نتنياهو يتمسك بمقترح ويتكوف.. هل باتت حماس أمام فرصة محدودة؟

sky news arabia 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نتنياهو يتمسك بمقترح ويتكوف.. هل باتت حماس أمام فرصة محدودة؟, اليوم الاثنين 17 مارس 2025 11:11 صباحاً

من جانبه، وصف ويتكوف عرض حماس بالإفراج عن محتجز إسرائيلي يحمل الجنسية الأميركية وإعادة جثث 4 آخرين بأنه "غير كاف ولا يمكن أن يكون أساسًا للتفاوض".

وأضاف أن "فرصة حماس لمواصلة التهدئة لن تدوم طويلا"، مشيرًا إلى أن الوقت ليس في صالح الحركة.

أزمة إنسانية كارثية في غزة

في الوقت نفسه، تتفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة مع استمرار إغلاق المعابر وعدم دخول المساعدات لليوم الخامس عشر على التوالي. وحذر خبراء من أزمة جوع حادة تهدد سكان القطاع، وسط نقص حاد في المواد الغذائية والطبية.

وأكدت فرانشيسكا ألبانيز، مقررة الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، أن إسرائيل، كقوة احتلال، ملزمة بموجب القانون الدولي بتوفير الغذاء والمستلزمات الطبية للسكان.

وأضافت أن الوضع الحالي في غزة يصل إلى مرحلة "عسكرة المجاعة"، محذرة من كارثة إنسانية قد تؤدي إلى مجاعة واسعة النطاق.

إسرائيل ترفض ابتزاز حماس وتستعد للخيار العسكري

في تصريحات مفصلة، أوضح الدبلوماسي الإسرائيلي السابق مائير كوهين خلال حديثه إلى غرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية أن إسرائيل ترفض بشكل قاطع مقترح حماس، الذي يتضمن الإفراج عن جندي إسرائيلي وأربعة من رفات المحتجزين الأميركيين.

وقال كوهين: "هذا الموقف يعكس إجماعا إسرائيليا أميركيا على رفض أي تمييز بين المحتجزين الإسرائيليين وأصحاب الجنسيات الأخرى".

وأضاف أن "إسرائيل لا تقبل ابتزاز حماس، خاصةً محاولاتها خلق انقسام بين إسرائيل والإدارة الأميركية".

وأشار كوهين إلى أن إسرائيل تريد استمرار الزخم الدبلوماسي للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الرهائن، لكنها في نفس الوقت تحتفظ بالخيار العسكري كبديل في حال فشل المفاوضات.

وأكد أن "إسرائيل لن تتردد في العودة إلى العمليات العسكرية إذا شعرت أن حماس تحاول التملص من الالتزامات أو تأخير الإفراج عن الرهائن".

كما انتقد كوهين معاملة حماس للمحتجزين، قائلا: "بعض الرهائن قُتلوا بأيدي حماس، وهذا أمر غير مقبول ويضع المسؤولية الكاملة على الحركة".

وأضاف أن "حماس تستخدم الرهائن كورقة ضغط لضمان بقائها، لكن هذه الاستراتيجية لن تنجح على المدى الطويل".

إسرائيل تستخدم المساعدات الإنسانية كسلاح

من جهته، قدم رئيس مركز القدس للدراسات أحمد رفيق عوض تحليلا مفصلا لسياسة إسرائيل تجاه قطاع غزة، مؤكدًا أن إسرائيل تستخدم المساعدات الإنسانية كسلاح لفرض السيطرة وإضعاف حماس.

وقال عوض: "منذ عام 2006، وإسرائيل تتحكم في المعابر وتستخدم المساعدات كأداة لضبط سلوك الفلسطينيين وتغيير اتجاهاتهم السياسية".

وأضاف أن "هذه السياسة تعمقت في السنوات الأخيرة، حيث تحولت المساعدات إلى سلاح حقيقي يستهدف إفقار الشعب الفلسطيني وإضعاف قدرته على المقاومة".

وحذر عوض من أن الوضع الإنساني في غزة وصل إلى مراحل متقدمة من المجاعة، مع عدم توفر الماء النظيف والغذاء والدواء.

وأشار إلى أن "إسرائيل تتحكم في كمية المساعدات التي تدخل القطاع، مما يجعل الحياة في غزة أشبه بالجحيم". كما أكد أن "حماس طورت آليات للتكيف مع هذا الحصار، لكن ذلك لا يغير من حقيقة أن الشعب الفلسطيني يدفع الثمن الأكبر".

المفاوضات.. تعقيدات وتحديات أمام أي اتفاق دائم

أشار عوض إلى أن إسرائيل تتفاوض من موقع قوة، وتريد تنفيذ أي اتفاق وفق شروطها الخاصة.

وقال: "إسرائيل تريد استعادة الرهائن بطريقتها، وتريد أن تحتفظ بحقها في العودة إلى العمليات العسكرية متى شاءت".

وأضاف أن "هذا النهج يجعل المفاوضات معقدة، لأن حماس لا ترى في هذه الشروط أي مخرج أو ضمانات لمستقبلها".

كما انتقد عوض سياسة إسرائيل في إغلاق المعابر ومنع المساعدات، قائلًا: "إسرائيل تريد إجبار حماس على الاستسلام، لكنها لا تدرك أن هذه السياسة قد تدفع الحركة إلى التطرف أكثر".

وأضاف أن "إغلاق كل المنافذ أمام حماس والشعب الفلسطيني يجعل الحياة والموت سيان، وهذا أمر خطير للغاية".

المبادرة العربية.. حل واقعي أم رؤية مثالية؟

تطرق عوض خلال حديثه إلى المبادرة العربية التي تقترح تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة غزة تحت حماية عربية ودولية، مؤكدًا أنها "خطوة واقعية يمكن أن تؤدي إلى استقرار المنطقة".

ومع ذلك، أشار إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة لديهما رؤية مختلفة، تتمثل في تحييد غزة تماما، سواء من الناحية المادية أو المعنوية.

وقال: "هذا النهج يتجاهل روح المنطقة وتاريخها، وقد يؤدي إلى تفاقم الأزمة بدلاً من حلها".

مستقبل غزة بين المجاعة والحرب

في ظل تعثر المفاوضات وتفاقم الأزمة الإنسانية، يبدو مستقبل غزة غامضًا. بينما تتمسك إسرائيل بشروطها الصارمة وتستعد للخيار العسكري، تواجه حماس ضغوطًا متزايدة لإنهاء الأزمة دون التنازل عن أوراق ضغطها.

وفي الوقت نفسه، يدفع الشعب الفلسطيني الثمن الأكبر، حيث تهدد المجاعة حياة مئات الآلاف. وفي هذا السياق، تبقى المبادرة العربية أحد الحلول المطروحة، لكنها تحتاج إلى دعم دولي وإقليمي لتصبح واقعًا ملموسًا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق