نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الصواريخ اليتيمة من جنوب لبنان: رسائل فردية أم مذيلة بتوقيع "حماس", اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025 04:00 صباحاً
منذ انتهاء حرب تموز 2006، شهدت الحدود الجنوبية بين لبنان واسرائيل هدوءاً نسبياً، سرعان ما كانت تهزّه بين الحين والآخر صواريخ "يتيمة"، تنطلق من منطقة الجنوب دون تبنٍّ رسمي من أي جهة، لتُسجّل كرسائل نارية غامضة، أو إشارات ضمنية لجهات خارجية.
في كل مرة كانت هذه الصواريخ تُطلق، يُرافقها نفس المشهد: صواريخ محدودة العدد تُطلق باتجاه مستوطنات الجليل الغربي، تتساقط في مناطق مفتوحة غالبًا دون وقوع إصابات، تتبعها ردود إسرائيلية محدودة، ومع كل حادث، يُفتح تحقيق داخلي لبناني وسط صمت رسمي، فيما تبادر بعض القوى إلى نفي علاقتها بأي عمل عسكري من الجنوب.
منذ العام 2009 وحتى اليوم، سُجّل ما لا يقل عن 15 حادثة إطلاق صواريخ من جنوب لبنان، تقول مصادر عسكرية، مشيرة إلى أنه في معظمها لم تتبنّ أي جهة العملية، وغالباً ما تكررت هذه الأحداث في ظروف إقليمية مشحونة أو خلال مواجهات في غزة، كما حدث في العام 2011 و2012 خلال الحروب على غزة، يوم انطلقت عدة صواريخ باتجاه الجليل، وفي العام 2014 في ذروة عدوان "الجرف الصامد"، أيضاً سُجلت عدة إطلاقات من الجنوب، وفي العام 2021 و2023 تكررت الحوادث تزامنًا مع مواجهات في المسجد الأقصى والضفة الغربية، ومؤخراً في آذار الماضي بعد عودة الحرب على غزة.
في منتصف آذار 2025، عادت الصواريخ اليتيمة إلى الواجهة، بعد إطلاق 3 صواريخ قصيرة المدى من منطقة الساحل الجنوبي اللبناني باتجاه اسرائيل واللافت في هذه الجولة أنها أُطلقت من مناطق لا تشهد عادة نشاطًا فصائليًا مسلحًا، مما زاد من غموض هوية الفاعلين، ولكن اليوم أصبح بقبضة الجيش اللبناني عددا من الموقوفين على علاقة بالعملية، تؤكد المصادر.
في البداية، رغم الحذر من التسريب، كانت الإشارات بحسب المصادر تُشير إلى "مجموعات فلسطينية" أو "عناصر غير منضبطة"، واليوم تبيّن أن المتورطين هم مجموعة من لبنانيين وفلسطينيين ينتمون أو مقربين من حركة حماس، إذ تمكنت مخابرات الجيش من توقيف لبناني وفلسطيني اعترفا بمشاركتهما في إطلاق خمسة صواريخ من داخل الأراضي اللبنانيّة، ومن خلال الإعترافات والتحقيقات المعمقة تم تحديد مجموعة من الفلسطينيين، خططوا ونفذوا عملية إطلاق الصواريخ في آذار الماضي، ورّطت لبنان بردّ اسرائيلي واسع النطاق.
كذلك تكشف المصادر العسكريّة أن عملية إطلاق الصواريخ من قبل هؤلاء لم تكن الأخيرة بحسب نواياهم، إذ كانوا يحضرون لأكثر من عمليّة، لذلك تحرك الجيش اللبناني بسرعة وداهم شقة في منطقة صيدا-الزهراني وضبط عدداً من الصواريخ بالإضافة إلى منصات الإطلاق المخصصة لها. وأوقف عدة أشخاص متورطين في العملية. سلمت المضبوطات وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص.
ترى بعض التحليلات أن هذه العمليات تخدم وظيفة مزدوجة، فهي إما تهدف للتنفيس الشعبي عن الغضب في لحظات حساسة، أو إرسال رسائل سياسية غير مباشرة عبر "وسيلة مأمونة العواقب"، ولكن في هذه الحالة هناك أهداف أخرى تبحث عنها الأجهزة الأمنيّة تبين سبب إطلاق الصواريخ في هذه اللحظات الحساسة التي يمر بها لبنان، علماً أنه بحسب مصادر "النشرة" لم يُعرف بعد ما إذا كان عملهم فردياً أم بناء على أوامر تنظيمية من حركة حماس، وهنا أصل الحكاية.
أخبار متعلقة :