تظل خطة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة على جدول الأعمال الأميركي الصهيوني، حيث تعمل كل من تل أبيب وواشنطن على إقناع بعض الدول بقبول الفلسطينيين على أراضيها.
وعلى الرغم من تراجع الحديث عن خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من القطاع، إلا أن الجانبين الصهيوني والأميركي لم يتراجعا عن هذه الفكرة، بل انتقلا إلى مرحلة التخطيط والعمل خلف الستار، بهدف إقناع دول بقبول استضافة هؤلاء الفلسطينيين، كما حدث مع السودان والصومال.
ووفقًا لأوساط العدو، فإن العمل على هذا المشروع مستمر بقوة، مع وجود العديد من الخيارات أمام تل أبيب وواشنطن لتنفيذه.
وفي هذا السياق، قال السفير الصهيوني السابق في جنوب السودان، حاييم كورن، “أستطيع أن أفهم من أين جاء مقترح تهجير الفلسطينيين من غزة إلى السودان والصومال، وذلك في إطار فكرة إعادة مهاجري العمل إلى السودان وإريتريا، وإذا افترضنا أن بعض المناطق ذات الحكم الذاتي في الصومال ستتلقى ما يكفي من الإغراءات من الولايات المتحدة، فقد توافق على ذلك.”
من جهته، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الصهيوني، نداف هعتسني، أن “مصلحتنا هي أن يتم تهجير الفلسطينيين من غزة، وهذه مصلحة للفلسطينيين أيضًا لكي ينتقلوا إلى حياة أفضل. وإذا كانت هذه خطوة كبيرة تهدف الولايات المتحدة ورئيسها إلى حل هذه القضية، فمن الممكن جمع أموال دولية لتهجيرهم إلى الصحراء الغربية في المغرب، والتي دعمنا ضمها إلى المغرب، ويمكننا بناء بنية تحتية وحياة جيدة لهم هناك. علينا تشجيع ذلك.”
وفي المقابل، أبدى خبراء ومعلقون صهاينة تحفُّظًا على فكرة التهجير، معتبرين أنها غير واقعية وغير قانونية، وأنها لن تُنجَز، إذ يؤكد البعض أن الفلسطينيين لن يوافقوا على مغادرة أراضيهم.
في هذا السياق، قالت تاليا ساسون، المسؤولة السابقة في الادعاء العام الصهيوني، “فكرة تهجير الفلسطينيين سخيفة، وعلى ما يبدو أن الرئيس الأميركي كان يقصد دفع مصر والأردن لطرح اقتراح من قبلهما، وهذه نوع من المفاوضات التي أُجريت. لا يوجد حق لأحد في تنفيذ ذلك، ولن تؤدي هذه الأفكار إلى أي نتيجة، فالفلسطينيون في غزة لن يهاجروا إلى أي مكان.”
من جانبه، قال إيلان سيغف، المسؤول السابق في جهاز الشاباك، “يوجد في غزة مليونان ومئتا ألف فلسطيني، من بينهم 450 ألفًا من السكان الأصليين. وعندما كنت أتنقل في غزة، إذا سألت طفلًا هناك من أين أنت، يقول لك ‘من المجدل’. هل تعلمون ماذا يعني المجدل؟ إنه عسقلان. فهم يعيشون حياتهم معتقدين أنهم من عسقلان، ويا ليتهم يقبلون بالهجرة إلى الصحراء الغربية أو إلى أي مكان آخر، لكننا غير قادرين على تنفيذ ذلك.”
وفي هذا الصدد، كان ترامب قد صرح مؤخرًا أنه “لن يتم تهجير أي فلسطيني من قطاع غزة”، واعتبرت الأوساط الصهيونية أن تصريح ترامب يقصد منه التهجير القسري، لكنه لا يزال يعمل على تهجير الفلسطينيين طواعية، خصوصًا في ظل رفضه للمشروع العربي الخاص بقطاع غزة.
المصدر: موقع المنار
0 تعليق