خاركيف - أ ف ب
أعطى مسؤولون في إدارة دونالد ترامب إشارات متضاربة، الجمعة، بشأن آفاق التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا، في حين أكدت روسيا، أن الأمر بعدم استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية الذي دخل حيز التنفيذ في مارس/آذار الماضي لمدة 30 يوماً «انتهت صلاحيته».
وأكد نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس،الجمعة، في روما أنه «متفائل» بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، وأبلغ رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني بأنه سيطلعها على تطورات المفاوضات. وقال فانس: «أود إطلاع رئيسة الوزراء على المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، وكذلك على بعض الأمور التي حدثت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية».
وأضاف: «لن أصدر أحكاماً مسبقة، ولكن نشعر بالتفاؤل بأننا قادرون على إنهاء هذه الحرب».
وتأتي تصريحات فانس على النقيض من تصريحات أدلى بها الجمعة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الذي قال إنه من الضروري أن «نحدد في الأيام المقبلة» إن كان السلام «قابلاً للتحقيق» في أوكرانيا، مشدداً على أن «الولايات المتحدة لديها أولويات أخرى.
وجاءت تصريحات روبيو بعد اجتماع في باريس مع الأوروبيين والأوكرانيين في محاولة لتنسيق موقفهم حيال موسكو للسماح بإنهاء الحرب الأوكرانية المستعرة منذ 3 سنوات.
وعبر روبيو الجمعة عن نفاد صبر واشنطن بقوله: «يجب أن نحدد في الأيام المقبلة إذا كان السلام قابلاً للتحقيق أم لا».
- انتهاء صلاحية أمر عدم استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية
من جانبه، قال الكرملين، إنه يعتبر أمر عدم استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية الذي دخل حيز التنفيذ في مارس/ آذار الماضي لمدة 30 يوماً انتهت صلاحيته، ما يزيد من ضبابية التوصل لوقف إطلاق النار الذي يريده دونالد ترامب لتحقيق السلام بين كييف وموسكو في أسرع وقت.
في الأثناء خلفت ضربات روسية جديدة ليلاً ما لا يقل عن قتيلين، ونحو مئة جريح في مدينتي خاركيف وسومي، بحسب السلطات الأوكرانية.
وأعرب البيت الأبيض في آذار/مارس عن ارتياحه للحصول بشكل منفصل على موافقة موسكو وكييف لوقف الهجمات التي تستهدف منشآت الطاقة في المعسكر المعارض. وبعد نحو شهر أعلن الكرملين انتهاء صلاحيته.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين: «المهلة انتهت. وفي الوقت الحالي، ليست هناك تعليمات أخرى من القائد الأعلى للقوات المسلحة، الرئيس بوتين».
وأعلنت روسيا الهدنة في 18 مارس/آذار الماضي عقب اتصال هاتفي بين بوتين وترامب، لكن موسكو وكييف تبادلتا الاتهامات بخرقها مراراً.
- الأسبوع المقبل اجتماع في لندن
وقبل الإعلان عن هذه الهدنة التي تقتصر على منشآت الطاقة، كان ترامب اقترح في البداية وقفاً كاملاً، وغير مشروط لإطلاق النار قبلت كييف بمبدئه، لكن بوتين رفضه.
والخميس، اجتمع الأمريكيون والأوروبيون والأوكرانيون في باريس لتنسيق موقفهم حيال موسكو، حيث تم الاتفاق على الاجتماع الأسبوع المقبل في لندن بعد اجتماعات باريس الخميس.
وقبل شهرين، غيّر ترامب بشكل مفاجئ وجذري الموقف من روسيا، مستخدماً مرات عدة حجج موسكو، ولا سيما حول أسباب اندلاع النزاع، ما أثار مخاوف لدى كييف حيال الدعم الأمريكي العسكري الأساسي لها. واستُبعد الأوروبيون عن المفاوضات التي بادرت إليها بمبادرة من واشنطن.
ويدعو البعض وفي مقدمتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى إنشاء وحدة عسكرية أوروبية في أوكرانيا بمجرد التوصل إلى وقف محتمل لإطلاق النار. لكن هذا الخيار يثير انقسامات بين حلفاء كييف، ويشكل خطاً أحمر بالنسبة لموسكو.
- عقوبات ضد الصين
وفرضت أوكرانيا عقوبات على ثلاث شركات صينية، الجمعة، دون تفصيل الأسباب.
لكن هذه الإجراءات تأتي بعد أن اتهم زيلينسكي، الصين، بتزويد روسيا بالأسلحة ومساعدتها في إنتاجها. وهو اتهام نفته بكين، الجمعة، وردت بأنها لم تسلم أبداً أسلحة فتاكة إلى موسكو في إطار الحرب في أوكرانيا، منتقدة «الاتهامات التعسفية» التي وجهها زيلينسكي.
وفي ضوء الخطوات الدبلوماسية، تتواصل الهجمات الروسية، فقد قُتل شخص وأصيب ما لا يقل عن 103 في هجوم صاروخي على خاركيف الجمعة، وفقاً لرئيس البلدية إيغور تيريخوف.
وفي سومي، حيث قضى 35 شخصاً الأحد في ضربتين متتاليتين للجيش الروسي الذي أكد أن هذه الضربات استهدفت مواقع «عسكرية».
وبموازاة ذلك، وقّع الأمريكيون والأوكرانيون الخميس «كتاب نوايا» يشكل المرحلة الأولى لإبرام اتفاق حول استغلال أمريكي للموارد الطبيعية والمعادن الأوكرانية.
والجمعة، نشرت كييف الوثيقة التي أشارت إلى أن رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميغال سيزور واشنطن الأسبوع المقبل لإجراء مفاوضات بهذا الشأن، وإلى أن الأمريكيين والأوكرانيين يريدون إنجاز المفاوضات بحلول 26 إبريل/نيسان الجاري. عشية ذلك قال ترامب، إن الاتفاق الثنائي سيوقّع الخميس المقبل.
أخبار متعلقة :