اليوم الجديد

إسرائيل تصعّد في غزة وتحشد قوات احتياطية لتوسيع الحرب

صعّدت القوات الإسرائيلية حربها على قطاع غزة، أمس الأحد، وكثّفت غاراتها الجوية وقصفها المدفعي ما أوقع عشرات القتلى والجرحى بين الفلسطينيين، فيما استدعى الجيش الإسرائيلي لواءين إضافيين من قوات الاحتياط لينضمّا إلى ثلاثة ألوية أخرى، لتوسيع الحرب على غزة، في وقت تفاقمت الكارثة الإنسانية وبدأ الجوع يفتك بسكان قطاع غزة رغم وفرة الإمدادات على حدوده، بينما حذرت وزارة الصحة في غزة من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، كما حذرت من كارثة إنسانية في غزة جراء فقدان 1500 بصرهم بينما هناك 4000 مهددون، في حين حذرت «الأونروا» و«أوتشا» من العواقب الكارثية للحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة.
وواصلت آلة الحرب الإسرائيلية حصد أرواح المدنيين في قطاع غزة، حيث يمضي عداد الأيام محملاً بالمآسي، وسط قصف وجوع وعطش يفتك بالنازحين والمحرومين من المأوى. ومع دخول اليوم ال 55 من استئناف العدوان على القطاع، يتصاعد عدد الضحايا، في ظل استمرار الجيش الإسرائيلي في استهداف الفلسطينيين بلا هوادة.
وفجر أمس الأحد، قتل 10 فلسطينيين، بينهم أربعة أطفال، في قصف إسرائيلي استهدف ثلاث خيام للنازحين غرب خانيونس جنوبي القطاع.
وصعدت القوات الإسرائيلية من هجماتها، حيث فتحت نيران طائرات كواد كابتر على حي التفاح شرق مدينة غزة، واستهدفت بقصف مدفعي شمال النصيرات وسط القطاع. كما تعرضت بلدة عبسان الكبيرة شرق خانيونس لإطلاق نار مكثف، بالتوازي مع قصف مدفعي شرقي غزة. وفي شمال القطاع، أُطلقت نيران من الآليات الإسرائيلية غرب بيت لاهيا، بينما استهدفت طائرات مسيّرة نازحين في منطقة ارميضة شرق بني سهيلا.
وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 52829 قتيلاً و119554 مصاباً، وفق ما ذكرت وزارة الصحة في غزة، أمس الأحد، واستقبلت مستشفيات القطاع خلال الساعات الماضية 19 قتيلاً، بينهم قتيل جرى انتشاله من تحت الأنقاض، إلى جانب 81 إصابة جديدة.
ومن ناحيته، بدأ الجيش استدعاء لواءين إضافيين من الاحتياط، أحدهما مشاة والآخر مدرعات، في إطار توسيع حرب الإبادة التي يشنّها على قطاع غزة. ويأتي ذلك ضمن التحضيرات للعملية التي يطلق عليها اسم «عربات جدعون»، لينضما إلى ثلاثة ألوية احتياط تم تجنيدها الأسبوع الماضي، وفق ما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد. وبذلك، يرتفع عدد ألوية الاحتياط التي تم تجنيدها مؤخرًا إلى خمسة ألوية، ما يشير إلى دخول الجيش مرحلة تصعيد، رغم أن القوات النظامية لا تزال تشكل العمود الفقري للعملية العسكرية في مرحلتها الأولى.
من جهة أخرى، أكدت الأمم المتحدة أن المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لا تزال متوقفة منذ أكثر من شهرين، وأن إسرائيل لم تسمح بإدخال المعونات رغم توافر إمدادات برنامج الأغذية العالمي على الحدود. وشدد الأمم المتحدة في بيان على أن منع المساعدات من قبل إسرائيل يأتي في وقت يعجز فيه السكان عن تحمل كلفة الغذاء نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية. وحذرت وكالة «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة من مخاطر إطالة أمد الحصار على قطاع غزة المتواصل منذ 9 أسابيع وتأثيره ذلك على الأوضاع الإنسانية لسكانه، وأوضحت «الأونروا» في بيان أمس أن لديها آلاف الشاحنات التي تقف على أهبة الاستعداد للدخول إلى القطاع إلى جانب فرقها في غزة التي تعد في أتم جاهزيتها لتوسيع نطاق عمليات إيصال المساعدات.
من جهته، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، في بيان له أن «الفلسطينيين يموتون بقطاع غزة الذي يرزح تحت حصار إسرائيلي تام للشهر الثالث على التوالي في إطار الإبادة المستمرة منذ أكثر من عام ونصف العام».. وقال إن 70% من فلسطينيي قطاع غزة يعيشون داخل مناطق تتواجد فيها قوات إسرائيلية، أو تحت أوامر تهجير أو كليهما معا.
 وفي سياق متصل، ذكرت مصادر طبية فلسطينية أن القطاع الصحي في غزة يشهد عجزاً خطيراً في المستهلكات والأجهزة الطبية الخاصة بجراحات العيون كاشفاً النقاب عن أن 1500 من سكان القطاع فقدوا البصر جراء الحرب فيما يهدد فقدان البصر 4000 آخرين. وأعلنت وزارة الصحة في غزة أمس الأحد عن نقص حاد في المخزونات الدوائية، محذرة من تسارع خطير في تدهور الوضع الصحي. وأكدت الوزارة أن 43% من الأدوية الأساسية قد نفدت بالكامل، بزيادة تقدر ب 6% مقارنة بالشهر الماضي، في حين أن 64% من المستهلكات الطبية تعاني نفس النقص. وأوضحت الوزارة أن أقسام الطوارئ والعمليات والعناية المركزة تعمل حالياً وفق أرصدة مستنزفة، في وقت تشهد فيه المستشفيات تزايداً في الإصابات الحرجة.(وكالات)

أخبار متعلقة :