الفاتيكان- أ ف ب
قد يحدد الكرادلة في الفاتيكان اعتباراً من الاثنين موعد دعوة المجمع المغلق إلى الانعقاد لانتخاب البابا المقبل.
وقال الكاردينال الإسباني خوسيه كوبو لـ«صحيفة إل باييس»: «فيما كان فرنسيس بابا المفاجآت، أرى أن هذا المجمع سيكون كذلك أيضاً، ولن تكون خطواته متوقعة». وخلال المجمع المغلق الذي يسير وفقاً لمراسم مضبوطة بدقة وضعت على مر القرون، يجتمع الكرادلة الـ 135 الناخبون في كنيسة سيستينا في الفاتيكان ليختاروا في سرية مطلقة خلفاً للبابا فرنسيس الذي توفي قبل أسبوع غداة عيد الفصح عن 88 عاماً.
ووري البابا على غرار سبعة بابوات آخرين، الثرى خلال مراسم خاصة السبت، في كاتدرائية سانتا ماريا ماجوري وهي بازيليك بابوية في روما، حيث اختار أن يدفن.
والسؤال المطروح الآن: من سيخلف البابا الأرجنتيني على رأس كنيسة تضم أكثر من 1.4 مليار شخص في العالم؟
لن يعلن اسم البابا الجديد الذي يحمل أيضاً لقب أسقف روما، إلا في ختام المجمع المغلق «لأمراء الكنيسة»، والذي يغذي منذ قرون مخيلة كثيرين.
وشارك أكثر من 400 ألف شخص في جنازة البابا السبت، إما في القداس الذي أقيم في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان الذي حضره عشرات من قادة الدول والحكومات والملوك، أو خلال مرور الموكب الجنائزي في شوارع روما.
إلى المجمع
لخص الكاردينال الإيطالي جوزيبي فيرزالدي الشعور العام في صحيفة «لا ريبوبليكا» بقوله، إن فرنسيس «كان بابا الشعب» واصفاً اللقاء المنفرد بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كاتدرائية القديس بطرس على هامش الجنازة بأنه «هدية بعد الممات» من البابا الراحل.
ومنذ جنازة البابا المهيبة، وهو أول لاتيني يتولى السدة البابوية، دخل الفاتيكان في حداد من تسعة أيام تقام خلالها مراسم يومية في ساحة القديس بطرس حتى الرابع من مايو/أيار المقبل. وفي ختام فترة الحداد، يدعى الكرادلة الناخبون البالغ عددهم 135 وهم دون سن الثمانين، لانتخاب الحبر الأعظم.
وبموجب قواعد الفاتيكان، يجب أن يبدأ المجمع أعماله بين اليوم الخامس عشر واليوم العشرين على وفاة البابا أي بين الخامس من أيار/مايو والعاشر منه. ورأى الكاردينال جان كلود هوليريتش، أن المجمع سيبدأ على الأرجح في الخامس أو السادس من مايو/أيار المقبل.
وقد يعلن عن الموعد الاثنين في «اجتماع عام»، خامس تحضيري للكرادلة الناخبين وغير الناخبين ينطلق عند الساعة التاسعة.
وينتخب البابا بغالبية الثلثين.
وقال روبرتو ريغولي الأستاذ في الجامعة الحبرية الغريغورية في روما: «نحن في مرحلة تشهد فيها الكاثوليكية استقطابات عدة في صفوفها لذا لا أتوقع أن يكون المجمع سريعاً جداً».
«البابا الجيد»
لكن الكاردينال الإسباني كريستوبال لوبيث روميرو قال، إن هذا المجمع يوفر «فرصة لنثبت أن أفلاماً مثل كونكلايف لا تعكس الواقع». وقال «فاتيكان نيوز» وسيلة إعلام الفاتيكان الرسمية: «يجب أن نظهر قدر المستطاع، أنه ليس لدينا أسرار، ولا صراعات داخلية».
ويرى خبراء أن قدرة البابا المقبل على توحيد الكنيسة في ظل بيئة جيوسياسية تزداد تشرذماً، قد يكون عاملاً حاسماً أكثر من جنسية المرشح.
وترى شركة المراهنات البريطانية «وليام هيل»، أن الكاردينال الإيطالي بيترو بارولين أمين سر الفاتيكان، هو الأوفر حظاً أمام الفلبيني لويس أنتونيو تاغلي رئيس أساقفة مانيلا الفخري.
وحذر خبراء من أن البابا المقبل لن يعتمد بالضرورة نهج سلفه الذي كان معروفاً بصراحته، وحسه الإصلاحي.
وكان فرنسيس مختلفاً جداً عن سلفه بنديكتوس السادس عشر، وهو مثقف ألماني لم يكن يرتاح للمناسبات العامة. وكان هذا الأخير بدوره مختلفا جداً عن شخصية البابا البولندي يوحنا بولس الثاني الذي كان يتمتع بكاريزما وشعبية واسعتين.
أخبار متعلقة :