نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
واشنطن تصعّد ضد الحوثيين.. هل تكون إيران الهدف القادم؟, اليوم الاثنين 17 مارس 2025 08:43 صباحاً
وفي الوقت الذي تؤكد فيه واشنطن أن العمليات العسكرية تستهدف تقويض القدرات العسكرية للحوثيين، تبرز تساؤلات بشأن ما إذا كانت إيران هي الهدف التالي، في ظل رفضها التراجع عن دعمها لوكلائها في المنطقة.
ضربات "حاسمة ومميتة".. واشنطن تكشر عن أنيابها
وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الضربات التي استهدفت مواقع الحوثيين في اليمن بأنها "حاسمة ومميتة"، مؤكدًا أن الجماعة تشكّل تهديدًا فعليًا للملاحة الدولية.
تأتي هذه الغارات بعد سلسلة من الهجمات التي نفذها الحوثيون ضد السفن في البحر الأحمر، وهو ما اعتبرته واشنطن تصعيدًا خطيرًا يستوجب ردًا عسكريًا قويًا.
في هذا السياق، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي، مايك والتز، أن الولايات المتحدة قد توسّع نطاق عملياتها العسكرية، مشيرا إلى إمكانية استهداف السفن الإيرانية القريبة من السواحل اليمنية، والتي يعتقد أنها تقدم دعما استخباراتيا وعسكريا للحوثيين.
واشنطن تعيد النظر في سياساتها تجاه الحوثيين
يقول ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لشؤون الشرق الأدنى خلال حديثه لبرنامج التاسعة على سكاي نيوز عربية إن الإدارة الأميركية باتت تتعامل مع الحوثيين بوصفهم تهديدا عالميا يتجاوز الصراع الإقليمي، حيث أكد ان "الحوثيون أنفسهم يعسكرون البحر الأحمر، فهم يستهدفون التجارة الدولية وليس فقط السفن الإسرائيلية، ويتسببون في التضخم في الغرب وفي كل أنحاء العالم".
وأشار شينكر إلى أن إدارة ترامب ترغب في عكس سياسات بايدن، الذي رفع الحوثيين من قائمة الإرهاب، قائلًا: "إدارة ترامب تريد أن تغيّر هذه السياسة، وتعتقد أن استهداف المواقع العسكرية الحوثية وحده ليس كافيًا، بل يجب ضرب القيادات المؤثرة داخل الجماعة".
كما أوضح أن واشنطن قد تتخذ نهجا مزدوجا، يشمل تسليح الحكومة اليمنية الشرعية ودعمها في ملاحقة الحوثيين، إلى جانب تكثيف العمليات الجوية لضرب مواقع إطلاق الصواريخ والمخابئ العسكرية.
إيران تحت الضغط.. هل تكون الهدف القادم؟
مع تصاعد حدة الضربات ضد الحوثيين، باتت الأنظار تتجه نحو إيران، التي تواصل دعم الجماعة رغم التحذيرات الأميركية المتكررة. فقد أكد قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، أن طهران لن تتراجع عن دعم الحوثيين، متوعدًا بردّ "حازم ومدمر" على أي هجوم أميركي يستهدف إيران مباشرة.
ويشير شينكر إلى أن الاستراتيجية الأميركية قد تشمل توسيع بنك الأهداف ليشمل قيادات إيرانية بارزة، على غرار الضربات الإسرائيلية ضد الحرس الثوري في سوريا، حيث قال أن بنك الأهداف سيتسع، وسيتم استهداف شخصيات إيرانية بارزة تدعم الحوثيين، وليس فقط القواعد العسكرية التابعة لهم.
التحركات الحوثية.. هروب إلى الظل
في ظل القصف الأميركي المكثف، اتخذت جماعة الحوثي إجراءات استباقية لحماية قياداتها، حيث أصدرت توجيهات عاجلة بإخلاء منازلهم وتغيير مواقعهم، خوفا من ضربات جديدة.
وأكدت مصادر مطلعة أن هذه التحركات شملت تغيير المركبات واستبدال فرق الحماية الشخصية، إلى جانب نقل بعض القيادات إلى مواقع بديلة بعيدة عن المقرات الحكومية.
تحالف دولي لقطع شريان الدعم الإيراني للحوثيين
يشير ديفيد شينكر إلى أن الولايات المتحدة لن تتحمل مسؤولية المواجهة وحدها، بل ستسعى لإشراك شركائها الإقليميين والدوليين، لوقف تدفق الأسلحة إلى الحوثيين عبر البحر الأحمر. لكنه في الوقت ذاته، يشير إلى أن إدارة ترامب تضع أولويات أخرى، حيث يضيف: "سمعنا أولًا أن ترامب يريد وقف كل الحروب في الشرق الأوسط، وثانيًا أنه مهتم بتركيز الجهود العسكرية على آسيا، وليس الشرق الأوسط".
إلى أين يتجه التصعيد؟
مع استمرار الغارات الأميركية ضد الحوثيين، ورفض إيران التراجع عن دعمهم، يبقى السؤال الأبرز: هل تقف العمليات عند حدود اليمن، أم أن المواجهة قد تتوسع لتشمل أهدافًا إيرانية مباشرة؟.
في ظل التهديدات المتبادلة والتحركات العسكرية المتسارعة، يبدو أن الشرق الأوسط مقبل على مرحلة أكثر تعقيدًا، قد تشهد مواجهات غير مسبوقة بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة، وإيران ووكلائها في المنطقة من جهة أخرى.
0 تعليق