نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
دريان: فلتكن الثقة بالنِّظام وبالوطن داعيةً للعبور إلى النِّظام الذي انتظرناه طويلاً, اليوم الجمعة 28 مارس 2025 03:28 مساءً
اشار مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في رسالة وجهها من مكة إلى اللبنانيين بحلول عيد الفطر السعيد، الى أننا "نشهد من جديد عدواناً متصاعداً على غزة والضفة، وعدواناً متصاعداً على سوريا، وعدواناً على لبنان. هناك مخطط ينبغي أن نكون على حذر منه، وهو يتجاوز التهجير على فظاعته إلى إبعاد الأخطار المحتملة من حول فلسطين المحتلة، حتى إذا أذِنت الولايات المتحدة، فهناك مساع لتفكيك الدول والمجتمعات وادِّعاء حماية الأقليات. في خمسينيات القرن العشرين، كانوا يريدون حماية الأقليات في لبنان، والآن يريدون حمايتها في سورية. وكيف يكون حامياً ذلك الذي يشن حروب إبادة على الناس في كل مكان؟. إنها غطرسة القوة التي نادراً ما شهدت مناطق العالم الأخرى مثيلاً لها. فالحذر يعني تثبيتَ الوحدات الوطنية، وتجنُّبَ شهر السلاح بدون داع، والالتفافَ من حول إداراتنا الوطنية والعربية والإسلامية".
وأكد أنني "أريدكم أن تستعيدوا الثقة بوطنكم وبسلطاتكم. لقد استعدنا الرُّشد بعد الإعاقات والانتكاسات لأعوام وأعوام. والمرجو أنْ نتجاوز الماضي بحروبه وانتكاساته، وأنْ نقف وراء السلطات المنتخَبَة، التي تَعِدُ بثلاثةِ أمورٍ كبرى: إنهاء الحروب بالجنوب، والإصلاح الكبير الماليُّ والاقتصاديّ، واستعادة العلائق الوثيقة بالعرب وبالمجتمع الدوليّ. والذي نعرفه جميعاً أنَّ هذه الأمورَ مترابطة، فلا سلام وسلامة لجنوب لبنان إلا بإنفاذ القرارات الدوليَّة، ولا قدرة على الإصلاح واجتراح تقاليدَ مَعِيشةٍ جديدة وآمنة إلا بتجاوز مراحل الشَّدِّ والجَذبِ والمُراوَحَة، ولا وقف للحروب والأزمات إلا باستعادة الثقة مع المحيط والعالم".
واكد اننا "نريد بالفعل الخروجَ من الطائفية القاتلة، ومن المحاصَّةِ التي تَهدم قِوامَ الوظيفة العامَّة. ونريد قبل ذلك وبعده أن تستعيد العدالة القضائية استقلالها ونزاهتها وكفاءتها. لا نريد أبداً العودة إلى التجاذب بشأن الصلاحيات، وبشأن الطائف والدستور. فنحن مؤمنون بأنَّ هذا العقد الذي جرى الإجماع عليه، هو لمصلحة المجموع اللبنانيِّ الواحد، ولا تفرقة فيه ولا محاباة، وإنَّما هو السلام الاجتماعيُّ والسياسيُّ الذي لا يقبل التحزُّب، ولا الاستهدافَ ولا الانشقاق. نعم لقد عدنا للحديث وبدون خوف أو وجل في الأولويات، والإجماعات، والمصالح العمومية، والوضعُ الاقتصاديُّ سيِّء، لكنَّ التفرقة الطائفية تجعل مِنَ التعرقل الاقتصاديِّ داءً لا دواءَ له. إنَّ سلطاتِنا الواثقةَ مِن نفسِها، ومِن وقوفِ الشعبِ مِن ورائها، ماضيةٌ في هذه السُّبل الإسلامية والتحريرية. وهي محتاجة إلى دعمنا الفعَّال، والعلنِيِّ وليس السِّرِّيّ".
وشدد دريان على أن "علينا أنْ نَخرج من التَّطَيُّفِ والطَّائفِيَّة، وأن يكون الدِّينَ مدعاةً للوَحدة والتضامن بين الجميع. لقد قضينا زماناً ونحن ننتظر ونترقَّب عند كلِّ تعيين أو توظيف، فنُحوِّله إلى مصالح طائفية لا تُسمِنُ ولا تُغني من جوع. إذا خرجنا مِنَ الطائفية، نستطيع أن نوقف تحريض الطائف واستخداماته غيرِ الوطنية، كما نستطيع أن نُكمل الطائف بدلاً من تعطيله. في طليعة التفكير الآن إنهاء مشكلة السلاح التي يُلِحُّ عليها الدَّوليون بالتوافق على انفراد الدولة بالسلطة والسلاح، ونستطيع السير نحو تجاوز الطائفية السياسية. نعم، نستطيع ذلك كلَّه بالثقة التي نضعها في العهد، وهي الثقة التي لا يبقى في ظلها غير سلاح واحد لدولة واحدة، ونظام سياسي واحد لدولة قوية وعادلة".
واضاف "هناك حديث كثير اليوم حول الانتخابات البلدية والاختيارية وانتخابات النيابية العام 2026 ولا بأس بذلك. فلتكن الثقة بالنِّظام وبالوطن داعيةً للعبور إلى النِّظام الذي انتظرناه طويلاً ، الذي خرج من أجله شبابُنا وكبارُنا في العام 2005 و2019. أنتم تشهدون ما يجري بفلسطين وسوريا، ويكون علينا أن نخرج من هذا المخاض إلى رحاب الوطن المنشود. رحاب الوطن الدُّستوريِّ والمستقِلِّ والمحفوظِ الكرامة، والقائمِ على المُوَاطَنَةِ الجامعة".
أخبار متعلقة :