أعلنت السلطات الباكستانية، تحرير ما لا يقل عن 190 راكباً من أصل أكثر من 450 كانوا على متن قطار هاجمه، الثلاثاء، انفصاليون في جنوب غرب باكستان، مشيرة إلى مقتل 30 مهاجماً، فيما يعقد مهاجمون يرتدون أحزمة ناسفة جلسوا وسط الركاب جهود الإنقاذ، بعد مرور يوم على بداية أول عملية خطف من نوعها في البلاد.
- عملية الإنقاذ متواصلة
وتحاول القوات الباكستانية منذ أكثر من 24 ساعة تحرير الرهائن، واستعادة السيطرة على القطار، وعموم المنطقة، حيث أقدم «جيش تحرير بلوشستان»، الجماعة المتمردة الرئيسية في هذه المقاطعة الغنية بالموارد والمعادن، لكنها مع ذلك الأفقر في البلاد، على تفجير السكة الحديد لإجبار قطار «جعفر إكسبرس» على التوقّف. وأكدت الحكومة الباكستانية، أن هناك عملية جارية لإنقاذ عشرات الرهائن، من دون تحديد عددهم.
وأعلن «جيش تحرير بلوشستان»، وهو جماعة عرقية مسلحة، مسؤوليته عن الهجوم، وهدد بالبدء في إعدام الرهائن، ما لم يتم في غضون 48 ساعة إطلاق سراح سجناء سياسيين وناشطين ومفقودين قالت الجماعةـ إن الجيش خطفهم.
وقال «جيش تحرير بلوشستان»، الثلاثاء، إنه يحتجز 214 رهينة، وقال مصدر أمني، إن القطار كان يقل 425 راكباً عندما تعرض للهجوم.
ولم يتضح عدد المسلحين المشاركين في الهجوم، على الرغم من الإعلان عن مقتل العشرات منهم في ضربات للجيش.
- توقف السكك الحديد
وذكرت وسائل إعلام محلية، الأربعاء، أن السكك الحديدية الباكستانية أوقفت عملياتها من إقليمي البنجاب والسند إلى بلوشستان حتى تؤكد الأجهزة الأمنية أن المنطقة آمنة.
ونُقل عدد ممن جرى إنقاذهم إلى كويتا صباح اليوم الأربعاء، برفقة قوات أمن، حيث كان أقاربهم في انتظارهم.
وقال محمد أشرف، الذي كان على متن القطار: «تعرض الناس للهجوم. وأصيب ركاب، وتوفي بعضهم».
- تجربة «مرعبة»
وروى بعض الركاب المحررين، الثلاثاء، أنهم ساروا لساعات في مناطق جبلية وعرة قبل أن يصلوا إلى بر الأمان.
وقال محمد بلال الذي كان برفقة والدته على متن القطار: «لا أجد الكلمات لأصف كيف تمكّنا من النجاة. الأمر مرعب».
واتهمت مصادر باكستانية المهاجمين باستخدام «النساء والأطفال دروعاً بشرية» في مواجهة قوات الأمن التي «تواصل عمليتها للقضاء على الإرهابيين»، مؤكدة أن الوضع «صعب».
وقال أحد المحررين، إن المسلحين دققوا في هويات الركاب لتحديد الآتين من خارج الإقليم، في خطوة مشابهة لما جرى خلال هجمات نفذها «جيش تحرير بلشوستان» في الآونة الأخيرة. وقال الراكب: «أتوا وتفحصوا الهويات وبطاقات الخدمة وأطلقوا النار على جنديين أمامي وأخذوا أربعة آخرين إلى مكان أجهله».
ونقل نحو 80% من الركاب المحررين إلى مدينة كويتا عاصمة إقليم بلوشستان في ظل «إجراءات أمنية مشددة»، بحسب ما أكد مسؤول في الشرطة.
- هجمات دامية
وجماعة «جيش تحرير بلوشستان»، هي الأكبر من بين عدة جماعات عرقية مسلحة تحارب الحكومة الباكستانية في إقليم بلوشستان الغني بالمعادن والمتاخم لأفغانستان وإيران.
وأعلنت الجماعة بانتظام مسؤوليتها عن هجمات دامية على قوات الأمن والباكستانيين من أقاليم وولايات أخرى، وتتهمهم، إلى جانب المستثمرين الأجانب، بنهب منطقتهم الغنية بالموارد من دون السماح للسكان المحليين بالاستفادة من هذه الثروة.
ويُعتبر الإقليم غنياً بالهيدروكربونات والمعادن، إلا أن سكانه يشكون من التهميش، ما جعل منه أفقر منطقة في باكستان.
وتواجه باكستان حركة تمرّد في الإقليم منذ عقود، لكن الهجمات زادت في مناطق حدودية مع أفغانستان منذ عودة «طالبان» إلى السلطة في كابول عام 2021.
أخبار متعلقة :