قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب امس الجمعة إن الولايات المتحدة ستركز على أولويات أخرى إذا لم يتم التوصل «قريبا» إلى اتفاق لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
فيما بعثت إدارته رسائل متناقضة بشأن المفاوضات، ففي وقت أعرب فيه نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس عن التفاؤل بالمفاوضات، لوح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بالانسحاب منها إذا لم تتحقق شروط السلام، تزامن ذلك مع توقيع إعلان نوايا بين واشنطن وكييف لاستغلال الموارد الطبيعية الأوكرانية، فيما شنت روسيا ضربات على منشآت أوكرانية في خاركيف وسومي، بالتزامن مع انتهاء «فترة التهدئة» التي أعلن عنها الكرملين سابقاً.
وقال ترامب، أمس الجمعة، إن واشنطن «ستركز على أولويات أخرى» إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سريع لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، مضيفًا: «إذا قام أحد الطرفين، لأي سبب، بجعل الأمر شاقا للغاية، فسنقول ببساطة: أنتم حمقى، وسنتجاوز الأمر»، لكنه أعرب عن أمله بعدم الاضطرار إلى ذلك.وظهرت التباينات في المواقف داخل الإدارة الأمريكية، أمس الجمعة فقد قال فانس خلال لقائه رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني: إنه سيطلعها على تطورات المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا وأضاف: «لن أصدر أحكاماً مسبقة ولكن نشعر بالتفاؤل بأننا قادرون على إنهاء هذه الحرب الوحشية».
وتأتي تصريحات فانس على النقيض من تصريحات أدلى بها أمس الجمعة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الذي قال: إنه من الضروري أن «نحدد في الأيام المقبلة إن كان السلام قابلاً للتحقيق في أوكرانيا»، مشدداً على أن الولايات المتحدة لديها أولويات أخرى.ومضى يقول: «أظن أن المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا يمكنها مساعدتنا في دفع العجلة في هذا الإطار للاقتراب من حل، رأيت أن أفكارهم كانت مفيدة وبناءة» خلال الاجتماعات التي عقدها معهم في باريس.
وأجرى ماركو روبيو من جهته اتصالاً بنظيره الروسي سيرغي لافروف لينقل إليه الرسالة نفسها التي مررها إلى الأوروبيين والأوكرانيين ومفادها أن السلام ممكن إذا تعهدت كل الأطراف التوصل إلى اتفاق».وفي موازاة تلك التحركات، وقّعت الولايات المتحدة وأوكرانيا «إعلان نوايا» يشكل مقدمة لاتفاق يمهّد الطريق أمام استغلال أمريكي لموارد طبيعية ومعادن نادرة في أوكرانيا.
وذكرت كييف أن رئيس وزرائها دنيس شميغال سيزور واشنطن الأسبوع المقبل لاستكمال المفاوضات بشأن الاتفاق، الذي من المقرر توقيعه بحلول 26 نيسان/أبريل.
وفي السياق نفسه، شهدت العاصمة الفرنسية باريس اجتماعاً بين مسؤولين أمريكيين وأوروبيين وأوكرانيين لتنسيق المواقف حيال موسكو ووصفت كييف وباريس المحادثات بأنها إيجابية وبنّاءة، فيما أكدت الخارجية الفرنسية أن «السلام العادل والدائم لا يمكن تحقيقه إلا بموافقة الأوروبيين ومساهمتهم».
إلى ذلك، أعلن الكرملين أمس الجمعة أن الأمر بعدم استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية الذي دخل حيز التنفيذ في آذار/مارس لمدة 30 يوماً، «انتهت صلاحيته».
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مؤتمر صحفي: في الوقت الحالي، ليست هناك تعليمات أخرى من القائد الأعلى للقوات المسلحة، الرئيس بوتين. وجاء ذلك بالتزامن مع ضربات روسية على خاركيف وسومي أسفرت عن قتلى وجرحى وفق السلطات الأوكرانية.
وأفاد رئيس بلدية خاركيف، أيغور تيريخوف عبر تلغرام عن مقتل شخص وإصابة أربعين بجروح وفق حصيلة موقتة.
وأوضح المسؤول أن القصف تم بواسطة صاروخ بالستي بذخائر عنقودية، ما يفسر مساحة المنطقة المتضررة الواسعة جداً، مشيراً إلى إصابة أكثر من عشرين مبنى سكنياً.
وقال الحاكم المحلي أوليغ سينيغوبوف: إن الهجوم استهدف منطقة مكتظة بالسكان في خاركيف.
واستخدمت روسيا صواريخ بالستية مزودة بذخائر عنقودية في خاركيف، بينما شنت مسيرات إيرانية الصنع من طراز «شاهد» هجمات على سومي قرب الحدود. (وكالات)
أخبار متعلقة :