اليوم الجديد

خبير استراتيجي: وحدة المؤسسة العسكرية شرط لاستعادة السيادة الليبية

اللواء المصري السابق نصر سالم: الانقسامات الداخلية والتدخلات الخارجية تعقّد الأزمة الليبية

ليبيا – أجرت صحيفة “الأيام نيوز” الجزائرية مقابلة مع أستاذ العلوم الاستراتيجية اللواء السابق في الجيش المصري نصر سالم، تطرقت إلى أبرز تعقيدات المشهد الليبي، وما يواجهه من تحديات أمنية وسيادية بفعل الانقسام الداخلي والتدخلات الإقليمية والدولية.

اللواء دكتور نصر سالم أستاذ العلوم الاستراتيجية

الانقسام السياسي وأثره على السيادة الأمنية
قال سالم إن الانقسام بين سلطات الشرق والغرب منذ 2011 أربك سلسلة القيادة وأضعف القرار الأمني، الأمر الذي أتاح للقوى الخارجية، مثل تركيا، فرصًا للتدخل، معتبرًا أن توحيد الأجنحة شرط أساسي لاستعادة السيادة على كامل التراب الليبي.

دور التدخلات الخارجية في تفتيت الجيش
أوضح أن الدعم الخارجي للفصائل المتقابلة رسّخ الانقسام، مؤكدًا أن الحل يكمن في حوار ليبي خالص يضع ترتيبات تنهي ازدواجية السلاح والقرار وتعيد وحدة المؤسسة العسكرية.

خطورة السلاح والمقاتلين الأجانب
اعتبر أن تدفق السلاح والمقاتلين الأجانب يبقي الاقتتال مفتوحًا ويخدم أجندات خارجية، كما يهيئ بيئة رخوة لنشاط تنظيمات عابرة للحدود مثل “بوكو حرام”، ما يهدد استقرار الجنوب والمناطق الحدودية.

الحدود الصحراوية والتقنيات الحديثة
أكد سالم أن مراقبة الحدود الطويلة والوعرة تحتاج إلى تمويل وتدريب مستمرين، مشيرًا إلى أن التقنيات مثل الرادارات والطائرات المسيّرة ضرورية لكنها غير كافية، داعيًا إلى تنسيق عملي مع دول الجوار وخطط انتشار مشتركة.

شبكات التهريب وتمويل الجماعات المسلحة
قال إن شبكات التهريب تستفيد من بيع النفط خارج الأطر الرسمية وتهريب السلاح والبشر، مشددًا على ضرورة ضرب سلاسل الإمداد والأسواق السوداء وتشديد الرقابة المالية وتجريم الوسطاء لإضعاف موارد الجماعات المسلحة.

الممرات الاستراتيجية للتدخل الخارجي
لفت إلى وجود ممرات صحراوية عديدة تستغلها أطراف خارجية لدعم فصائل داخل ليبيا، مبينًا أن مواجهتها تتطلب مراقبة جوية، نقاط تفتيش متحركة، ووحدات حدودية مشتركة مع ربط استخباري محكم.

أثر الانقسامات على التنسيق الأمني
أوضح أن الانقسام السياسي أدى إلى تضارب مصالح وتبعثر القرار الأمني، ما قلل من التنسيق العملياتي والاستخباري وفاقم التفكك الأمني بدل التقارب.

الدور الدولي في بناء المؤسسات الأمنية
أكد سالم أن أي دور خارجي يظل محدودًا ما لم تتوافر إرادة سياسية ليبية، مشيرًا إلى أن الوصفات الجاهزة منذ 2011 لم تثبت فعاليتها، وأن الدعم الدولي ينبغي أن يقتصر على الجانب التقني غير المسيس إذا تحقق توافق داخلي.

الانتخابات المقبلة: فرصة أم تهديد؟
رأى اللواء المصري السابق أن الانتخابات قد تكون فرصة لتقريب الفرقاء إذا أُجريت على أساس دستوري متفق عليه وبإشراف مهني محايد من داخل ليبيا، محذرًا من أن غياب التوافق الدستوري سيجعلها عامل توتر إضافي.

المرصد – متابعات

 

أخبار متعلقة :