اليوم الجديد

بين الاهانات اللفظية والدعوات للاستسلام... اميركا تظهر وجهها الحقيقي

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بين الاهانات اللفظية والدعوات للاستسلام... اميركا تظهر وجهها الحقيقي, اليوم الأربعاء 27 أغسطس 2025 05:25 صباحاً

لم يعد هناك من حاجة لدى الولايات المتحدة الأميركيّة لاعتماد وجهين، فقررت، على غرار ​سياسة​ رئيسها الحالي ​دونالد ترامب​ نزع القفازات والتخاطب مع ال​لبنان​يين بما يخطر على بالها، حتى ولو كان يصل الى حد الوقاحة. فبينما كان المبعوث الأميركي توماس براك يتحدث منذ فترة عن لبنان وكأنه مواطن لبناني يحنّ الى وطنه، مبتعداً عما كانت تقوله المبعوثة مورغان اورتاغوس بوقاحتها المعهودة، كشف عن وجهه الحقيقي في زيارته الأخيرة التي توجه فيها الى الصحافيين بتعبير نابٍ يبعد عن الدبلوماسية كبعدها عن ترامب ومسؤوليه، محذراً إياهم من عدم التصرف بشكل "حيواني"، (وهنا كان على الصحافيين انفسهم اما ان يعترضوا على هذه الكلمة ويواجهونه برأيهم الصريح، واما ان يغادروا كتعبير عن رفضهم الإهانة، الا انهم اختاروا البقاء والابتسامة والتناغم مع براك واورتاغوس التي لم تكن اكثر تهذيباً من براك حين غادرت المؤتمر الصحافي بعد ان اجابت لثوان قليلة على سؤال واحد). ولم يكن قطار الاهانات قد بدأ من هنا، بل افتتحه السيناتور الجمهوري ليندساي ​غراهام​ الذي نسي على ما يبدو انه عضو في الكونغرس الأميركي واعتبر نفسه وزيراً في حكومة بنيامين نتنياهو وقال عن اللبنانيين ما لم يقله "مالك في الخمر"، داعياً إياهم الى ال​استسلام​ ل​إسرائيل​ والا...

اما بعد، وبعيداً عن الاهانات والكلام الوقح، أظهرت اميركا ان لها هدف واحد: ارغام لبنان على ال​تطبيع​ او توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل فقط لا غير. من هذا المنطلق فسّرت مصادر متابعة تواجد الوفد الأميركي المتنوع في لبنان، وعرض ما ينتظر لبنان اذا ما استسلم للشروط الإسرائيلية بغطاء أميركي، وهي تسليم سلاح ​حزب الله​ وعدم اعتبار الإسرائيلي عدواً، والاغرب وفق المصادر ان غراهام تحدث بالانابة عن السعودية حين قال انها لن تأتي الى لبنان اذا لم يتم سحب سلاح الحزب.

واعتبرت المصادر ان الاغراء بتوقيع ​اتفاق دفاع​ مشترك بين لبنان و​أميركا​ وإقامة منطقة اقتصادية في الجنوب، واغداق الوعود بالدعم العسكري والاقتصادي، ما هي الا للحصول على اعتراف لبناني بوجوب الاستسلام لهذه المطالب، والا فسيكون البديل اللغة الحيوانيّة واطلاق يد إسرائيل للقيام بما تريد من تدمير وقصف.

تعترف المصادر انّ هزيمة حزب الله العسكرية كانت السبب في وصول لبنان الى هذا الوضع، بعد ان كان يؤمّن الى حد ما "توازن رعب" لم تفرضه أي دولة على إسرائيل سابقاً، وان لبنان ذاهب الى التطبيع او التوقيع عاجلاً ام آجلاً ولا يمكنه الرفض لاسباب سياسية لانه سيكون البلد الوحيد الذي لم يوقع، وامنية بعد ان تنهال عليه إسرائيل بالضربات والقصف من دون القدرة على اعتراضها او ارغامها على التوقف.

وسخرت المصادر من كلام غراهام الذي قال ان واشنطن ترغب في الاستثمار في الدفاع عن التنوع الديني في المنطقة، وان اتفاق الدفاع المشترك مع لبنان يخدم هذا الهدف، وسألت: هل هو السيناتور نفسه الذي يدافع عن إسرائيل وبنيامين نتنياهو الذي اعلن رغبته الواضحة والصريحة في اقامة دولة يهودية فيما اعتبر افظع خرق وتشويه للتنوع الديني؟ وهل ستقصف اميركا إسرائيل عندما تنتهك سيادة لبنان مراراً وتكراراً؟ ومن ستفضّل بين طرفين وقّعت معهما مثل هذا الاتفاق أيّ إسرائيل ولبنان، هل من يصدق انها ستعطي الأفضلية للبنان؟!.

وتابعت المصادر: هناك كلام كثير يقال في مواقف الوفد الأميركي التي اطلقت، ولكنها كلها تصب في خانة واحدة: على لبنان ان يقتنع بأنه مهزوم ولا يمكنه المقاومة، وان نزع السلاح امر لا مفرّ منه، ويجب القيام به عاجلاً وليس آجلاً، اما مسألة "الخطوة مقابل خطوة" فتبيّن انها بالكلام فقط. وأوضحت المصادر ان هذا الامر لا يعني انه يجب على لبنان ان يحمل السلاح ويحارب إسرائيل والعالم اجمع، لانه حاول ودفع ثمناً باهظاً جداً لقاء هذا الامر، بل اقصى ما يمكن القيام به هو المعارضة المعنوية لتسجيل موقف تاريخي رافض للاستسلام، فيما يجب عليه في الواقع السير على درب تم رسمها وتعبيدها مسبقاً، من دون حدود على جانبيها، ما يعني ان الخروج عنها سيعني نهايته الحتمية.

قالتها اميركا بالفم الملآن، وما على لبنان الا الامتثال، ولن تنفع "اليونيفيل" ولا الأمم المتحدة، ولا حتى ايران في ابعاد الكأس عن لبنان، الذي سينعم بفترة من الراحة والاستقرار لقاء سلب قدرته على اتخاذ القرارات، ويدخل بالتالي مرحلة جديدة من تاريخه.

أخبار متعلقة :