يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استعداداته للبقاء طويل الأمد داخل الأراضي السورية، حيث حدد “مناطق أمنية” موسعة ومنع انتشار القوات العسكرية السورية فيها، وفقًا لما أوردته صحيفة “هآرتس” مساء الثلاثاء.
ووفقًا للتقرير، أصدرت القيادة السياسية الإسرائيلية توجيهات صارمة تمنع أي تموضع عسكري للقوات السورية حتى عمق 65 كيلومترًا من الحدود، مع العمل على إنشاء مواقع عسكرية إضافية داخل المنطقة العازلة.
وأكدت الصحيفة أن “إسرائيل” تفرض سيطرة فعلية على منطقة تمتد من السياج الحدودي حتى عمق 5 كيلومترات شرقًا داخل سوريا، حيث تنتشر ثلاث فرق عسكرية لمنع أي محاولات “تسلل”، مع فرض حظر دخول المدنيين السوريين إليها، باستثناء السكان المحليين. كما تم تصنيف المنطقة الممتدة حتى 15 كيلومترًا من الحدود كـ”منطقة أمنية”، يُمنع على القوات السورية دخولها.
وأشارت “هآرتس” إلى أن الجيش الإسرائيلي لن يسمح لسوريا بنقل أي أسلحة بعيدة المدى، مثل قاذفات الصواريخ أو أنظمة الأسلحة المتقدمة، إلى المنطقة الممتدة حتى 65 كيلومترًا من الحدود، والتي تصل إلى الطريق الرابط بين دمشق والسويداء.
وفي هذا السياق، صرّح رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بأن تل أبيب “لن تسمح لقوات السلطات الجديدة في سوريا بالتحرك جنوب دمشق”، مؤكدًا أن المنطقة ستكون منزوعة السلاح. كما يعتزم جيش الاحتلال السماح للقوات الشرطية السورية فقط بالدخول إلى المناطق التي تبعد أكثر من 15 كيلومترًا عن الحدود مع الجولان السوري المحتل.
كما ذكرت “هآرتس” أن الجيش الإسرائيلي قرر إنشاء وحدة تنسيق وارتباط تابعة لمنسق أعمال الحكومة في المناطق المحتلة، بهدف إقامة علاقات مع سكان القرى الدرزية السورية القريبة من الحدود. وبدءًا من 16 مارس الجاري، ستسمح الحكومة الإسرائيلية بدخول سكان هذه القرى للعمل في الجولان السوري المحتل، مع منح المئات منهم تصاريح للعمل في قطاعي البناء والزراعة.
كاتس: سنبقى في سوريا إلى أجل غير مسمى
خلال جولة ميدانية في المواقع التي يسيطر عليها الاحتلال في المنطقة العازلة وقمة جبل الشيخ السوري، أعلن وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن الجيش سيظل متمركزًا في سوريا لفترة غير محددة. كما وجّه تهديدات مباشرة للرئيس السوري المعين من قبل الإدارة العسكرية، أحمد الشرع، مؤكدًا أن إسرائيل “ستراقبه من مرتفعات جبل الشيخ وستواصل السيطرة على المناطق الأمنية لحماية سكان الجولان والجليل”.
وشدد كاتس على أن إسرائيل ستواصل تعزيز علاقاتها مع الدروز في المنطقة، مشيرًا إلى أنهم “سيبدأون العمل في مستوطنات الجولان المحتل في 16 مارس الجاري”. كما أكد أن الجيش الإسرائيلي نفذ، ليلة الإثنين – الثلاثاء، هجمات واسعة استهدفت أكثر من 40 موقعًا عسكريًا جنوب سوريا، في إطار “السياسة الإسرائيلية المعلنة لإحباط التهديدات”.
مخطط إسرائيلي لإرساء واقع جديد جنوب سوريا
وفي السياق، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى تشكيل واقع جديد في المناطق التي تحتلها جنوب سوريا، عبر إنشاء “منظومة دفاعية” تمتد عبر ثلاث مناطق جغرافية.
– المنطقة الأولى: تشمل “المنطقة العازلة”، والتي تمتد من قمة جبل الشيخ حتى مثلث الحدود بين سوريا والأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة عند بحيرة طبريا، حيث تحتفظ إسرائيل بوجود عسكري دائم هناك.
– المنطقة الثانية: تُعرف بـ”منطقة الأمن”، حيث يتوغل الجيش الإسرائيلي بشكل متكرر بحجة “الضرورات العملياتية”، لكنها تمنح إسرائيل قدرة على المراقبة بعيدة المدى والسيطرة العسكرية.
– أما المنطقة الثالثة: فتُسمى “منطقة التأثير”، وتمتد حتى الطريق الرابط بين دمشق والسويداء، بعرض 65 كيلومترًا. ووفقًا للصحيفة، ترى تل أبيب أن هذه المنطقة أصبحت “حكمًا ذاتيًا” خلال الحرب السورية، وتسعى للحفاظ على هذا الوضع حتى بعد استقرار سوريا.
ضغوط إسرائيلية على واشنطن
وأفادت الصحيفة بأن حكومة الاحتلال تجري محادثات دائمة مع روسيا، التي تبدي قلقًا إزاء المواجهات في قرى الساحل السوري قرب قواعدها العسكرية. كما لا تخفي رغبتها في أن تتحول سوريا إلى فدرالية، ما يعني تقسيم البلاد، وهو ما ناقشه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نتنياهو سابقًا.
ورغم أن ترامب أبدى دعمه لهذه الرؤية خلال ولايته الأولى، فإن تل أبيب قلقة من خططه لسحب القوات الأميركية من سوريا، وتسعى لإقناعه بالإبقاء عليها حتى “استقرار الوضع”، لمنع تركيا من التوغل في مناطق الأكراد شرق الفرات.
المصدر: مواقع
0 تعليق