رسالة ترامب "المشفرة" لإيران.. هل تُعيد صياغة معادلة النووي؟

sky news arabia 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رسالة ترامب "المشفرة" لإيران.. هل تُعيد صياغة معادلة النووي؟, اليوم الجمعة 14 مارس 2025 12:15 مساءً

الرسالة التي أُرسلت إلى مجلس الأمن القومي الإيراني، تعد تطورا مهمًا في العلاقات بين البلدين، وتفتح بابًا للتساؤلات بشأن احتمالات التفاوض مستقبلاً.

لكن مع ذلك، يبقى السؤال الأهم: هل ستقبل إيران بمثل هذه المبادرة في ظل سياسة "الضغوط القصوى" التي فرضتها واشنطن؟

أشار المحلل السياسي الخاص بقناة "سكاي نيوز عربية"، محمد صالح صدقيان خلال حديثه لغرفة الأخبار إلى أن طهران تتعامل مع هذه الرسالة بحذر شديد.

كما لفت إلى أن القيادة الإيرانية لا تزال تتبنى موقفًا ثابتا في رفض التفاوض مع الولايات المتحدة ما لم يتم رفع العقوبات أولًا.

ووصف صدقيان في حديثه أن الرسالة جاءت لتؤكد على جوهر المفاوضات حول نقطتين أساسيتين: البرنامج النووي الإيراني، وما يرتبط به من إمكانية عسكرة هذا البرنامج، بالإضافة إلى النفوذ الإيراني في المنطقة.

الرسالة الأميركية.. تناقضات في المواقف

وفقًا للمحلل صدقيان، تكشف الرسالة الأميركية عن موقف مزدوج، حيث تسعى واشنطن من جهة إلى طرح إمكانية فتح باب التفاوض بشأن البرنامج النووي الإيراني، على أساس ضمان سلمية هذا البرنامج.

من جهة أخرى، تبرز قضية النفوذ الإيراني في المنطقة، وخاصة ما يُعرف بـ"محور المقاومة" الذي تدعمه طهران في عدة دول بالشرق الأوسط. في هذا الإطار، يرى صدقيان أن ترامب وحلفاءه الغربيين يريدون ضمانات ملموسة بشأن نية إيران في عدم عسكرة برنامجها النووي، إضافة إلى إشارات تطمينية بشأن الحد من دور إيران في النزاعات الإقليمية.

وبالنسبة لهذه النقاط، يوضح صدقيان أن "إيران في موقف قوي، فهي لا تستطيع أن تقدم ضمانات بشأن سلمية برنامجها النووي طالما أن هناك ضغوطًا مستمرة عليها من قبل واشنطن".

وتابع أن طهران ترى أن هذه الضغوط تسعى إلى تحويل المفاوضات إلى صفقة أحادية تحمل إيران التزامات أكبر مقابل القليل من التنازلات الأميركية.

موقف إيران.. عدم التفريط في السيادة

أما في ما يتعلق بالمفاوضات، فلا تبدو إيران مستعدة للتفاوض إلا بشرط أساسي وهو إلغاء العقوبات الأميركية. يشير صدقيان إلى أن المفاوضات يجب أن تكون مبنية على قواعد احترام متبادل، مع مراعاة مصالح مشتركة بين الطرفين.

ويعتقد أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان كان قد أكد في تصريحاته الأخيرة أن إيران لن تتفاوض تحت الضغط أو الإملاءات الأميركية، مؤكدًا أن المفاوضات يجب أن تكون جادة وأساسها المصالح المشتركة.

كما أضاف بزشكيان "إيران لا يمكن أن تتفاوض إذا كانت شروط المفاوضات تتضمن الضغط العسكري أو تهديدات بالحرب، لأن هذا يضر بمصداقية المفاوضات".

وبحسب صدقيان، فإن هذا الموقف الإيراني يظهر جليًا في تلميحات إيرانية سابقة، بما في ذلك تصاريح مسعود بزشكيان الذي وصف اللقاء بين ترامب والرئيس الأوكراني زيلينسكي بـ "المقزز".

هذا التصريح يعبّر عن استياء إيران من أسلوب ترامب في التعامل مع قضايا دولية، مما يعكس عدم الثقة بين طهران وواشنطن، وهو ما يزيد من تعقيد أي محاولات للمفاوضات المستقبلية.

الوساطة الخليجية.. أمل في تقارب دبلوماسي

في المقابل، أشار المحلل صدقيان إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه دول الخليج، مثل الإمارات وقطر وسلطنة عمان، في الوساطة بين إيران والولايات المتحدة. هذه الدول تلعب دورًا محوريًا في محاولة تسهيل الحوار بين طهران وواشنطن من خلال تفعيل قنوات دبلوماسية غير مباشرة.

وقال صدقيان: "إيران تأمل أن تكون هناك وساطات عربية فعالة، خاصة من الإمارات وقطر وسلطنة عمان، نظرًا للعلاقات التاريخية والمصالح المشتركة بين هذه الدول".

وأضاف أن إيران تبدي اهتمامًا بتفعيل هذه الوساطات، إذ تعتبرها فرصة لتعزيز التعاون مع جيرانها في الخليج بما يصب في مصلحة الأمن والاستقرار الإقليمي.

تحديات أمام أي تقارب محتمل

في ضوء هذا التحليل، يبدو أن إيران لن تتراجع عن موقفها الرافض للمفاوضات تحت ضغوط أميركية. إن المفاوضات مع إيران، إذا تمت، ستكون مشروطة بضمانات واضحة من قبل واشنطن في ما يخص رفع العقوبات والاعتراف بحق إيران في الحفاظ على سيادتها وبرنامجها النووي السلمي. ومع ذلك، تبقى الوساطات الخليجية محط أمل في أن تساهم في تيسير الحوار بين طهران وواشنطن.

إذا ما استمرت الضغوط الأميركية ورفضت إيران التفاوض على أساس الشروط المفروضة، فإن المعادلة الإقليمية ستظل على حالها. في المقابل، أي تطور إيجابي في هذه القضية قد يكون له انعكاسات كبيرة على مستقبل العلاقات الإيرانية الأمريكية، وعلى استقرار المنطقة ككل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق