في ترسيم الحدود بين البلدين. ويشدد زغيب على ضرورة وضع مصلحة لبنان أولا من خلال تأمين الحدود ومنع التدخلات الخارجية، فيما يدعو العاقوري الحكومة اللبنانية إلى اتباع حلول دبلوماسية وأمنية متكاملة لمنع أي تصعيد قد يهدد استقرار المنطقة.
وفي هذا السياق، يطالب محللون بضرورة تنشيط القنوات الدبلوماسية بين بيروت ودمشق لتخفيف التوتر والبحث عن حلول سياسية تمنع تحول الاشتباكات إلى صراع مفتوح.
كما يُطرح خيار تعزيز دور القوات الدولية في مراقبة الحدود، إلا أن هذا الخيار يواجه عقبات سياسية في ظل تعقيدات المشهد الداخلي اللبناني.
0 تعليق