نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
دروز السويداء يغيبون عن زيارة إسرائيل.. ما الأسباب؟, اليوم السبت 15 مارس 2025 07:15 صباحاً
هذه الزيارة، التي تعد الأولى من نوعها منذ عقود، جاءت تحت مظلة لقاءات عائلية ودينية بعد سنوات من الانفصال بسبب الحدود. إلا أن غياب دروز السويداء عن هذه الزيارة أثار تساؤلات عميقة حول دوافع إسرائيل وأهدافها من هذه الخطوة، وما إذا كانت تحمل أبعاداً استراتيجية تتجاوز الإطار الإنساني والديني.
الزيارة شملت دروزا من القنيطرة وريف دمشق، وفقاً لمصادر محلية سورية، مما أثار الجدل حول ما إذا كانت إسرائيل تسعى لإحياء تحالف قديم مع الدروز في سوريا، أو أنها تهدف إلى تعزيز نفوذها في جنوب سوريا كجزء من استراتيجيتها الإقليمية الأوسع.
تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، التي أكد فيها أن إسرائيل ستتصدى لأي تهديد يطال الدروز في سوريا، تعزز هذه الفرضية.
كما أعلنت إسرائيل عن إرسال مساعدات إنسانية للدروز في سوريا، بما في ذلك 10 آلاف حزمة غذائية، مما يطرح تساؤلات حول مدى استغلال إسرائيل لهذه المساعدات كأداة لتحقيق أهداف سياسية.
إسرائيل تلعب بورقة الأقليات في سوريا
إسرائيل، التي تعتمد تاريخياً على تحالفاتها مع الأقليات في المنطقة، تبدو حريصة على توظيف العلاقات مع الدروز كجزء من استراتيجيتها الإقليمية.
ومع ذلك، يبدو أن موقف الدروز السوريين، خاصة في السويداء، لا يتماشى مع هذه الخطط. فقد أكد الدروز في سوريا انتماءهم لسوريا ورفضوا الحماية الإسرائيلية، وهو ما يعكس تمسكهم بالهوية الوطنية السورية ورفضهم لأن يكونوا ورقة في أي لعبة سياسية.
في تعليقه على الزيارة، أكد الوزير السابق صالح طريف، خلال حديثه لبرنامج التاسعة على سكاي نيوز عربية أنها كانت "إنسانية من الدرجة الأولى"، مشيرا إلى أنها لم تكن ذات طابع سياسي.
وقال طريف: "هذه الزيارة كانت لقاء لأقرباء لم يلتقوا منذ عشرات السنين، وهي بعيدة كل البعد عن السياسة".
ومع ذلك، أشار إلى أن إسرائيل قد تحاول استغلال الدروز لتحقيق أهداف استراتيجية، قائلاً: "إذا كانت إسرائيل تريد استغلال الدروز، فهي لن تنجح في ذلك".
وأضاف: "الدروز في سوريا يطالبون بحياة كريمة وعادلة بعد سنوات من المعاناة تحت حكم مستبد، وهم ليسوا بحاجة إلى حماية إسرائيلية".
دروز السويداء.. تمسك بالهوية ورفض للتدخل الخارجي
غياب دروز السويداء عن الزيارة يبرز موقفهم الواضح من أي محاولات لاستغلالهم سياسياً. فقد أكد طريف أن "الدروز في سوريا يعملون من أجل وحدة سوريا، ولديهم القدرة على الدفاع عن أنفسهم دون تدخل خارجي".
وأشار إلى أن "الدروز في سوريا يطالبون بحياة كريمة وعادلة بعد سنوات من المعاناة تحت حكم مستبد"، مؤكداً أنهم "ليسوا بحاجة إلى حماية إسرائيلية".
في الوقت نفسه، حذر طريف من أي محاولات لفرض وصاية إسرائيلية على الدروز، مؤكداً أن "إسرائيل لم تستشر الدروز في سوريا قبل الإعلان عن توسيع المنطقة العازلة في جنوب سوريا".
وأكد أن "الدروز في سوريا لهم حق شرعي في المطالبة بحياة أفضل، ولكن ذلك يجب أن يكون في إطار السيادة السورية".
بين السياسة والإنسانية
بينما تحاول إسرائيل توظيف العلاقات مع الدروز كجزء من استراتيجيتها الإقليمية، يبدو أن دروز سوريا، خاصة في السويداء، يرفضون أي تدخل خارجي ويتمسكون بانتمائهم الوطني.
الزيارة، وإن كانت تحمل طابعاً إنسانياً، تظل محط تساؤلات حول أبعادها الاستراتيجية، خاصة في ظل التصريحات الإسرائيلية التي تؤكد حماية الدروز في سوريا.
تصريحات صالح طريف تكشف عن عمق الموقف الدرزي السوري، الذي يرفض أن يكون أداة في أي صراع إقليمي. فقد أكد طريف أن "الدروز في سوريا يريدون نظاماً جديداً يعيد لهم كرامتهم بعد سنوات من المعاناة"، مشيراً إلى أنهم "يستحقون حياة أفضل في ظل حكم جديد يعيد بناء سوريا على أسس العدل والحرية".
دروز سوريا بين الماضي والحاضر
بينما تستمر إسرائيل في محاولاتها لتعزيز نفوذها في جنوب سوريا من خلال استغلال العلاقات مع الأقليات، يبقى موقف الدروز السوريين واضحاً: هم جزء من النسيج السوري ولن يكونوا ورقة في أي لعبة سياسية.
الزيارة، وإن كانت تحمل أبعاداً إنسانية، تظل محط تساؤلات حول أهدافها الحقيقية، خاصة في ظل غياب دروز السويداء عنها. يبقى أن نرى كيف ستتعامل إسرائيل مع هذه التحديات، وكيف سيحافظ الدروز السوريون على هويتهم الوطنية في ظل التحديات الإقليمية المتزايدة.
0 تعليق