انتقد وزير العدل اللبناني عادل نصار وعدد من البرلمانيين، الجمعة، خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم الذي رفض فيه تسليم السلاح، وحذروا من اندلاع حرب أهلية في البلاد.
وفي وقت سابق الجمعة، قال قاسم في كلمة بثتها قناة المنار، إن "المقاومة لن تسلم سلاحها طالما الاحتلال (الإسرائيلي) قائم، وسنخوض معركة كربلائية إذا لزم الأمر بمواجهة المشروع الإسرائيلي الأمريكي مهما كلفنا ذلك".
وأضاف في كلمته بمناسبة إحياء "أربعينية الإمام الحسين" في مدينة بعلبك (شرق): "الحكومة اللبنانية تتحمل كامل المسؤولية عن أي فتنة داخلية وعن تخليها عن واجبها في الدفاع عن أرض البلاد"، وفق تعبيره.
** تهديد بحرب أهلية
وتعقيبا على ذلك، قال وزير العدل نصار في بيان، إن "تهديد البعض بتدمير لبنان دفاعا عن سلاحه يضع حدا لمقولة إن السلاح هو للدفاع عن لبنان".
بدوره، رد النائب أشرف ريفي (سني مستقل) على قاسم بالقول: "نحذر حزب الله من تكرار التهديد بالحرب الأهلية".
وأضاف ريفي في بيان، أن "حزب الشيخ نعيم قاسم أورث لبنان الاحتلال والكارثة الإنسانية والاقتصادية، وهو اليوم بعد الهزيمة يهدد الدولة واللبنانيين ويدّعي المظلومية، ويخون أغلبية اللبنانيين"، وفق تعبيراته.
من جهته، اعتبر النائب إلياس حنكش (مسيحي من كتلة حزب الكتائب) في بيان، أن "نعيم قاسم يهدد في كلامه حياة الشعب والشرعية اللبنانية والبلد بكامله".
أما النائب وضاح الصادق (سني مستقل)، فقال في بيان، إن "السلم الأهلي ليس موضوع ابتزاز أو شدّ عصب مذهبي، وحياة اللبنانيين ليست بيد حزب أو فريق أو طائفة".
وأضاف: "من الآن فصاعدًا، حياتنا وأمننا ورفاهيتنا وازدهارنا بيد الدولة اللبنانية، والسلم الأهلي إرادة وطنية بحماية الشعب والجيش والدولة".
** "ارحموا لبنان"
في السياق، قال النائب غياث يزبك (مسيحي في كتلة القوات اللبنانية)، إن "الشيخ نعيم قاسم يقاتل إسرائيل بالكلام ويدمر لبنان بالأفعال"، وفق قوله.
وأضاف يزبك في بيان، أن "الحرب الأخيرة أقعدت حزب الله وأخرجته من الخدمة".
وتابع مخاطبا قاسم بالقول: "لا تهددنا يا شيخ، فنحن أساسا في خضم مقتلة عامة، ارحموا لبنان".
وكان قاسم خاطب الحكومة قائلا: "أوقفوا العدوان وأخرجوا إسرائيل من لبنان، ولكم منا كل التسهيلات خلال مناقشة الأمن الوطني والاستراتيجي"، في إشارة إلى قرار الحكومة حصر السلاح بيد الدولة.
وحذر الأمين العام لـ"حزب الله" من أن احتجاجات الشوارع ضد تسليم السلاح "قد تصل إلى السفارة الأمريكية" في بيروت.
وقال بالخصوص: "راودتنا بعض الأفكار بشأن الاعتراض في الشارع، لكن قيادتي حزب الله وحركة أمل (الشيعيتين) اتفقتا على تأجيل ذلك إفساحا للمجال في النقاش قبل أن نصل إلى المواجهة التي لا يريدها أحد".
وأضاف: "حينها تحصل مظاهرات بالشوارع تعم لبنان، تذهب إلى السفارة الأمريكية، لنصرة الحق وإبراز الحضور والوجود".
وفي 5 أغسطس/ آب الجاري، أقر مجلس الوزراء اللبناني حصر السلاح بما فيه سلاح "حزب الله" بيد الدولة، وتكليف الجيش بوضع خطة لإتمام ذلك خلال هذا الشهر وتنفيذها قبل نهاية عام 2025.
فيما حذر عضو البرلمان عن "حزب الله" علي فياض، في مؤتمر صحفي باليوم نفسه، من احتمالية تحويل المشكلة اللبنانية الإسرائيلية إلى لبنانية داخلية، ودعا إلى الاحتياط من هذا السيناريو.
يأتي ذلك بعد أن زار المبعوث الأمريكي توماس باراك لبنان في يوليو/ تموز الماضي، وتسلم ردا من الرئيس جوزاف عون على مقترح واشنطن المتعلق بسلاح "حزب الله" وانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان.
وتركز رد بيروت، حسب بيان للرئاسة اللبنانية حينها، على "الضرورة الملحة لإنقاذ لبنان عبر بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية دون سواها، وحصر السلاح في قبضة القوى المسلحة (الجيش) وحدها، والتأكيد على مرجعية قرار الحرب والسلم لدى المؤسسات الدستورية"، دون الكشف عن كامل مضمون الرد.
وشنت إسرائيل في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح.
وفي 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، بدأ سريان اتفاق لوقف لإطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل، لكن تل أبيب خرقته أكثر من 3 آلاف مرة، ما أسفر عن 281 قتيلا و591 جريحا، وفق بيانات رسمية.
وفي تحد لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ الجيش الإسرائيلي انسحابا جزئيا من جنوب لبنان، بينما يواصل احتلال 5 تلال سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة.
أخبار متعلقة :