اندلعت مواجهات مسلحة عنيفة مساء يوم الأربعاء في منطقة وادي عبيدة التابعة لمحافظة مأرب (شرق اليمن)، بين أفراد من قبائل الدماشقة وقبائل آل هضيلان (آل مشعل)، في تصعيد جديد يُنذر بتمدد العنف القبلي وسط غياب تدخلات أمنية عاجلة.
وجاءت الاشتباكات على خلفية ثأر قبلي، وفقًا لمصادر قبلية أكدت أن الحادث الأصلي تمثل في مقتل سالم بن صالح البعاع وإصابة فايز بن ناصر بن عوشان من قبائل الدماشقة برصاص مسلحين من آل هضيلان قبل ساعات من الإفطار، ما أشعل فتيل المواجهات.
تفاصيل الاشتباكات:
أفادت مصادر محلية بأن الاشتباكات اتسمت باستخدام أسلحة ثقيلة ومتوسطة، خصوصًا في منطقة "أسفل الكولة" بوادي عبيدة، حيث شهدت المنطقة تبادلًا كثيفًا لإطلاق النار، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع وتهجير عشرات الأسر خوفًا من امتداد رقعة العنف.
وأكدت المصادر أن الاشتباكات لم تشهد أي محاولات لوقف إطلاق النار أو وساطات قبلية فاعلة، في حين غابت تمامًا أي تحركات أمنية أو عسكرية لاحتواء الأزمة، مما يزيد من مخاوف تحولها إلى مواجهات ممتدة.
خلفية الصراع:
تُعاني محافظة مأرب، التي تشهد ظروفًا أمنية هشة بسبب الحرب المستمرة في اليمن، من توترات قبلية متكررة تتفجر لأسباب ثأرية أو نزاعات على الموارد. وتشير تقارير محلية إلى أن الصراع بين قبائل الدماشقة وآل هضيلان له جذور تاريخية متجددة، تطفو على السطح بين الحين والآخر دون حلول جذرية، في ظل غياب آليات عدلية فعّالة وتراجع دور الدولة في فرض القانون.
تداعيات محتملة:
يرى مراقبون أن استمرار العنف دون تدخل عاجل قد يؤدي إلى سقوط مزيد من الضحايا، خاصة مع استخدام أسلحة ثقيلة تهدد المدنيين، كما قد يُعقّد المشهد الأمني في مأرب التي تُعد منطقة استراتيجية تشهد تواجدًا عسكريًا مكثفًا لأطراف الصراع اليمني.
وتُطالب جهات حقوقية بتحرك فوري من السلطات المحلية وقبائل النفوذ لاحتواء الأزمة قبل تحولها إلى حرب قبيلة مفتوحة.
خلفية عامة:
تشهد مأرب، التي تستضيف مئات الآلاف من النازحين بسبب الحرب، تصاعدًا ملحوظًا في النزاعات القبلية خلال السنوات الأخيرة، مع تزايد انتشار السلاح وتآكل سلطة الدولة.
وتُحذّر منظمات إنسانية من أن استمرار هذه النزاعات يُعيق جهود الإغاثة ويزيد من معاناة المدنيين، وسط دعوات متكررة لتعزيز الحوارات المحلية وبناء آليات مصالحة مستدامة.
أخبار متعلقة :