نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اتفاق غزة.. لماذا يصعب التفاوض حماس وواشنطن وإسرائيل؟, اليوم السبت 15 مارس 2025 10:51 صباحاً
وتأتي هذه التطورات في ظل اتصالات مباشرة بين حماس والإدارة الأمريكية، ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت الحركة تسعى لانتزاع نوع من الشرعية السياسية من واشنطن، أم أنها مجرد تكتيك تفاوضي.
اتهامات بالمماطلة وتحذيرات صريحة
وقد أفاد مبعوث الولايات المتحدة للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن واشنطن قدمت اقتراحا جديدا يهدف إلى تضييق الفجوات بين الأطراف المتفاوضة، بحيث يتم تمديد وقف إطلاق النار في غزة لما بعد شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي.
وأضاف ويتكوف أن هذا التمديد يهدف إلى توفير مساحة زمنية للتفاوض على إطار أوسع لوقف إطلاق نار دائم، لكنه شدد على أن حماس "تقدم مطالب غير عملية في الجلسات الخاصة"، في إشارة إلى تباين خطابها المعلن عن مواقفها التفاوضية خلف الكواليس.
وقال ويتكوف إن "حماس تراهن بشكل سيء على أن الوقت في صالحها، لكنها مخطئة تماما في هذا الرهان"، في إشارة واضحة إلى نفاد صبر الإدارة الأميركية التي وضعت موعدا نهائيا لرد الحركة على المقترح الجديد، محذرا من تبعات التأخير.
وفي خضم التصريحات المتضاربة والاتهامات المتبادلة، يبدو أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يعيش في حالة من الجمود، حيث تتقاطع مصالح الأطراف الرئيسية.
ووفقا لتصريحات الخبير في الشؤون الأمنية والسياسية، اللواء عدنان الضميري، خلال حديثه لغرفة الأخبار على "سكاي نيوز عربية" فإن "الاتفاق كله في مأزق"، حيث لا توجد معلومات موثوقة تؤكد تقدما حقيقيا في المفاوضات.
من جهته، أضاف الدبلوماسي السابق مائير كوهين أن "حماس ترفض كل العروض المطروحة، بما في ذلك مقترحات المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف".
حماس بين القبول والاتهامات بالمماطلة
وأعلنت حركة حماس عن قبولها بالمقترح الأميركي، والذي يتضمن الإفراج عن محتجز أميركي إسرائيلي، بالإضافة إلى جثامين أخرى. ومع ذلك، تتهم واشنطن الحركة بالمماطلة وعدم الالتزام بالجدول الزمني المتفق عليه.
من جهته، علّق اللواء الضميري على موقف حماس قائلا: "حماس تستنجد بالأميركيين لتطبيق ما هو مطلوب منها، لكنها تدرك أن الوقت ليس في صالحها".
وأضاف أن الحركة تفتقر إلى الدعم الكافي لخوض معركة جديدة، مما يدفعها إلى التركيز على التفاوض كخيار وحيد.
أما مائير كوهين، فقد أكد أن "حماس رفضت كل العروض المطروحة، بما في ذلك عرض المبعوث الأميركي آدم بولر، الذي التقى مع خليل الحية في الدوحة".
وأضاف كوهين أن "رفض حماس لهذه العروض دفعها إلى إعادة طرح الموضوع مرة أخرى، معتقدة أن ذلك قد يخلق تباينا في وجهات النظر بين إسرائيل والولايات المتحدة".
نتنياهو.. بين الحرب والتحقيقات
من جانبها، تواجه الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو ضغوطا داخلية وخارجية. وفقا للواء الضميري، فإن "نتنياهو في مأزق إذا وافق على المقترح الأميركي، وفي مأزق إذا رفض".
ويطالب الشارع الإسرائيلي، نتنياهو الذي يؤيد بأغلبية ساحقة صفقة إطلاق سراح المحتجزين، بإنهاء الأزمة، ومن ناحية أخرى، يرى من جانبه أن استمرار الحرب هو المخرج الوحيد له من أزماته السياسية والقضائية، خاصة مع التحقيقات المحتملة حول مسؤوليته عن أحداث 7 أكتوبر.
وأضاف الضميري: "نتنياهو يعيش في موقف مركب، حيث أن وقف الحرب يعني نهاية حكمه، واستمرارها يعني مزيدا من الضحايا".
كما أشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يواجه معركة داخلية مع جهاز الشاباك (المخابرات الإسرائيلية) ومع المجتمع الإسرائيلي المنقسم.
من جانبه، أكد مائير كوهين أن "نتنياهو لا يريد وقف الحرب، بل يعتمد على استمرارها لتجنب التحقيقات والمحاكمات".
وأضاف أن "نتنياهو يوسع مساحة الحرب في غزة والضفة الغربية كمنجى وحيد له من التحقيقات".
واشنطن.. بين الوساطة والضغوط
وتلعب الإدارة الأميركية دور الوسيط الرئيسي في هذه المفاوضات، حيث قدمت "محدث" مقترحا لتمديد وقف إطلاق النار في غزة لما بعد شهر رمضان وعيد الفصح .
ومع ذلك، تتهم واشنطن حماس بعدم الالتزام بالجدول الزمني المتفق عليه. وقال ويتكوف: "إذا لم تلتزم حماس بالجدول الزمني، فسيكون هناك رد أميركي وفقًا لذلك".
وأشار الضميري إلى أن "الموقف الأميركي واضح: لا يريدون عودة إلى الحرب، لكن نتنياهو لا يستطيع الاستمرار كرئيس للوزراء إذا أوقف الحرب".
وأضاف أن الولايات المتحدة تحاول تضييق الفجوات بين الأطراف، لكنها تواجه صعوبات بسبب التصريحات المتضاربة والمصالح المتعارضة.
يؤكد مائير كوهين أن "الإدارة الأميركية قدمت مقترحا محددا بجدول زمني، وإذا لم تلتزم حماس به، فسيكون هناك رد عسكري إسرائيلي". وأضاف أن "هذا البند مدعوم من إدارتي بايدن وترامب، مما يمنح إسرائيل الحق في التدخل عسكريًا إذا شعرت أن حماس تماطل".
المجتمع الإسرائيلي.. انقسامات عميقة ومستقبل غامض
ويعيش المجتمع الإسرائيلي حالة من الانقسام العمودي، حيث أعادت أحداث 7 أكتوبر هذه الانقسامات إلى الواجهة. وفقا للواء الضميري، فإن "أكثر من 70% من المجتمع الإسرائيلي يؤيدون صفقة إطلاق سراح المحتجزين وليس العودة إلى القتال". ومع ذلك، يبدو أن نتنياهو يعتمد على استمرار الحرب لتجنب التحقيقات والمحاكمات.
وأضاف الضميري أن "المجتمع الإسرائيلي يعود إلى انقسام عمودي، حيث أن أحداث 7 أكتوبر أنقذت نتنياهو من أزمته الداخلية، لكنها أعادت الانقسامات إلى الواجهة".
مستقبل اتفاق غزة.. بين التفاوض والعودة إلى القتال
وفي ظل هذه الأجواء المتوترة، يبقى مستقبل اتفاق غزة غامضا. حيث تطالب حماس بضمانات لوقف إطلاق النار الدائم، بينما ترفض إسرائيل مناقشة المرحلة الثانية من الاتفاق.
وفي الإطار يؤكد الضميري أن "الاتفاق في بنود لصالح الجميع، لكن إسرائيل ترفض حتى مجرد نقاش المرحلة الثانية".
ويضيف أن "نتنياهو يوسع مساحة الحرب في غزة والضفة الغربية كمنجى وحيد له من التحقيقات".
من جانبه، أكد كوهين أن "حماس تدرك أنها لن تكون جزءا من أي تسوية سياسية مستقبلية، لكنها تحاول استخدام المفاوضات لخلق تباين بين واشنطن وتل أبيب".
وتابع أن "وجود حماس غير مقبول عربيًا ودوليًا، ولن يكون هناك سلام أو إعادة إعمار في غزة طالما أن الحركة موجودة".
0 تعليق