أعلنت روسيا أنها ستقدم مسودة اتفاق سلام مع أوكرانيا، بعد الانتهاء من عملية تبادل الأسرى الجارية والتي تمت المرحلة الثانية منها، أمس السبت، بعد ساعات من هجوم روسي كثيف على كييف، ما اعتبره الرئيس الأوكراني زيلينسكي دليلاً يثبت أن روسيا تعرقل وقف إطلاق النار ودعا حلفاءه الغربيين إلى فرض المزيد من العقوبات على موسكو.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده ستكون مستعدة لتسليم أوكرانيا مسودة وثيقة تحدد شروط موسكو لإبرام اتفاق سلام طويل الأمد بمجرد الانتهاء من عملية تبادل الأسرى الجارية. وأضاف أن موسكو ملتزمة بالعمل على التوصل إلى تسوية سلمية للحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات مع كييف.
كما اتهم أوكرانيا بشن هجمات بمسيّرات على مدى عدة أيام على أهداف روسية، ما أسفر عن سقوط قتلى وتعطيل حركة الملاحة الجوية. وأشار إلى أن دولاً أوروبية شجعت كييف على شن هذه الهجمات لتقويض جهود السلام التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وفي كييف، قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا للصحفيين إن أوكرانيا تنتظر مقترحات روسيا بشأن شكل المحادثات ووقف إطلاق النار ولقاء الرئيس زيلينسكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وإن كييف ستؤيد توسيع نطاق هذا الاجتماع ليشمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وباشرت روسيا وأوكرانيا تبادلاً قياسياً للأسرى ينبغي أن يشمل «ألف أسير» من كل جانب على ثلاثة أيام. وهذا التبادل هو النتيجة الملموسة الوحيدة التي أفضت إليها المباحثات بين الروس والأوكرانيين في إسطنبول في منتصف مايو.
وقال الرئيس الأوكراني على منصة «إكس»: «خلال يومين، أُعيد 697 شخصاً.
ونتوقع أن تستمر عملية التبادل غداً (اليوم الأحد)».
من جانبه، أعلن الجيش الروسي أن جنوده ال307 الذين شملتهم عملية التبادل، السبت، موجودون حالياً في بيلاروسيا المجاورة لأوكرانيا، حيث يتلقون مساعدة طبية ونفسية قبل عودتهم إلى روسيا.
وأصيب ما لا يقل عن 15 شخصاً بجروح في هجوم كثيف شُن بواسطة مسيّرات وصواريخ روسية في كييف صباح السبت.
وأكدت القوات الجوية الأوكرانية، السبت، إسقاط ستة صواريخ و245 مسيّرة هجومية روسية خلال الليلة قبل الماضية، استهدفت خصوصاً العاصمة كييف، وقالت في بيان إن «الدفاعات الجوية أسقطت ستة صواريخ بالستية من طراز اسكندر أم/كاي ان-23 وصدت 245 مسيّرة معادية»، من إجمالي 14 صاروخاً بالستياً و250 مسيّرة. وأكدت أن العاصمة كييف كانت «الهدف الرئيسي» لهذا الهجوم.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنها ضربت خلال الليل قبل الماضي «مؤسسات في المجمع الصناعي العسكري» و«مواقع لأنظمة باتريوت المضادة للطائرات» سلمتها واشنطن إلى أوكرانيا.
وقال زيلينسكي على تيليغرام إن الهجمات الروسية دليل للعالم أجمع على أن روسيا هي العقبة أمام السلام.
وأضاف: «فرض عقوبات إضافية على قطاعات رئيسية في الاقتصاد الروسي هو وحده الذي سيجبر موسكو على الموافقة على وقف إطلاق النار»، مضيفا: «سبب إطالة أمد الحرب يكمن في موسكو».
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، السبت، السيطرة على قريتي ستوبوتشكي وأودراني الأوكرانيتين، في منطقة دونيتسك الشرقية التي ما زالت مركز الاشتباكات. وعلى بعد أكثر من 300 كيلومتر، أعلنت الوزارة، السبت، أيضاً أن قواتها سيطرت على بلدة لوكنيا، في منطقة سومي (شمال شرق)، المتاخمة لروسيا، حيث قالت موسكو إنها تريد إنشاء منطقة عازلة لمنع التوغلات الأوكرانية في أراضيها.
وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إن إرسال «قوات لحفظ السلام» إلى أوكرانيا غير مطروح في بلاده. (وكالات)
أخبار متعلقة :