كشفت دراسة حديثة أن الزواج بات يُنظر إليه بشكل متزايد على أنه امتياز للأثرياء، حيث أظهرت البيانات أن واحدًا فقط من كل خمسة أزواج من الطبقات الفقيرة يُقدمون على الزواج. وأوضحت الدراسة، التي أجرتها "مؤسسة الزواج" البريطانية، أن معدلات الزواج بين الفئات ذات الدخل المرتفع أعلى بكثير مقارنة بالفئات الأقل دخلًا، ما أدى إلى اتساع "فجوة الزواج" إلى مستوى قياسي.
وأشارت الدراسة إلى أن عام 2022 شهد ولادة 71% من الأطفال في الأسر ذات الدخل المرتفع لأبوين متزوجين، مقارنة بـ 20% فقط في الأسر ذات الدخل المنخفض، مما يعكس فجوة زواج ضخمة بنسبة 51%. وعلى الرغم من أن الزواج لا يزال يحظى بدعم كبير بين جميع الفئات الاقتصادية، فإن العوامل المالية، مثل ارتفاع تكاليف حفلات الزفاف وأعباء المعيشة، تشكل عائقًا رئيسيًا أمام الطبقات الفقيرة.
وبيّنت الإحصائيات أن 71% من الآباء في الفئة الأعلى دخلًا (الذين يكسبون 45 ألف جنيه إسترليني أو أكثر سنويًا) كانوا متزوجين، مقابل 35% فقط من الآباء في الفئة الأدنى دخلًا (الذين يكسبون 14 ألف جنيه إسترليني أو أقل سنويًا). وشهدت الفئات الأكثر فقرًا انخفاضًا أكثر حدة، حيث بلغ معدل الزواج فيها 20% فقط، وهو ما يعكس اتساع الفجوة مقارنة بعام 1992 عندما كانت 27% فقط.
وأكد القاضي السابق بول كولريدج، مؤسس مؤسسة الزواج، أن هذه النتائج مثيرة للقلق، داعيًا إلى إصلاحات اجتماعية لتشجيع الزواج بين الأسر الأقل دخلًا. واقترح تقديم إعفاءات ضريبية ودعم مالي للمتزوجين، بالإضافة إلى إلغاء التكاليف الإدارية المرتبطة بالزواج، مما قد يساعد في تقليل العوائق التي تمنع الفئات الفقيرة من الزواج وتعزيز الاستقرار الأسري.
0 تعليق