نمو مذهل للقطاع غير الربحي في السعودية.. ما هي الأسباب وراء هذا التطور؟

تجربة المملكة في تحفيز الشركات الناشئة وجذب الاستثمارات

أكد وزير الإعلام سلمان الدوسري أن القطاع غير الربحي في المملكة شهد طفرة كبيرة، حيث ارتفع عدد المنظمات غير الربحية بنسبة 252%، ليصل إلى أكثر من 6400 منظمة مع نهاية يوليو 2025. وأوضح الوزير خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد الأربعاء، أن هذا النجاح يأتي ضمن جهود المملكة الرامية إلى تحفيز الشركات الناشئة وجذب الاستثمارات، إذ سجلت السجلات التجارية ارتفاعًا ملحوظًا إلى 1.7 مليون، وهي زيادة بنسبة 13% سنويًا. نتيجة لهذه الجهود، تبوأت المملكة مركز 23 على مستوى العالم في دعم ريادة الأعمال، متقدمة بـ 60 مرتبة عن السنوات الماضية، مع ترشيح خمس شركات سعودية لتصبح مليارية.

نجاح المملكة أيضًا تجلى في استقطاب الشركات العالمية، حيث تمكن برنامج جذب المقرات الإقليمية من استقطاب 616 شركة، متجاوزًا الأهداف الموضوعة لعام 2030. في مجال الصناعة، ارتفع عدد المصانع من 7200 إلى 12500 مصنع خلال هذه الفترة. زيادة الاستثمارات في قطاع الصناعة كانت واضحة، حيث قفزت من 955 مليار ريال إلى 1.2 تريليون ريال، وزادت الصادرات غير النفطية من 178 مليار إلى 607 مليارات، مع نجاح المنتجات السعودية في الوصول لأكثر من 180 دولة. كما ارتفع عدد رخص التعدين إلى 2400، مما قاد المملكة للانتقال من المرتبة 104 إلى 23 في مؤشر جذب الاستثمارات في قطاع التعدين.

إطلاق مشروع “ابتعاث الإعلام” لتطوير الكفاءات الإعلامية

في خطوة جديدة نحو تطوير القطاع الإعلامي، كشف وزير الإعلام عن إطلاق مشروع “ابتعاث الإعلام” بالتعاون مع وزارة التعليم. يهدف هذا البرنامج إلى تأهيل جيل إعلامي جديد من خلال التدريب والابتعاث إلى جامعات وشركات عالمية متخصصة. ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن تفاصيل البرنامج في الجمعة المقبلة. وأشار الدوسري إلى أن هذه الفرصة تتيح للمتخصصين في الإعلام استكمال الدراسات العليا والارتقاء بمستوى هذا القطاع خلال مرحلة التحول الرقمي التي تشهدها المملكة.

في جانب آخر، صرح وزير التعليم يوسف البنيان بأن تطوير التعليم يمثل أحد الأهداف الرئيسة لرؤية المملكة 2030، مشيرًا إلى اعتماد نظام فصلين دراسيين وتطوير المناهج الدراسية بهدف إدماج الذكاء الاصطناعي وتوسيع نطاق التدريب التقني.

مبادرات تهدف إلى تطوير التعليم وتحقيق الاستدامة

وفي إطار الجهود المتواصلة لتطوير التعليم، تم إعادة هيكلة الإدارات التعليمية إلى 16 إدارة، وإسناد عمليات التشغيل والصيانة لشركة تطوير التعليم. كما تم تنفيذ 75 مشروعًا إنشائيًا وتأهيل أكثر من 1400 مبنى تعليمي. على صعيد آخر، ارتفعت نسبة التحاق الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3-6 سنوات إلى 36%، مع اكتشاف 28000 موهبة جديدة، مما يعكس نجاح الجهود المبذولة في هذا المجال.

أيضًا، قدم المعهد الوطني لتطوير المهني حوالي 520000 فرصة تدريب للمعلمين، مع إطلاق برنامج “فرص” الذي يهدف لتلبية احتياجات التعليم بشكل دقيق. وذكر البنيان أن مبادرة ريادة الجامعات ستعيد تشكيل التعليم الجامعي، مع ابتعاث 3388 طالبًا لأفضل 30 جامعة عالمية، مع توفير أكثر من 500 فرصة استثمارية تعليمية في 63 مدينة بتكلفة متوقعة تصل إلى 50 مليار ريال خلال خمس سنوات.

بفضل كل هذه الجهود، تجاوزت المملكة أهدافها الوطنية في مجال العمل التطوعي، حيث بلغ عدد المتطوعين 1.4 مليون. يتضح من كل هذه المبادرات أن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤيتها الطموحة 2030 وتوفير مستقبل أفضل للأجيال القادمة.