ندوة بـ"الصحفيين": مشروع "ترامب" للاستيلاء على غزة تكتيك إستراتيجي.. وخطة مصر للإعمار أدت لتراجعه

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكد الدكتور عبدالعليم محمد مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن افكار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الممثلة في تحويل قطاع غزة إلى "ريفييرا الشرق" واستيلاء امريكا عليها تعد نوعا من التلاعب الاستراتيجي لتعلية سقف الطموح الإسرائيلي الأمريكي، بحيث إذا تراجع عن التهجير من غزة ليكتفي بضم الضفة الغربية، أو المنطقة ج التي تعادل ٦٠٪؜ من مساحتها، يتنفس العرب الصعداء لأن ذلك يمثل تراجعا عن السيناريو الأسوأ الذي طرح من قبل. 

وجاء ذلك خلال ندوة بعنوان "المخططات الاستعمارية من التقسيم إلى مشروع ترامب ومحاولات التهجير"، والتي عقدتها اللجنة الثقافية والفنية بنقابة الصحفيين برئاسة محمود كامل وأدارها الكاتب الصحفي أحمد رجب. 

ورأى مستشار مركز الأهرام أن خطة ترامب ماتزال قائمة؛ إذ سارع اليمين الإسرائيلي المتطرف لتزكيتها ولم يرجئ تنفيذها غير خطة الإعمار المصرية التي لاقت توافقا عربيا وإسلامياً بالقمة العربية، وحظيت بدعم من قوى أوروبية ممثلة في فرنسا وإسبانيا وغيرها، والتي قامت بتوصيف هذه الأفكار كجريمة حرب.
ولفت إلى أن الواقع العملي يشير إلى تشجيع إسرائيل على التهجير وتنفيذ مخطط تصفية القضية الفلسطينية، فالرد الحقيقي على توطين الفلسطينيين في سيناء لم يكن فقط برفض مصر، ولكن الفلسطينيين ما إن عرفوا بهذا المخطط إلا وخرجوا عن بكرة أبيهم في مظاهرة عارمة من غزة إلى النصيرات بطول سبعة كيلومترات.
وذكر أنه ما إن نشأت إسرائيل في قلب المشرق العربي في فلسطين، توالت مشروعات التقسيم في المنطقة والتي تتمحور حول تسمية المنطقة "الشرق الاوسط" ووراء ذلك مضمون أيدلوجي، 
وفِي الوقت الحالي مشروعات التقسيم أخذت بعدا جديدا لإعادة صياغة علاقة إسرائيل بالمنطقة تصبح بموجبها هي المركز المتفوق القوي، والذي يسيطر على المنطقة العربية بأكملها وتكون له اليد العليا في شئون ومصير هذه المنطقة، وكل مشروعات التقسيم المطروحة استهدفت تثبيت وجود إسرائيل وتثبيت التفوق الإسرائيلي والهيمنة على المنطقة، فنحن إزاء أفكار ما تزال حية ولها قوة دفع ومستمرة. 
وأشاد الدكتور عبدالعليم محمد بتنفيذ مصر لمشروعات كبيرة للبنية التحتية في سيناء قدرت تكلفتها ب٧٠٠ مليار جنيه لربط سيناء بالوادي، ولكنه رأى أنه يبقى من الواجب تنفيذ الخطة التي وضعت من قبل لنقل ثلاثة ملايين مواطن مصري إلى سيناء.  

من جهته، استعرض الدكتور جمال شقرة مدير مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية بجامعة عين شمس السابق تاريخ مخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة؛ موضحا أن إسرائيل عملت بعد حرب ١٩٦٧ على تهجير الفلسطينيين وطردهم تماما من قطاع غزة إلى الدول العربية، وفِي عام ١٩٧١، وقبل عامين من حرب تحرير سيناء في ١٩٧٣ قامت خطة ارييل شارون على تفريغ القطاع واستهداف المقاومة الفلسطينية، ليقوم المحتل بتوطين ١٢ ألف أسرة فلسطينية في شبه جزيرة سيناء، مع تقديم حوافز لهم كي يستقروا بمصر لكنهم حصلوا على شهادات جامعية من مصر وعادوا ولم يستقروا في سيناء وبذلك فشل مشروع ارييل شارون. 
وتابع أنه بعد أن غير انتصار أكتوبر المشهد، انسحبت اسرائيل لتظل مشكلة الكتلة السكانية في قطاع غزة قائمة وتؤرق اسرائيل، ومن ثم طرح الرئيس الأمريكي بيل كلينتون مشروع الدولتين، والذي فشل أيضا لكن المدهش أن الأفكار المطروحة داخل إسرائيل هي أفكار إبادة ولا يمكن تلخيصها في دفع الفلسطينيين للهجرة، لكنها تتبلور حول تفريغ القطاع من الفلسطينيين لتتم إبادتهم أو طردهم مشروع إقامة دولة فلسطينية بشرط أن تتنازل مصر عن ٦٠٠ كم من أرضها، مقابل جزء من صحراء النقب، وتتنازل الأردن أيضا عن جزء في سبيل إقامة هذه الدولة.  

ومع حدوث حرب السابع من أكتوبر وتداعياتها، اتضح أن إسرائيل تنتهز فرصة تعثر النظام العالمي الجديد لتراهن على الرئيس الامريكي دونالد ترامب من أجل تنفيذ فكرة تهجير الفلسطينيين، وتعيد الحكومة اليمينية في إسرائيل التفكير في تكرار الإبادة التي نفذتها عام ١٩٤٨، غير عابئة بالقانون الدولي أو أية عقوبات.  

بدوره، ألقى الدكتور لؤي محمود سعيد مدير مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية الضوء على نشأة ما يسمى بأيدلوجية المسيحية الصهيونية؛ حيث أوضح أن الانحياز المطلق لإسرائيل ليس فقط سببه المصالح السياسية والاستراتيجية التي تمثلها إسرائيل للغرب، لكن تبني خلط الفكر المسيحي بالصهيوني، وتتلخص هذه الفكرة في أنه من أجل عودة المسيح إلى الأرض حسب وعد الرب فلا بد أن يعود جميع اليهود من الشتات إلى أرض فلسطين. والذين تبنوا هذه الفكرة هم المسيحيون في الغرب قبل اليهود بدءا من القرن التاسع عشر وتحديدا عام ١٨٤٤، وهنا يتضح أن المسيحية الصهيونية سبقت وعد بلفور.
وأشار إلى أنه بهجرة مليوني يهودي من روسيا إلى الولايات المتحدة هربا من الاضطهاد، زاد نفوذهم السياسي والاقتصادي وأصبح تأثيرهم كبيرا على السياسة الامريكية في بداية القرن العشرين، ثم تبنى اليهود فكر المسيحية الصهيونية رغم أنهم لا يعترفون بالسيد المسيح من الأساس لكنهم اضطروا لقبول هذه الفكرة لأنها تتماشى مع طموحاتهم السياسية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق