اليوم الجديد

«إيرين» يضرب الساحل الشرقي الأمريكي بسرعة 169 كم بالساعة

ضرب إعصار قوي السواحل الشرقية للولايات المتحدة، بينما اجتاحت حرائق هائلة مساحات واسعة في الاتحاد الأوروبي، محققة أرقاماً قياسية منذ عقدين. في وقت تحذر فيه السلطات العلمية من تأثير تغيّر المناخ على اشتداد العواصف وحرائق الغابات، وهو ما يزيد من خطر الكوارث الطبيعية على السكان والبنى التحتية.

وتعرضت سواحل ولايتي كارولاينا الشمالية وفيرجينيا أمس الخميس إلى فيضانات مع اقتراب الإعصار إيرين، المصحوب برياح سرعتها 169 كيلومتراً في الساعة، وفق بيانات المركز الوطني للأعاصير.

وأدت الأمواج العاتية للمحيط الأطلسي إلى غمر الطريق «12»، الذي يربط مجموعة من الجزر بالبر، ما حال دون عبور بعض أجزائه.

وشهدت منطقة وسط-الأطلسي ذروة تأثير الإعصار قبل وصوله اليابسة، وحذر المركز المواطنين من السباحة في معظم الشواطئ بسبب التيارات القوية والأمواج الخطرة.

وصنّف المركز الإعصار إيرين في الفئة الثانية أمس الخميس، مع توقعات بتراجع شدته تدريجياً أثناء تقدمه شمال شرق نحو البحر خلال اليومين المقبلين.

ويعد إيرين أول إعصار في موسم الأعاصير بشمال الأطلسي لهذا العام، وقد اشتد بسرعة خلال ما يزيد قليلاً على يوم واحد ليبلغ أقصى قوته، قبل أن يبدأ في التراجع واتساع دائرة تأثيره. وحذر العلماء من أن ظاهرة تغيّر المناخ، عبر تسخين مياه البحار، تزيد احتمالية اشتداد هذه العواصف بسرعة أكبر، ما يرفع من خطر حدوث فيضانات وأضرار أكبر على السواحل.

في الوقت نفسه، سجلت حرائق الغابات في الاتحاد الأوروبي أرقاماً قياسية هذا العام، إذ أتت على أكثر من مليون هكتار من الأراضي، وهو أعلى مستوى منذ بدء الإحصاءات عام 2006، وفق بيانات النظام الأوروبي للمعلومات المرتبطة بحرائق الغابات. وأظهرت الأرقام أن إسبانيا كانت الأكثر تضرراً بحرق أكثر من 400 ألف هكتار، ما يمثل نحو 40% من إجمالي الأراضي المتضررة في الاتحاد الأوروبي.

وتعد البرتغال ثاني أكثر الدول تضرراً، مع إحراق نحو 274 ألف هكتار حتى 21 آب/أغسطس، وهو رقم قياسي لم يسبق له مثيل في البلاد.

كما تأثرت رومانيا بحرق 126 ألف هكتار، بينما احترقت مساحات تمتد على 35600 هكتار في فرنسا، معظمها في منطقة أود التي دمرها حريق هائل مطلع الشهر الحالي. وشهدت أربع دول هي إسبانيا وقبرص وألمانيا وسلوفاكيا أسوأ أعوامها في عقدين، وفق البيانات المتوفرة، بينما تواصل فرق الإطفاء في إسبانيا والبرتغال جهود مكافحة الحرائق للسيطرة على النيران وإنقاذ السكان والممتلكات.

وتستند هذه الحسابات إلى الحرائق التي أتت على مساحات تزيد على 30 هكتاراً، وفق المعايير الأوروبية.

يأتي هذا التصاعد في الكوارث الطبيعية في وقت حذرت فيه السلطات العلمية من أن الاحترار العالمي يؤدي إلى اشتداد الأعاصير وتسريع انتشار الحرائق، ما يجعل السيطرة على هذه الظواهر أكثر صعوبة ويزيد من تهديد سلامة السكان والممتلكات. كما تعكس هذه الأحداث الحاجة الملحة لتعزيز خطط الطوارئ والاستعداد لمواجهة الظواهر المناخية الشديدة في مناطق عدة حول العالم. 

أخبار متعلقة :