السعودية تطلق تطبيق هيوماين تشات، أول محادثة ذكية عربية تعتمد على نموذج لغوي محلي “علّام”، لتكون خطوة رائدة تعزز الحضور الرقمي للغة العربية وتعقّد جغرافيا الهوية الثقافية في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، ما يضع المملكة في مواجهة مباشرة مع رواد التقنية العالميين مثل OpenAI وجوجل وأنثروبيك. هذا التطبيق يعكس إصرار السعودية على تطوير تقنيات متقدمة تضم الهوية الوطنية ضمن رؤية استراتيجية واضحة.

ميزات تطبيق هيوماين تشات مع نموذج لغوي محلي علّام واللغات واللهجات العربية

يُعتبر تطبيق هيوماين تشات أول منصة محادثة ذكية باللغة العربية تستند إلى نموذج لغوي محلي ضخم يُسمى “علّام”، والمملوك لشركة هيوماين السعودية التابعة لصندوق الاستثمارات العامة. يتميز التطبيق بدعم ثنائي للغتين العربية والإنجليزية، مع توفير أكثر من 26 لهجة عربية مختلفة تضم اللهجات الخليجية، المصرية، واللبنانية، مما يعكس وعيًا ثقافيًا عميقًا بأهمية الحفاظ على الهوية اللغوية في الابتكار التكنولوجي. يعتمد “هيوماين تشات” على فهمه الدقيق للسياقات الاجتماعية والثقافية المحلية، وهو ما يمنحه الأفضلية على النماذج التي تطورت ضمن خلفيات لغوية وثقافية غربية، مجسدًا بذلك نقلة نوعية في تجربة المستخدم العربي.

دور تطبيق هيوماين تشات في تعزيز السيادة الرقمية والاقتصاد الرقمي السعودي 2030

يندرج إطلاق تطبيق هيوماين تشات في إطار رؤية وطنية استراتيجية يقودها صندوق الاستثمارات العامة السعودي، حيث يرى الدكتور عبد الله الغامدي، رئيس هيئة البيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”، أن المشروع يجمع بين الموثوقية التقنية والرؤية الطموحة للقيادة السعودية بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يعد السعودية مرجعًا عالميًا للذكاء الاصطناعي وتعزيز حضور اللغة العربية رقمياً. يتزامن هذا مع إعلان هيوماين عن إنشاء صندوق استثماري بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الشركات التقنية الناشئة، مما يسهم في دفع عجلة الاقتصاد الرقمي، وينسجم بشكل مباشر مع أهداف رؤية السعودية 2030 للتحول إلى مركز عالمي للتقنيات الناشئة.

الاستثمارات والبنية التحتية لتطبيق هيوماين تشات: تعزيز المحتوى العربي وأدوات المستقبل الذكي

ضمن استراتيجية متقدمة، عقدت شركة هيوماين اتفاقيات مع كبرى الشركات التقنية مثل NVIDIA وAMD من أجل تأمين شرائح إلكترونية متطورة لدعم مراكز بيانات ضخمة ستعمل بطاقة تصل إلى 1.9 جيجاواط بحلول عام 2030، مما يضمن استمرارية وكفاءة التطبيق في ظل تزايد الطلب. يشكّل هيوماين تشات أداة استراتيجية متعددة الأوجه، تخدم عدة قطاعات تشمل:

• التعليم الذكي
• الرعاية الصحية
• الصناعة الذكية
• الخدمات المالية
• دعم اتخاذ القرار الحكومي

كما يعمل التطبيق على سد فجوة ضخمة في المحتوى العربي الرقمي، ويساعد غير الناطقين بالعربية على تعلم اللغة من خلال التفاعل المباشر بالمحتوى العربي المتنوع، المكتوب والمرئي والمسموع، مع إبراز البُعد الروحي المرتبط بلغة القرآن الكريم. يولي التطبيق اهتمامًا خاصًا لموازنة الابتكار التقني مع حماية خصوصية البيانات في توافق كامل مع المعايير الأخلاقية والتشريعات الدولية.

في ظل المنافسة الشديدة التي تشمل منصات عالمية كبيرة مثل ChatGPT, Gemini، وClaude، يتميز هيوماين تشات بتوجهه الاستثنائي نحو الناطقين بالعربية، وهي الفئة التي لم تحظَ بالاهتمام الكافي في النماذج الغربية، مما يمنحه حضورًا ذا مغزى وفرصًا واعدة بفضل الدعم الحكومي والمالي المكثف. يمثل هذا التطبيق الخطوة الأولى نحو بناء نموذج ذكاء اصطناعي عربي مستقل، ينتقل بالعالم العربي من كونه مستخدمًا فقط للتقنيات إلى مطور لها، مدعومًا ببنية تحتية قوية واستثمارات ضخمة في الموارد البشرية والبيانات، مما يفتح آفاقًا واسعة أمام النمو والريادة التقنية العربية.