نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: هل تعمد واشنطن إلى "إبطاء" المسار اللبناني؟!, اليوم الخميس 28 أغسطس 2025 03:05 صباحاً توحي المواقف، التي رافقت زيارة الوفد الأميركي إلى بيروت، بأن الولايات المتحدة تريد تسريع المسار اللبناني، بعد أن تمكنت من تحقيق العديد من النجاحات في الأشهر الماضية، إلا أن ما ينبغي التوقف عنده أنها، في الوقت نفسه، لم تنجح في تهيئة الأرضية المناسبة لذلك، تحديداً لدى الجانب الإسرائيلي، بعد أن كان مجلس الوزراء قد بادر إلى إصدار قرارات عزّزت من الإنقسام الداخلي. في هذا السياق، ينظر إلى نتيجة الزيارة على أساس أنها أعادت رمي الكرة في الملعب اللبناني، من منطلق أن المطلوب، بحسب البيان الصادر عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي تم تبنيه من قبل واشنطن، أن تبادر بيروت إلى خطوات عملية في ملف نزع سلاح "حزب الله"، قبل البحث فيما يمكن أن تقدمه تل أبيب من خطوات. بالنسبة إلى مصادر سياسية مطلعة، المحطة المفصلية باتت الخطة التي من المفترض أن تقدمها قيادة الجيش اللبناني، تمهيداً لمناقشتها من قبل مجلس الوزراء بعد ذلك، مع ما يعنيه ذلك من محاذير مرتبطة بموقف الثنائي الشيعي، لا سيما "حزب الله"، خصوصاً أنه كان قد حدد أولويات، بشكل لا يقبل اللبس، حيث المطلوب، من وجهة نظره، أن تبادر إسرائيل إلى الإلتزام بإتفاق وقف إطلاق النار، قبل البحث بأيّ أمر آخر، من منطلق أن النقاش يكون حول الإستراتيجية الدفاعية لا نزع السلاح. من وجهة نظر المصادر نفسها، الموقف الإسرائيلي، المدعوم أميركياً، لا يساعد الحكومة اللبنانية على الذهاب إلى المزيد من الخطوات العملية، بالرغم من الضغوط الكبيرة التي من المتوقع أن تتعرض لها، على إعتبار أن هذا الأمر قد يؤدي إلى تفجير الأوضاع الداخلية، لا سيما أن هناك من كان يسعى إلى إقناع الثنائي الشيعي، قبل وصول الرد الإسرائيلي، بالإنتظار، لمعرفة ما سيحمله براك معه، على قاعدة أنّ القرارات التي صدرت لن تطبق، ما لم يحصل موفد الولايات المتحدة على خطوات مقابلة من تل أبيب. بإنتظار خطة الجيش اللبناني، لا يمكن تجاهل ما بات يُسرب من معلومات، عن أن المؤسسة العسكرية قد تعمد إلى عدم وضع أي جدول زمني، ضمن الخطة التي تعمل عليها، على قاعدة أن ذلك يرتبط بإنسحاب تل أبيب ووقف الإعتداءات وإعادة الأسرى، إضافة إلى الحاجة لتوافق سياسي، لدى الوصول إلى مرحلة التطبيق، غير متوفر في الوقت الراهن. هنا، تذهب المصادر السياسية المطلعة، عبر "النشرة"، إلى الحديث عن أن مضمون الخطة المنتظرة، بشكل أو بآخر، سيعكس الهامش المسموح من قبل الولايات المتحدة، حيث السؤال الذي يطرح نفسه بقوة يتعلق بمصلحتها في تعزيز المسار الصدامي في البلاد، مع ما يعنيه ذلك من تداعيات قد لا تقتصر على الإستقرار المحلي فقط، خصوصاً بعد الرسائل التي تضمنتها زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إلى بيروت، لا سيما أن صفة الرجل تعكس رؤية طهران لهذا الملف. في هذا الإطار، لا تنكر المصادر نفسها أن واشنطن قد ترى مصلحة لها في الدفع نحو الصدام، على أساس وجود مغريات في هذا السيناريو، لكنها تشير إلى أنها، بالتزامن، تأخذ بعين الإعتبار الكلفة التي قد تترتب على ذلك، وبالتالي أي خطوة، من الممكن أن تقدم عليها، ستكون إنطلاقاً من الموازنة بين الأمرين، وهو ما قد يكون مرتبطاً بمؤسسات أخرى في الولايات المتحدة، أبرزها وزارة الدفاع "البنتاغون"، التي تدرك أكثر من غيرها التداعيات. في المحصلة، ترى هذه المصادر أن رفع مستوى الضغوط عملية مفيدة، بحسب الرؤية الأميركية، لكن الوصول إلى مرحلة الصدام قد لا يكون مطلوباً، على الأقل في الوقت الراهن، ما قد يدفعها إلى "إبطاء" المسار اللبناني، خصوصاً إذا ما كان التركيز على الإنتخابات النيابية، في العام 2026، هو العنوان الأساسي، الذي ستسعى فيه واشنطن إلى تكريس واقع جديد في البلاد.