نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق : شراكات العالم الجديد, اليوم الأحد 2 مارس 2025 12:55 صباحاً
نشر في الشروق يوم 01 - 03 - 2025
يبدو أنّ الأذرع السياسية و الإعلامية بدأت تنشط نشاطا حثيثا مأمورة من النائب الصهيوني المتطرف في الكونغرس الأمريكي جو ويلسون، لضرب علاقات تونس الدولية مع الشركاء الاقتصاديين الدوليين التقليديين أو الشركاء الجدد الذين ترغب تونس في تعميق علاقاتها الاقتصادية معهم من خلال اتفاقيات استثمارية ضخمة قادرة على تغيير الواقع التونسي جذريا وتعطي الفرصة لمستقبل سيكون افضل مهما نعق جو ويلسون وجماعته.
البيانات السياسية الأخيرة، والهجمة الإعلامية على التقارب التونسي الصيني بلغت بالبعض إلى حد تهديد الجيش التونسي بعقوبات محتملة ودعته إلى التحرك "للحفاظ على مصالحه". وهذه الدعوات تكشف عمق الارتباط بين نخبة سياسية تونسية أغلبها وافدة، وبين الأطراف التي تدفعهم للتحرك في كل مرة من أجل النيل من استقرار تونس. و إن كنا لا نناقش التبعات القانونية لمثل هذه الدعوات، فإننا نناقش هذه الأطراف التي لا تريد لتونس أن تنوّع شراكتها، عن موقفها أو تقييمها تقييما علميا للشراكة مع الشركاء التقليديين، فما الذي ربحته تونس اقتصاديا وماليا من شراكة قامت على نهب موارد بلادنا و إثقال كاهل الدولة بالقروض و المديونية، فضلا عن تثبيت وضع الدولة التابعة في كل قراراتها. ولنكن واضحين فإنّ الشراكة مع الولايات المتحدة، ظلت منذ الاستقلال إلى حد الآن شراكة سياسية اكثر منها شراكة اقتصادية و الدليل غياب استثمارات أمريكية ضخمة في بلادنا، يمكن عدّها محركات قوية للاقتصاد الوطني واي اضرار بها يمكن فعلا أن ينهار بمقتضاه اقتصادنا. وهل خرج اقتصادنا من نظرية التبعية التي تكاد تكون شاملة للشركاء التقليديين؟ و ما ضرّ هؤلاء أن تنوع تونس شراكاتها مع كل الأطراف الدولية، التي يمكننا أن نستفيد منها على قاعدة الإنصاف والعدالة؟
لعلنا اليوم بتنا نتحدث عن أيتام ويلسون، في مقابل تلك النعوت التي كان يطلقها أنصار الربيع العبري على خصومهم فينادونهم بأيتام فرنسا. ولكننا لن نقف عند هذا المستوى، إذا كان الخبراء في الاقتصاد يقولون إن تونس لن تخرج من أزمتها إلا بتجديد شركائها و تنويعهم إلى اكبر قاعدة ممكنة، فهل نترك آراء الخبراء ونتّبع هواة السياسة المؤتمرين بأوامر ويلسون.
نحن نرى أن حدث السابع من أكتوبر- على جروحه الدامية- قد جعل العالم يعيش صدمة حضارية و أخلاقية لا مثيل لها، فانهارت صورة تلك القوى التي تدعي الانسانية، وانهارت معها صورة الغرب المتقدّم، وفي المقابل صعدت قوى أكثر عدلا وإنسانية وازدهارا و هي أيضا أكثر ثراء و تقدما علميا، وهذه القوى لا ضير في التعامل معها شاء ويلسون أم أبى.
كمال بالهادي
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
أخبار متعلقة :