تفقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العاصمة الأمريكية، بعد نشر المئات من عناصر الشرطة والحرس الوطني لمكافحة الجريمة، ووعد بأن مدينة شيكاغو ستكون التالية، فيما منعت قاضية فدرالية إدارة ترامب وحكومة فلوريدا من نقل مهاجرين جدد إلى مركز الاحتجاز المعروف باسم «ألكاتراز التماسيح»، فيما داهم مكتب التحقيقات الفدرالي منزل جون بولتون مستشار الأمن القومي السابق الذي أصبح من أشد منتقدي الرئيس.
في واشنطن، حيث زار ترامب إلى منشأة للشرطة في حي أناكوستيا وأكد أن القوات المنتشرة «ستبقى هنا لفترة من الوقت»، مشيراً أن الحملة الفدرالية لمكافحة الجريمة ستمتد إلى شيكاغو ونيويورك، بعد حشد المئات من عناصر الحرس الوطني والشرطة المحلية والفدرالية بالعاصمة، مشدداً على أهمية استعادة العاصمة الأمريكية وتهيئتها لتصبح نموذجاً مثالياً للأمن والنظام.
وقال ترامب أمام القوات: «سنجعلها آمنة، ثم سننتقل إلى أماكن أخرى، لكننا سنبقى هنا لفترة من الوقت. نريد أن نجعل هذا مثالياً تماماً».
وأضاف مازحاً خلال زيارته للمنشأة: «من الأشياء التي سنعيد تصميمها هي حدائقكم. أنا بارع جداً في العشب، لأن لدي العديد من ملاعب الغولف في كل مكان. أعرف عن العشب أكثر من أي إنسان آخر».
رغم تصريحات ترامب، شهدت المدينة احتجاجات وصدرت انتقادات من بعض السكان وقيادات محلية، خاصة بعد أن أظهرت الإحصاءات انخفاضاً ملموساً في معدل الجرائم العنيفة بين عامَي 2023 و2024.
وهدد ترامب بالسيطرة الفدرالية الكاملة على إدارة شرطة واشنطن إذا استمرت المدينة في «إعطاء أرقام خاطئة وغير دقيقة عن نسبة الجريمة»، مؤكّداً عبر شبكته الاجتماعية «تروث سوشال» أن العاصمة «أصبحت آمنة مجدداً».
وفي فلوريدا، تدخل القضاء لمنع إدارة ترامب من نقل أي مهاجرين جدد إلى مركز الاحتجاز المعروف باسم «ألكاتراز التماسيح»، وأمرت القاضية بتفكيك جزء كبير من المنشأة، ما يعني إغلاقه فعلياً.
ويضم المركز، الذي شُيد خلال ثمانية أيام فقط في يونيو، أسرّة بطبقتين وأقفاصاً من الأسلاك وخياماً كبيرة، ويقع في منطقة إيفرغليدز الرطبة، موطن عدد كبير من التماسيح.
وأطلق البيت الأبيض على المنشأة هذا الاسم نسبة إلى سجن «كاتراز» الشهير في خليج سان فرانسيسكو، وتوعد ترامب بترحيل ملايين المهاجرين غير المسجلين، متباهياً بالظروف الصعبة داخل المركز.
وقال محتجزون إنهم يعانون نقصاً في الرعاية الطبية وسوء المعاملة، واصفين الوضع بأنه «أشبه بالتعذيب».
وأكدت القاضية ضرورة إزالة كل السياجات المؤقتة وشبكات الإنارة والمولدات وأنظمة معالجة النفايات خلال 60 يوماً، وحظرت إدخال أي مهاجر جديد إلى الموقع.
على صعيد آخر، داهم مكتب التحقيقات الفدرالي «إف بي آي» منزل جون بولتون، أمس الجمعة، المستشار السابق للأمن القومي في ولاية ترامب الأولى والذي أصبح منذ مغادرته البيت الأبيض أحد أشد منتقديه. ولم يكشف مكتب التحقيقات عن سبب المداهمة، لكن مدير الشرطة الفدرالية كاش باتيل أكد أن «أحداً ليس فوق القانون» وأن العناصر كانوا في مهمة رسمية.
يذكر أن بولتون، البالغ من العمر 76 عاماً، كان معروفاً دولياً منذ ولاية الرئيس جورج بوش، وعارض سياسات ترامب بعد مغادرته البيت الأبيض، منتقداً من بينها القمة التي جمعت ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا.
وقد سبق أن اتهم ترامب بولتون بالكشف عن «معلومات حساسة» خلال فترة عمله، وسحب منه حماية جهاز الخدمة السرية ومنعه من الاطلاع على المعطيات الأمنية والاستخباراتية. (وكالات)
أخبار متعلقة :