شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، على وجوب عدم «مكافأة» روسيا على الحرب بلاده، طالباً ضمانات أمنية موثوقة لبلاده، قبل ساعات من بدء محادثات حاسمة مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، ينضم لها العديد من القادة الأوروبيين.
عدم مكافأة روسيا
وقال زيلينسكي على الشبكات الاجتماعية: إن «بوتين سيرتكب عمليات قتل استعراضية لإبقاء الضغط على أوكرانيا وأوروبا وإحباط الجهود الدبلوماسية»، مضيفاً: «لهذا السبب تحديداً، نطلب المساعدة لوضع حدّ لعمليات القتل. ولهذا السبب، لا بدّ من ضمانات أمنية موثوقة؛ لذلك لا ينبغي مكافأة روسيا على مشاركتها في هذه الحرب. يجب إنهاء الحرب. وموسكو يجب أن تسمع كلمة توقفوا».
وأكد زيلينسكي في منشور عند وصوله إلى واشنطن: «جميعنا نتشارك رغبة قوية بإنهاء هذه الحرب بسرعة، وعلى نحو موثوق»، مضيفاً أنه يجب أن يكون «السلام مستديماً»، خلافاً للضمانات التي أعطيت لكييف بعد سقوط الاتحاد السوفييتي والاتفاقات الموقعة مع موسكو بعد ضمها شبه جزيرة القرم، واندلاع حرب في شرق أوكرانيا.
وكتب على مواقع التواصل: «على روسيا أن تضع حداً لهذه الحرب التي باشرتها بنفسها، وآمل أن ترغم قوتنا المتكاتفة مع أمريكا وأصدقائنا الأوروبيين روسيا على إحلال سلام حقيقي»، معرباً عن «امتنانه للدعوة» إلى البيت الأبيض.
ويحضر زيلينسكي محاطاً بقادة أوروبيين، الاثنين، إلى البيت الأبيض لعقد لقاء مع ترامب الذي استبقه بإعلانه أنه من غير الوارد لكييف أن تستعيد شبه جزيرة القرم أو أن تنضم إلى الحلف الأطلسي.
وسيكون اللقاء الذي سبقته ضربات روسية جديدة على أوكرانيا، الأول من نوعه منذ بدء الحرب في فبراير/شباط 2022، وسيتم خلاله بحث سبل وضع حد لأعنف نزاع تشهده أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ولاسيما مطالبة روسيا بتخلي كييف عن مناطق لها وتوفير ضمانات أمنية لأوكرانيا.
وحذر ترامب على منصته «تروث سوشال»، ليل الأحد، بأن «لا استعادة للقرم» التي احتلتها روسيا وضمتها في 2014 و«لا انضمام لأوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي»، مضيفاً أن بإمكان زيلينسكي «إنهاء الحرب مع روسيا على الفور تقريباً، في حال أراد ذلك، أو يمكنه مواصلة القتال».
ويرافق زيلينسكي إلى واشنطن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والأمين العام للحلف الأطلسي مارك روته.
ودعت الصين الاثنين «للتوصل إلى اتفاق سلام عادل ودائم وملزم ومقبول بالنسبة لجميع الأطراف في أقرب وقت ممكن».
- التنازل عن مناطق
ويعقد ترامب خلوة مع زيلينسكي اعتباراً من الساعة 13,00، قبل أن ينضم القادة الأوروبيون إليهما لاحقاً.
وشهدت آخر زيارة لزيلينسكي إلى البيت الأبيض في 28 شباط/فبراير الماضي، لقاء عاصفاً قام خلاله ترامب ونائبه جاي دي فانس بتوبيخه أمام الصحفيين، في مشهد أثار صدمة في العالم، ولاسيما بين الحلفاء الأوروبيين.
وإن كان الملياردير الجمهوري أبدى في الآونة الأخيرة مؤشرات استياء حيال بوتين، إلا أنه استقبله بتشريفات كبيرة الجمعة في ألاسكا، لعقد قمتهما، وطالب كييف بتنازلات تطرحها موسكو، ويرفضها زيلينسكي إلى الآن.
وإلى مسألة القرم، أوضح مصدر مطلع على المحادثات الهاتفية التي جرت بين ترامب وقادة أوروبيين أن الرئيس الأمريكي، يؤيد مطلب موسكو بتخلي كييف بالكامل عن منطقتي دونيتسك ولوغانسك في شرق البلاد، وبتجميد الجبهة في منطقتي خيرسون وزابوريجيا في الجنوب.
وبعد أشهر من بدء الحرب في أوكرانيا، أعلنت روسيا في سبتمبر/أيلول 2022 ضم هذه المناطق الأربع الأوكرانية، ولو أن قواتها لا تسيطر عليها بالكامل حتى الآن. لكن زيلينسكي يرفض التنازل عن أي أراضٍ، مؤكداً أن دستور بلاده يحول دون ذلك.
وأكد المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، الأحد، أن روسيا قدمت «تنازلات» بشأن المناطق الخمس، مشيراً إلى «نقاش هام حول دونيتسك» التي تشكل أولوية عسكرية للكرملين.
- ضمانات أمنية
وستكون مسألة تقديم ضمانات أمنية لكييف لقاء تسوية، محورية في المحادثات الاثنين. وكان ترامب ذكر عند عودته من ألاسكا إمكانية تقديم ضمانات مستوحاة من معاهدة حلف شمال الأطلسي، ولكن من دون منح أوكرانيا عضوية في الحلف، وهو أمر تعتبره موسكو تهديداً وجودياً.
وقال ماكرون، إن الأوروبيين سيسألون ترامب «إلى أي مدى» يمكن أن ينضم إلى الضمانات الأمنية.
وأشار ترامب إلى احتمال عقد قمة ثلاثية مع بوتين وزيلينسكي، إذا «سارت الأمور على ما يرام» خلال استقباله الرئيس الأوكراني.
وفي حال فشل المفاوضات، حذر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، بأن واشنطن قد تفرض «عقوبات جديدة» على موسكو التي تتهمها كييف وحلفاؤها بالمماطلة وطرح مطالب قصوى.
وعلق مستشار زيلينسكي أندريه يرماك: إن «وقف إطلاق النار ضروري، لأن روسيا ستواصل القيام بكل ما أمكن لترهيب شعبنا».
وشنت روسيا الاثنين هجمات على خاركيف، ما أدى إلى سقوط خمسة قتلى و18 جريحاً على الأقل، بحسب السلطات الأوكرانية. كما استهدف هجوم خلال الليل منطقة سومي القريبة أيضاً من الحدود الروسية.
أخبار متعلقة :