اجتاح الإعصار (كاجيكي) شمال وسط فيتنام، أمس الاثنين، مصحوباً برياح بلغت سرعتها نحو 130 كيلومتراً في الساعة وأمواج تجاوز ارتفاعها تسعة أمتار، ما دفع السلطات إلى إجلاء عشرات الآلاف من السكان من المناطق الساحلية المهددة، وسط تحذيرات من فيضانات وسيول قوية، في حين أعلنت السلطات الإسبانية تحسُّناً في جهود مكافحة الحرائق التي دمَّرت مئات آلاف الهكتارات من الغابات خلال الأيام الماضية، في وقت تشهد فيه القارة الأوروبية جفافاً قياسياً أسهم في تأجيج الحرائق.
وقالت السلطات الفيتنامية: إن الإعصار وهو الخامس الذي يضرب البلاد هذا العام، وصل اليابسة، أمس الاثنين، ما أدى إلى اضطراب مياه خليج تونكين. وأوضحت هيئة الأرصاد الجوية أن سرعة الرياح تراوحت بين 118 و133 كيلومتراً في الساعة، محذّرة من استمرار الأمطار الغزيرة حتى اليوم الثلاثاء، ما يزيد خطر السيول والانهيارات الأرضية.
وأُجلي نحو 30 ألف شخص فجراً، فيما انتشر 16 ألف عسكري للمساعدة في عمليات الإغاثة، على أن يتم نقل نحو 325 ألف شخص في خمس محافظات ساحلية إلى مدارس ومبانٍ عامة تحوَّلت إلى مراكز إيواء.
وقد تم إغلاق مطارين محليين كما أُلغيت 35 رحلة جوية، فيما طُلب من كل قوارب الصيد العودة إلى الموانئ.
وفي مدينة فينه الساحلية، غمرت المياه وسط المدينة وأغلقت معظم المتاجر والمطاعم أبوابها، فيما وضع السكان أكياس رمل لحماية ممتلكاتهم وقال لو مانه تونغ وهو أحد الذين تم إجلاؤهم، لوكالة فرانس برس: «لم أسمع قط بإعصار بهذه القوة في مدينتنا»، مضيفاً: «أشعر بالخوف لكن علينا تقبّل الأمر، لأنها الطبيعة».
وأشارت السلطات إلى أن الصين قامت بدورها بإجلاء 20 ألف شخص من جزيرة هاينان مع مرور الإعصار فوق الساحل الجنوبي، في وقت تحذّر فيه تقارير علمية من أن التغيّر المناخي يزيد من شدة الظواهر المناخية في المنطقة وذكرت وزارة الزراعة الفيتنامية أن الكوارث الطبيعية أسفرت عن مقتل أو فقدان أكثر من 100 شخص منذ بداية العام، فيما بلغت الخسائر الاقتصادية 21 مليون دولار.
وفي إسبانيا، قالت مديرة الحماية المدنية فيرخينيا باركونيس، أمس الاثنين: إن التحسن على جبهة مكافحة الحرائق «بطيء» لكنه «مؤاتٍ»، مشيرة إلى أن هناك 14 حريقاً كبيراً ما زالت مشتعلة وتشكّل خطراً على المنازل والسكان.
وأوضحت أن موجة الحر التي استمرت أسبوعين، مع درجات حرارة تجاوزت 40 درجة مئوية وبلغت 45 في بعض المناطق، أسهمت في اشتداد الحرائق التي دمّرت أكثر من 350 ألف هكتار من الغابات، خصوصاً في مناطق قشتالة وليون وإكستريمادورا وغاليثيا قرب الحدود البرتغالية.
ويواصل عناصر الإطفاء الإسبان، بمؤازرة فرق من دول الاتحاد الأوروبي، جهودهم لاحتواء النيران، على أمل تحسُّن الطقس اليوم الثلاثاء بما يساعد على السيطرة على الحرائق. وتأتي موجة الحرائق فيما شهدت أوروبا وحوض المتوسط مطلع آب/أغسطس موجة جفاف استثنائية هي الأشد منذ بدء الدراسات عام 2012، إذ تأثرت 51,3% من الأراضي، فيما صُنِّفت 7,8% في حالة إنذار قصوى و38,7% في حالة تحذير، وفق المرصد الأوروبي للجفاف. (وكالات)
إعصار «كاجيكي» يضرب فيتنام برياح عاتية ويُجلي الآلاف

إعصار «كاجيكي» يضرب فيتنام برياح عاتية ويُجلي الآلاف
0 تعليق