توالت ردود الفعل الدولية عقب وفاة البابا فرنسيس، عن 88 عاماً، في روما، بعد معاناة مع المرض منذ أكثر من شهرين.
وتقرع أجراس كاتدرائية نوتردام في باريس 88 مرة منذ الساعة 11,00 بالتوقيت المحلي لراحة نفس البابا فرنسيس الذي توفي الاثنين.
88 قرعة جرس
وأوضح الجهاز الإعلامي للكاتدرائية أن «88 قرعة جرس عن 88 سنة حياة» ستختتم بوصلة طويلة تشارك فيها كل أجراس نوتردام. ومن المقرر إقامة قداس ظهر الاثنين وآخر عند الساعة 18,00، مع أمسية صلاة قرابة الساعة 19,00 على ما أوضح المصدر نفسه، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
ارقد بسلام
وقدم البيت الأبيض، الاثنين، تعازيه بوفاة البابا فرنسيس، وكتبت الرئاسة الأمريكية عبر منصة إكس: «ارقد بسلام البابا فرنسيس» مرفقة منشورها بصور لبابا الفاتيكان ملتقياً الرئيس دونالد ترامب ونائب الرئيس جاي دي فانس في مناسبتين منفصلتين.
انحياز للضعفاء
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن البابا فرنسيس كان ينحاز دوماً طوال توليه البابوية للضعفاء، وأنه فعل ذلك بكثير من التواضع. وأضاف للصحفيين: «في هذا الزمن الذي علته أصوات الحرب، كان يشعر بالآخرين، بمن هم أكثر ضعفاً».
وأكد فريدريش ميرتس المستشار القادم لألمانيا، إن البابا فرنسيس، سيظل في الذاكرة لما أظهره من التزام لا يتزعزع إزاء الأفراد الأكثر ضعفاً في المجتمع.
وقال ميرتس على «إكس»: «لقد كان يهتدي بالتواضع».
وقدم نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس الذي استقبله البابا فرنسيس لفترة وجيزة، الأحد، قبل ساعات قليلة من وفاته، تعازيه الاثنين «إلى ملايين المسيحيين في جميع أنحاء العالم الذين أحبوه».
وكتب فانس الذي يزور الهند في منشور على «إكس»، «أعرب عن مواساتي لملايين المسيحيين حول العالم الذين أحبوه. لقد سعدت برؤيته أمس الأحد، على الرغم من أنه كان مريضاً جداً بشكل واضح».
خبر حزين
ومن جانبها قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني إن وفاة البابا فرنسيس خبر حزين للغاية بسبب رحيل «رجل عظيم وراع عظيم».
وأضافت في بيان: «كان لي الشرف أن حظيت بصداقته واستمعت إلى نصائحه وتعاليمه التي لم تتوقف أبداً حتى في أوقات المحنة والمعاناة». وتابعت قائلة: «نودع قداسة البابا بقلب يملؤه الحزن».
قدوة للكثيرين
وقال رئيس الوزراء الهولندي ديك سخوف إن البابا فرنسيس كان رجل الشعب بكل معنى الكلمة.
وأضاف في بيان نشره على موقع إكس: «يودع المجتمع الكاثوليكي حول العالم قائداً أدرك القضايا الملحة في عصرنا ولفت الانتباه إليها. كان البابا فرنسيس، بأسلوبه الرصين في الحياة وخدمته وتضامنه، قدوة للكثيرين، الكاثوليك وغير الكاثوليك على حد سواء. نودعه اليوم بتقدير كبير».
خسارة كبيرة
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن وفاة البابا فرنسيس، الاثنين، تمثل «خسارة جسيمة للعالم أجمع؛ إذ كان صوتاً للسلام والمحبة والرحمة».
وقدم السيسي تعازيه مشدداً على أن رأس الكنيسة الكاثوليكية كان «شخصية عالمية استثنائية، كرّس حياته لخدمة قيم السلام والعدالة، وعمل بلا كلل على تعزيز التسامح والتفاهم بين الأديان، وبناء جسور الحوار بين الشعوب، كما كان مناصراً للقضية الفلسطينية، مدافعاً عن الحقوق المشروعة، وداعياً إلى إنهاء الصراعات وتحقيق سلام عادل ودائم».
صوت للعدالة
ونعى الرئيس اللبناني جوزيف عون، الاثنين، البابا فرنسيس، مؤكداً أن لبنان خسر برحيله، «صديقاً عزيزاً ونصيراً قوياً».
وقال عون في بيان: «إننا في لبنان، وطن التنوع، نشعر بفقدان صديق عزيز ونصير قوي».
وأشار إلى أنه حمل «لبنان في قلبه وصلواته، ولطالما دعا العالم إلى مساندة لبنان في محنته، ولن ننسى أبداً دعواته المتكررة لحماية لبنان والحفاظ على هويته وتنوعه». ورأى في رحيله «خسارة للبشرية جمعاء، فقد كان صوتاً قويا للعدالة والسلام، ونصيراً للفقراء والمهمشين، وداعية للحوار بين الأديان والثقافات».
و أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الاثنين، أن البابا فرنسيس كان «صديقاً مخلصاً للشعب الفلسطيني» على ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا).
وقال عباس في بيان نشرته (وفا) أن البابا كان «مدافعاً قوياً عن قيم السلام والمحبة والإيمان في العالم أجمع... اعترف بدولة فلسطين ورفع العلم الفلسطيني في حاضرة الفاتيكان».
وكان البابا الأرجنتيني الجنسية نُقِل في 14 شباط/فبراير، إلى مستشفى جيميلي بسبب إصابته بالتهاب رئوي. وأعلن الفاتيكان حينها أنه في وضع «حرج». وخرج من المستشفى في 23 آذار/مارس بعد 38 يوماً من الاستشفاء، وهي أطول مدة قضاها في المستشفى منذ بداية حبريته.
وقام بجولة، الأحد، بين المصلين في باحة القديس بطرس في سيارته «البابا موبيلي»، وقد بدا متعباً، ولم يتمكّن إلا من قول بضع كلمات، بينما تلا عنه النص الذي أراد التوجه به إلى المصلين، أحد مساعديه.
وأصرّ البابا الذي كان يستخدم كرسياً متحركاً على اتبّاع وتيرة عمل مكثّفة على الرغم من تحذيرات أطبائه؛ إذ كان وضعه الصحي آخذا في التدهور، وكان يعاني مشاكل في الورك، وآلاماً في الركبة، وأجريت له عمليات جراحية، وأصيب بالتهابات في الجهاز التنفسي، وكان يضع سمّاعة أذن.
أخبار متعلقة :