«سر مثير» البحوث الفلكية يوضح سبب شعور سكان الدلتا بالزلازل المتكررة

تعد الزلازل من الظواهر الطبيعية التي تثير الكثير من التساؤلات حول تأثيراتها واحتمالات وقوعها على نطاق واسع، وقد تحدث الدكتور شريف عبد الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، عن الزلزال الذي وقع صباح اليوم، موضحًا أن مركزه يبعد حوالي 700 كيلومتر عن العاصمة القاهرة و500 كيلومتر عن مرسى مطروح، الأمر الذي يجعله خارج حدود مصر، وأكد أنه لا يشكل أي تهديد مباشر على البلاد، وبهذا المقال نستعرض أهم المعلومات والتوصيات لتفادي تأثيرات الزلازل.

الزلزال وتأثيره المحدود على مصر

يشير الدكتور عبد الهادي إلى أن التربة في منطقة الدلتا هشّة بطبيعتها، مما يزيد من الإحساس بالهزات الأرضية، خاصة في الأدوار العليا من المباني، حتى وإن كانت الزلازل بعيدة أو تمتد عبر مسافات طويلة كزلزال اليوم، ويعود شعور السكان بالهزة إلى عمق الزلزال الذي بلغ حوالي 70 كيلومترًا، حيث يساهم هذا العمق في انتشار الهزات عبر مسافات واسعة، لكن المؤكد أن الزلزال لم يتسبب في أي خسائر مادية أو بشرية داخل مصر، ويبقى الإحساس بالزلزال أحد الأمور الطبيعية في المناطق ذات طبيعة التربة الهشة.

إرشادات السلامة عند حدوث الزلازل

تحدث الدكتور شريف عن أهمية اتباع تعليمات السلامة أثناء الزلازل لتجنب أي أضرار، مشددًا على ضرورة الحفاظ على الهدوء وتجنب التزاحم على السلالم أو استخدام المصاعد خلال الهزات الأرضية، وتُعتبر خسائر الزلازل في الكثير من الأحيان نتيجةً لردود الأفعال الخاطئة مثل التدافع، وأهم الإرشادات التي يمكن اعتمادها للبقاء في أمان أثناء الزلازل تشمل:

• البقاء في مكان آمن بعيدًا عن الأجسام الثقيلة أو غير المثبتة
• الابتعاد عن الأبنية المتهالكة أو المهددة بالسقوط أثناء التواجد بالخارج
• تجنب ملامسة أي هيكل قد يكون عرضة للاهتزاز أو الانهيار
• الابتعاد عن النوافذ ووسائل الإنارة الثقيلة

تلك الإجراءات يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في الحفاظ على سلامة الأفراد وتقليل أية أخطار محتملة نتيجة الهزات الأرضية.

دور معهد البحوث الفلكية في تقديم المعلومات الدقيقة

أكد معهد البحوث الفلكية أنه الجهة الرسمية المسؤولة عن تقديم المعلومات الموثوقة حول الزلازل في مصر، ويعمل المعهد على مدار الساعة باستخدام أنظمة رصد متطورة وتقنيات تحليل دقيقة لضمان تقديم البيانات في الوقت المناسب، وشدد الدكتور عبد الهادي على خطورة تداول الشائعات المرتبطة بالزلازل عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث يمكن لهذه الشائعات أن تُثير الذعر بين السكان دون مبرر حقيقي، لذا يُنصح الجميع بالاعتماد حصريًا على البيانات الرسمية الصادرة من المعهد ووزارة البحث العلمي.

كيف يتم رصد الزلازل بدقة عالية

أوضح الدكتور شريف أن المعهد يستخدم شبكة من الأجهزة الحديثة التي تشمل أنظمة رصد أوتوماتيكية لقياس النشاط الزلزالي، بالإضافة إلى تحليل يدوي يقوم به مجموعة من الخبراء لرصد ما يحدث بدقة، وتعتمد هذه العمليات على تقنيات متقدمة تسمح بفهم طبيعة الزلازل وتحديد موقعها بدقة خلال دقائق معدودة، هذا النهج المهني يضمن توفير معلومات دقيقة يتم على أساسها اتخاذ إجراءات مناسبة عند الحاجة.