بيروت ـ جويل رياشيفي عطلة نهاية الأسبوع، تحولت بلدة الخنشارة المتنية إلى نقطة جذب ثقافي واجتماعي، مع برنامج متنوع من النشاطات الفنية والاجتماعية استقطب الزوار من مختلف المناطق.فقد احتضنت ساحة البلدة، بدعوة من بلدية الخنشارة والجوار، معرضا للأشغال اليدوية والمنتوجات الحرفية والمونة، حيث عرضت نساء من البلدة أعمالهن ومنتوجاتهن، من مطرزات وأوان منزلية، إلى المونة البيتية من مربات وزعتر وعصائر وحلويات ومأكولات صحية ومنتجات تجميلية وثياب من تصميم وصنع محلي. الأجواء اتسمت بالحيوية، مع توافد العائلات لاكتشاف هذه المنتوجات ودعم صاحباتها، في مشهد جمع بين الطابع التقليدي والأجواء الترفيهية.وكان الهدف الأساسي الذي أرادته «لجنة تعزيز دور المرأة» في البلدية من هذا النشاط دعم النساء وتشجيعهن على إبراز مهاراتهن ومواهبهن في المجال الحرفي والتجاري، ما يسهم في تعزيز استقلاليتهن الاقتصادية وتمكينهن اجتماعيا. كما سعى المعرض إلى خلق مساحة تفاعلية بين النساء والحضور، لتبادل الخبرات والأفكار، ولتأكيد أهمية الدور الذي تلعبه المرأة في المحافظة على التراث المحلي ونقله للأجيال، فضلا عن تعزيز حضورها في الحياة الاجتماعية للبلدة.بالتوازي، وفي الباحة الداخلية لدير مار يوحنا، اقيم معرض رسم قدمت خلاله مجموعة من الرسامين الشباب أعمالهم الجديدة، التي عكست تنوع المدارس والأساليب الفنية بين الواقعية، والتجريدية، والتعبيرية، والموزاييك. وشكل المعرض فرصة لإبراز مواهب ناشئة تبحث عن مساحة للتعبير وأخرى أكثر تجذرا. ولاقت اللوحات اهتمام الزوار الذين تنقلوا بين الألوان والأفكار بحضور لافت. هو المعرض الأول لمجد رياشي التي لفتت الأنظار بلوحاتها الزاهية. وأشارت لـ«الأنباء» إلى أن موهبة الرسم رافقتها منذ الطفولة، غير أن ظروف الغربة والانشغال بالعمل أبعداها عنها لفترة طويلة، لتعود اليوم إلى شغفها الأول من خلال أسلوب يجمع بين المناظر الطبيعية الانطباعية والواقعية الكلاسيكية، ما أضفى على أعمالها طابعا استوقف العديد من الحاضرين. وقد برز تفاعل الزوار مع أعمالها، إذ بيعت غالبية لوحاتها خلال المعرض، وحملت كلمة Sold.من جهته، يوضح الفنان إيلي كنعان، المشارك أيضا في المعرض من خلال لوحات استوحاها من كتاب للشاعر موريس عواد يتناول العهد الجديد باللهجة اللبنانية المحكية، قائلا: «نحن هنا لدعم مجد في معرضها الأول». ويتوقف عند أعماله المعروضة «التي قد تبدو معقدة للبعض»، شارحا تفاصيلها بشغف، بالعودة إلى نصوص عواد، صاحب التجربة الفريدة في تحديث الشعر العامي وتطوير لغته وجمالياته. وقد غنى كلمات عواد عدد من أبرز الفنانين اللبنانيين في المهرجانات المحلية، ولاسيما في مهرجانات بعلبك الدولية، غير أن كنعان قد يكون أول من نقل هذه الكلمات إلى لوحات تشكيلية، محولا الشعر إلى مشهديات بصرية.إلى رياشي وكنعان، جمع المعرض مواهب أخرى مثل المصورة الشابة يارا سماحة التي عرضت صورا بالأسود والأبيض ووفاء هنود والشاب جوزيف كفوري الذي اخترع شخصية «دانكو» الكرتونية ومد فيها الحياة من خلال قلمه.على مدى ثلاثة ايام، أكدت الخنشارة حضورها كوجهة تحتضن الفن والنشاطات الاجتماعية معا، وتفتح مساحاتها العامة أمام مبادرات تعزز التواصل بين اهلها، في وقت تشتد فيه الحاجة إلى مبادرات ثقافية واجتماعية تعيد الحياة إلى القرى والبلدات اللبنانية.